تعيش عدة مناطق بالمغرب في عزلة تامة بسبب افتقادها لجميع الظروف المعيشية الضرورية، بما يدفع بسكانها إلى اليأس وحتى الانتحار أحيانا في ظل سياسة الهروب الى الأمام التي يمارسها نظام المخزن المصر على صم أذانه أمام تطلعات ومطالب شعبه. وحسب تقارير صحفية محلية، فإن إقليم "شفشاون" الواقع في الجهة الشمالية من المملكة، يعتبر مثالا عن المناطق المحرومة التي تعيش واقعا مزريا دون توفر أدنى شروط الحياة، في ظل ما يعانيه سكانه من تهميش وفقر وإقصاء. وحسب ما ذكرته مواقع إلكترونية مغربية فإن "سكان هذه المنطقة المهمشة يعانون من ظاهرة الانتحار التي تهز الدواوير والمداشر كل أسبوع وكل يوم والتي تخص كل الفئات الاجتماعية، خاصة الشباب في زهرة العمر وأرباب أسر ورجال مسنّين ونساء وبنات". كما يعاني سكان هذه المداشر من ظاهرة انقطاع كلي للتيار الكهربائي الذي أصبح يؤرق الساكنة دون أن تتدخل السلطات لإيجاد حلول. وأكدت مصادر اعلامية محلية، أن هذا الإقليم أصبح "واقعه مرعب ومخيف" فأبناءه "فقدوا تماما معنى الحياة ولم يجدوا سوى الانتحار لمواجهة الواقع المرير" في الوقت الذي أصبح فيه الطعام اليومي لمعظم الأسر يقتصر على العدس والخبز والزيت والتين المجفف". كما يعاني سكان هذه المنطقة من تدهور أوضاع البنية التحتية مثل الطرق المتواجدة في حالة كارثية، بالإضافة إلى مشكل نقص الماء الشروب الذي أصبح بدوره واقعا معاشا مما يزيد من تفاقم معاناة المواطنين الذين أثقل كاهلهم ارتفاع جنوني ومستمر للأسعار. من جهة أخرى، وبسبب ارتفاع أسعار أغلب المواد الاستهلاكية وغياب استراتيجية لحكومة المخزن لمواجهة الأزمة، يكابد التجار الصغار بالمغرب خسائر كبيرة دفعت بعدد منهم إلى إغلاق محلاتهم التجارية. وحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية أول أمس الأحد، عن جمعية تجار التقسيط بمنطقة أغادير فإن "ارتفاع الأسعار سرع وتيرة إغلاق التجار الصغار لمحلاتهم بسبب عدم قدرتهم على توفير الرأسمال الكفيل بضمان حصولهم على التموين بالسلع نتيجة قلة الأرباح من جهة وتكاثر ديون الزبائن من جهة أخرى مما يضعف السيولة المالية المتوفرة لديهم". ووصفت نفس المصادر، الوضع الذي يعيشه التجار الصغار ب"الكارثي"، مضيفة أن أرخص قنينة زيت المائدة "سعة خمس لترات" تباع حاليا ب115 درهم لكن هامش ربح التاجر لا يتعدى أربعة أو خمسة دراهم وفي الغالب يبيعها بالدين"، وعليه تدفع هذه الوضعية "عددا من التجار إلى التخلي عن بيع المواد الغذائية مرتفعة الثمن". ويسود تخوف من أن يؤدي استمرار ارتفاع الأسعار إلى تراجع تزود التجار الصغار بالسلع ذلك أن التجار القادرون على توفير السلع هم الذين لا يعملون بالدين، حيث يستطيعون توفير سيولة تمكنهم من اقتناء السلع لكن نسبتهم تبقى قليلة.