نظمت الإذاعة الثقافية، أمس، بالنادي الثقافي "عيسى مسعودي"، ندوة تكريمية، لاسم لامع في عالم الشعر العربي، هو محمد بلقاسم خمار (92 عاما)، بُثت على أثيرها ضمن برنامج خاص، حضره نجله مؤنس خمار، وصديقاه الشاعران سليمان جوادي وأحمد حمدي. في المستهل، روى الشاعر سليمان جوادي تجربته مع خمار في النشر، والذي احتوته جريدة "الشعب" في عام1970، وقال إنها المرة الأولى التي يصدر نصه كاملا، بعد تجارب سابقة، كانت تنشر خلالها مقتطفات منه فقط، مشيرا إلى أن ما قام به بلقاسم خمار هو بمثابة تشجيع وعرفان لما يكتبه. عن التكريم، قال جوادي إنه تكريم لجيل الشعراء المجاهدين، الذين ناضلوا بالكلمة وكانوا أعضاء فاعلين، على غرار السائحي وسعد الله وخمار وآخرين، مشيرا إلى أنه ذاك جيل، يعتبر جيلا رائد حتى في القصيدة الحديثة. وأكّد أنّ بلقاسم خمار كان يتميّز بكتابة لها إيقاعها، لكنها لا تحتمل وضعها في بحور العروض، لأن وزنها داخلي، وهي أشبه بكتابة أبي العتاهية. وشاطر نجل الشاعر مؤنس خمار قول جوادي، وكشف أن والده يستقي كتابة أشعاره من كل شيء، ولاسيما في العزف الموسيقي، "بل لم يرسم حدودا أبدا في نضم قوافيه". وعرج على مسيرة خمار الإعلامية، مع إطلاق مجلة "ألوان" التي اشتهرت على نطاق واسع في العالم العربي، لقوة مضمونها. وأشار مؤنس إلى أن ضعف بصر والده حال دون أن يواصل الكتابة أو المطالعة، لكنه بقي بصحة جيدة، يمكث في البيت عزيزا كريما، وهو الشخص البسيط الاجتماعي في حياته، ولا تستهويه الأضواء ولا ضجة الإعلام، ذلك أنه عاش مجده الذهبي في السابق. من جانبه، عاد الشاعر أحمد حمدي للفترة الذهبية لاتحاد الكتاب الجزائريين، حينما كان محمد بلقاسم خمار رئيسه، "إذ كان مرحّبا بالمواهب الكتابية الشابة ويشدّ على أيديها". كما أكّد المتحدّث أنّ خمار له قيمة كبيرة في تاريخ الشعر الجزائري، وأنه أكثر الشعراء وفاء لهذا اللون الأدبي، وأغزرهم كتابة، وقد نشر أكثر من 10 دواوين، معظمها وطنية، وبرع في الشعر العربي الحديث الذي كان نتيجة احتكاكه، بنزار قباني والبياتي وغيرهما، عندما كان يدرس في سوريا، "فكان له حضور مميز وعصري".