كرّمت الجمعية الوطنية الثقافية "محمد الأمين العمودي" مساء أوّل الاثنين ثلاث شخصيات جزائرية بارزة تركت بصمات واضحة في التاريخ الجزائري المعاصر سواء في الحركة الوطنية أو خلال الثورة التحريرية، ويتعلّق الأمر بالمؤرّخ الراحل يحيى بوعزيز والمعلم والمربي والفقيه عبد القادر الشلالي والدبلوماسي رشيد سحري الذين شهدت السنة الماضية رحيلهم· وأوضح رئيس الجمعية الكاتب محمد الأخضر السائحي خلال اللقاء التكريمي الذي حضرته عائلات الراحلين الثلاث وجمع كبير من المثقفين والمجاهدين وحتى الشباب أنّ "هذا الموعد عرفان وتقدير للجهد ووقفة للذكرى والتنويه بمناقب الرجال والمجاهدين الذين ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل طلب العلم وتسخيره خدمة لله والوطن الذي كان في أمس الحاجة إلى أبنائه في ظل استعمار فرنسي بغيض قضى على الأخضر واليابس"· وفي نفس السياق أشار السائحي إلى أنّ عظماء الأمّة وأعلامها مرجع ذاكرتها وتاريخها وهمزة وصل بين الحلقات المتعاقبة فيها يدرك من خلاله الخلف آثار السلف ويجني منه أسباب العز والمجد ويستمد قوة الإرادة و"هو ما يجبرنا على إعطاء كل ذي حق حقه وحق هؤلاء العظماء هو الاعتراف والتبجيل والاهتمام بكل ما تركوه من آثار والاستفادة منها في خدمة الوطن"· وذكّر المتحدث أنّ الجزائر فقدت برحيل هؤلاء المجاهدين ثلاثة من صانعي تاريخها المعاصر الذين قدموا خدمات جليلة للثقافة والتاريخ والدبلوماسية الجزائرية والذين حرصوا منذ لقائهم الأول بجامعة الزيتونة على أن يكونوا معاول بناء للجزائر لا معاول هدم وحرصوا أيضا على أن يكونوا بناة نهضتها الثقافية والسياسية· وأكد المجاهد عبد الحميد مهري بالمناسبة أنّ الجزائر تحمل كامل العرفان والامتنان لهذا الجيل من الطلبة الزيتونيين "الذين جمعوا بين حبهم وشغفهم للعلم ووفائهم لأمتهم وكذا انفتاحهم على النضال السياسي والكفاح المسلح اللذان فتحا الباب على مصراعيه لنيل الاستقلال"، مثمّنا مثل هذه اللقاءات التكريمية وأكّد أنّها الرباط الذي يربط الحاضر بالماضي وهو التقليد الذي يجب أن يستمر لاستخلاص الدروس والعبر من تجارب السابقين·(واج)