أشرف رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول، السعيد شنقريحة، أول أمس، بالنادي الوطني للجيش، بالعاصمة على ندوة تاريخية بعنوان "تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي" نظمتها مديرية الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي بمناسبة اليوم الوطني للجيش الوطني الشعبي. ووقف المشاركون خلال هذه الندوة على الإرهاصات الأولى لنشأة الجيش، الذي يعتبر جيش التحرير الوطني، نواته الصلبة، وتسليط الضوء على مسيرته في الدفاع عن السيادة الوطنية وحرمة التراب الوطني. وقال الفريق أول، السعيد شنقريحة في كلمة بالمناسبة، إن تنظيم الندوة يحمل الكثير من الدلالات، خاصة في الوقت الحالي الذي يحاول فيه أعداء الجزائر حرمان شعبنا من جهود قواته المسلحة، ومساهمتها إلى جانب المؤسسات الأخرى في بناء الدولة الجزائرية المستقلة والسيدة وتطويرها في مختلف المجالات. وأضاف أن الندوة تجمعنا في ظروف تتقارب مع محطات أخرى في تاريخنا العريق، محطات استدعت دوما عبقرية خاصة قوامها الرؤية المتبصرة والصادقة المخلصة للوطن والبعيدة عن الذاتية والاعتبارات الظرفية الضيقة، لتصنع اللحمة الوطنية الكفيلة بلم الشمل والتصدي لمختلف التهديدات والأخطار مهما كانت، بغية استكمال مسار بناء الجزائر الجديدة القوية، بشعبها الأبي وجيشها العتيد. وأكد الفريق أول، أن ترسيم الرابع من أوت، يوما وطنيا للجيش الوطني الشعبي، يعكس اهتمام السيد رئيس الجمهورية، البالغ ورعايته المخلصة والصادقة للذاكرة الوطنية، ويجسد أسمى معاني الوفاء لتضحيات شهدائنا الأبرار ومجاهدينا الأخيار. وأوضح أنه في خضم التحول من مرحلة الاحتلال إلى عهد الاستقلال، ومن معركة التحرير إلى معركة البناء تم تحوير جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، سليله ووريثه الطبيعي في الرابع أوت 1962، الذي أقره رئيس الجمهورية، يوما وطنيا للجيش، ليضاف إلى قائمة الأيام والمناسبات التاريخية المجيدة لبلادنا، وهو ما يعكس اهتمام رئيس الجمهورية البالغ ورعايته المخلصة والصادقة للذاكرة الوطنية باعتبارها مصدر قوتنا وفخرنا وشعلة حاضرنا ومستقبلنا. وأكد المتحدث، أن الشهادة في سبيل الوطن وترسيخ مبادئها العليا وقيمها السامية في أذهان الأجيال المتلاحقة، واجب مقدس نتحمل مسؤوليته جميعا، فمن وحي هذه القيم يأتي لقاؤنا اليوم لنخلد معا تضحيات أبطال الجزائر الخالدين، ولنؤكد بأن أبناء الجزائر الشرفاء والمخلصين من أفراد وإطارات الجيش الوطني الشعبي مستعدون لبذل أكبر التضحيات في سبيل أمن واستقرار الوطن. كما اغتنم الفريق أول، المناسبة ليقف وقفة إجلال وتقدير واحترام لمجاهدينا الأخيار الذين فجروا ثورة نوفمبر المظفرة وعرفوا بكفاحهم الشرس والمستميت كيف يهزمون الجيش الفرنسي المحتل، وبارك لهم ما قدموه من بطولات وصنعوه من أمجاد مكنت من انتزاع استقلال الجزائر واسترجاع سيادتها. وبنفس المناسبة، ألقى اللواء مدير الإعلام والاتصال لأركان الجيش الوطني الشعبي، كلمة ذكر فيها بأن التزام الجيش الوطني الشعبي بمهامه الدستورية ووقوفه إلى جانب شعبه نابع من روح ثورة نوفمبر الخالدة، وسيظل على الدوام كما أكدت عليه قيادته العليا أكثر من مرة الخادم الوفي للجزائر وشعبها، الحامي لسيادتها الوطنية، الحافظ لوحدتها وتماسكها.