يواصل الثنائي هشام بوسهلة وسعاد جناتي السير بخطى ثابتة من تألق لآخر، فبعد العمل المونودرامي «مايا» الذي حقّق نجاحا كبيرا، يعود المخرج وصاحب النص هشام بوسهلة لمونودرامي آخر عنوانه «ميرة»، تم عرضه أخيرا في المسرح الوطني «محي الدين بشطارزي». وسبق أن عرض بالأغواط خلال الأيام الوطنية للمونودراما، دورة 2016، وبالإمارات والسودان وألمانيا والمغرب، كما يطّلع لدخول غمار منافسة دولية في كلّ من جنوب إفريقيا، قبرص ومصر. تحصّلت مسرحية «ميرة» في الأيام الوطنية للموندراما بالأغواط، العام الماضي، على جائزة أحسن عرض متكامل وأحسن إخراج وأحسن تمثيل، وفي مهرجان البقعة الدولي للمسرح بالسودان على جائزة أحسن إخراج وأحسن تمثيل نسائي وأحسن سينوغرافيا، وفي مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما بالإمارات العربية المتحدة، الذي لا يمنح جوائز، وإنّما ترشيحا لمهرجانات دولية، تحصّل العمل على ثلاث مشاركات. وسبق أنّ شارك في نوفمبر 2016 في مهرجان ألمانيا العالمي للمونودراما بدعم من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ونال العرض الجائزة الخاصة، وتنتظر «ميرة» جولة مهمة في كل من مهرجان جنوب إفريقيا الدولي للموندراما في سبتمبر المقبل، ومهرجان قبرص للمونودراما في شهر أكتوبر ضمن تظاهرة «بافوص عاصمة الثقافة الأوربية 2017». في هذا السياق، أكّد المخرج هشام بوسهلة ل«المساء»، أنّ المهرجانات التي يشارك فيها هي من كانت تتكفّل بهم، بالإضافة إلى دعم خاص من محمد الأفخم رئيس الهيئة الدولية للمسرح ومدير مهرجان الفجيرة الدولي للمونودراما، وأضاف أنه لم يستفد أبدا من أي دعم سواء من المسرح أو مديرية الثقافة لسيدي بلعباس، أو وزارة أو أية جهة معنية في الجزائر، رغم أنه يقدم أعمالا باسم الجزائر ويرفض تقديم عروضه باي اسم، لاسيما أن مونودرام «ميرة» يشبه العمل السابق «مايا» في مصير مشرف من حيث المشاركات والتتويجات. وكشف بوسهلة أنه لو انتظر مساهمة السلطات المحلية لن يقدم شيئا، وتابع يقول «وكل هذا كان بدعم من شريكتي وزوجتي الممثلة سعاد جناتي، فكلّ هذا الدعم المعنوي والمادي المتقاسم بيننا وصدق العمل هو سبب مواصلتنا». عرض «ميرة» يسلّط ضوءه على موضوع ما يسمى بالثورات العربية، لكن بمنظور آخر، وقد تطرقت إليه الكثير من الفنون، لهذا أراد بوسهلة أن يتكلم عن الإنسان في هذه القضية، خصوصا المرأة التي لا شأن لها فيما يحصل، غير أن ذنبها الوحيد تواجدها في المكان الخطأ والزمان الخطأ. صاغ كاتب النص موضوعه في أسلوب فرجوي ممتع، دون أن يميل إلى السياسة أو الجنوح، إلى تيار ما، والاعتماد على الجانب الإنساني، ولوحات من الفرجة ذات قيمة فنية بسيطة، لتصل الجمهور دون فلسفة، بالاستعانة على قدرات الممثلة سعاد التمثيلية وتوظيف الخبرة السابقة، كما اشتغل عميقا على السينوغرافيا التي بدت بسيطة، غير أنها تحمل الكثير من الرمزية والعمق.