التفتت محافظة المهرجان الوطني لمسرح الهواة في مستغانم، إلى قضايا التحرر الصامدة، ويتعلق الأمر بفلسطين والصحراء الغربية، حيث برمجت عرضين من هاتين الدولتين اللتين نزلتا ضيفتي شرف على الدورة ال53. احتضنت دار الشباب ببلدية عين تادلس بمستغانم، مونودرام "اتهموني بالتهور"، وهو عرض شرفي للجمهورية العربية الصحراوية، أنجزته فرقة "الساقية الحمراء ووادي الذهب"، من إخراج وتأليف منى محمد سالم وتمثيل الفنان عبد الباسط محمد علي. بالمناسبة، قالت المخرجة، إن هذا العمل المسرحي يحكي مسار القضية الصحراوية منذ 1975، تاريخ الاحتلال وتواصل معاناة الصحراويين إلى غاية يومنا هذا، مضيفة أن تجسيد المسرحية كان في تندوف، بالتعاون مع المخرج بلة بومدين الذي قدم يد المساعدة، مركزة على أن المسرح بالنسبة لهم، هو وسيلة لتبليغ ما يكابده الشعب الصحراوي من اضطهاد واغتصاب لأراضيه، وأمام عدم تجسيد القرارات الدولية المتعلقة بحقه في تقرير المصير، لم يبق أمامهم سوى سلاح الفن والمسرح القوي، واعتبرت أن المشاركة في المهرجانات، ومنها مهرجان مسرح الهواة بمستغانم، فرصة للحصول على مساحة للتعبير عن القضية، وقالت "نريد أن نكون في أرضنا وفوق رؤوسنا علم دولتنا". استمتع الجمهور بالمونودرام، الذي استهل بمشهد شيخ معطوب هارب من الحرب، بعد طرده من بيته، وحرم من ابنته "سلطانة" التي كانت تتعرض للتعذيب، وتشاء الأقدار أنه قبل أن يموت، يترك وصية لابنه بأن يواصل الكفاح لتحرير وطنه، وهو الحلم الذي تحقق في 13 نوفمبر 2021، بإعلان الكفاح المسلح لاسترجاع الأرض، واختتم العمل المسرحي بعبارة "إذا كان الدفاع عن الوطن تهورا، فأهلا وسهلا ومرحبا بالتهور". وشدد الممثل على أنه رغم كل الظروف الصعبة، لم يغادر الصحراويون أراضيهم وظلوا صامدين "لا وجود ولا مستقبل للصحراويين إلا في وطنهم الحر، الجمهورية العربية الصحراوية"، وفق ما قال، مؤكدا أنه لم يعد يهم الشعب الصحراوي القرارات الدولية، بل هو عازم على مواصلة الحرب بالنفس والنفيس. من جهة ثانية، ركز العرض المونودرامي الحكواتي "صرخة أسير" الذي أداه يزن مشارقة، على قضايا الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، على اعتبار أنها مصيرية، إلى جانب قضية القدس وعودة اللاجئين. وتطرق لمعاناة الأسرى من خلال معركة الأمعاء الخاوية" التي يقودها الأسرى لشهور عديدة في الزنزانات الإسرائيلية، لمواجهة سياسات الاحتلال، وأهمها الإهمال الطبي، فالأسرى يخوضون أيضا "معركة الحياة"، فهم شهداء على قيد الأسر في انعدام لتطبيق القوانين الدولية والإنسانية. يصل العرض للقضية المصيرية، وهي علاج الأسرى المرضى، وقدمت حالة الأسير ناصر أبو حميد نموذجا لها، فهو يصارع الموت بسبب السرطان، ولم يتلق العلاج ولم يتم تحقيق أمنيته الأخيرة، وهي معانقة والدته التي كل أبنائها أسرى، واستشهد أحدهم. وختم الحكواتي رسالة الفلسطينيين، بتثمين جهود ومواقف الجزائر المشرفة، متمنيا أن تطرح قضية الأسرى خلال القمة العربية المقبلة.