وأكدت وزيرة الثقافة، صورية مولوجي، أن تحديد مستوى المقروئية في الجزائر يحتاج إلى تحقيقات ودراسات، مشيرة إلى أن القراءة الرقمية، تحوّلت إلى وسيلة للحث على المقروئية بالنظر إلى سهولة استخدام وسائلها. وذكرت في السياق أن دراسة أكاديمية أنجزتها جامعة سطيف، كشفت أن 81% من طلبة الجامعات يستعملون الكتاب الرقمي، لافتة النظر إلى المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها الكتاب، وجهود الوزارة لدعم المؤلفين والناشطين الذين يعانون من ظاهرة التكفل عبر صندوق الاستنساخ. وحرصا منها على وضع تقييم جوهري لهذه المسألة، كشفت مولوجي عن تنظيم ورشة وطنية شهر ديسمبر القادم تتناول صناعة الكتاب بمشاركة كل الفاعلين، داعية نواب الشعب إلى إصدار قوانين وتشريعات لتنظيم سوق الكتب الرقمية، بحكم أنها أصبحت واقعا يفرض نفسه ويستدعي التكييف معه. أما الكاتب عز الدين جلاوجي، الذي فاز بجائزة "كتارا"، للرواية، فسلط الضوء على إشكالية تردي نوعية القراءة من خلال وجود توجه نحو الكتب التي تصنع الوهم كتفسير الأحلام والعين والحسد وغيرها من العناوين التافهة، داعيا المثقفين للمساهمة في بناء الوعي الجمعي والتأسيس لثقافة القراءة الهادفة وتشجيع التنوع والإبداع. وتوقف الكاتب عند علاقة التطوّر بمستوى القراءة، مستشهدا بالنموذج الألماني، الذي بلغت فيه نسبة القراءة 2,7 مليون قراءة سنويا. كما تناول جمال يحياوي، مدير المركز الوطني للكتاب، محور القراءة في زمن الرقمنة، ومستقبل المقروئية، مؤكدا أن الرقمنة، وسيلة لسرعة القراءة والنشر، وتعدان من بين أهم مقومات الدولة الحديثة التي تعتمد آليات الحداثة بكل مقوماتها، موضحا أنه لا مناص من التحول الرقمي، على اعتبار أن العالم دخل عهدا جديدا من الثقافة الرقمية.