تعكف مديرية الأشغال العمومية لولاية الجزائر، على مواصلة تنفيذ العديد من المشاريع الكبرى للقضاء على الاختناق المروري الذي تعرفه مختلف الطرق والمحاور، خاصة خلال فترات الذروة، التي يقضي فيها مستعملو الطرق أوقاتا طويلة في الطرق المزدحمة، وهو الوضع الذي يزداد سوءا عند تساقط الأمطار؛ ما حوّل الظاهرة إلى هاجس حقيقي لأصحاب المركبات، الذين يأملون في التخلص منه في أقرب وقت، من خلال المشاريع الكبرى التي توجد قيد الإنجاز، والتي ستسمح بتسهيل حركة تنقّل المواطنين، وفك الاختناق المروري بعد تسلّم عدد منها بداية من السنة المقبلة. كشف مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر عبد الرحمان رحماني، في لقاء خص به "المساء"، عن تسلّم العديد من مشاريع الطرق الاجتنابية المزدوجة والطرق السريعة خلال سنة 2023، والتي يعوَّل عليها في تحسين السيولة المرورية، خاصة على مستوى بعض المحاور التي يعبرها، يوميا، عدد كبير من المركبات، حيث شهدت طرق العاصمة في سنة 2019، حسب رحماني، عبور حوالي 212 ألف سيارة يوميا على مستوى الطريق الاجتنابي الذي يربط بين الرويبة والرغاية وبومرداس نحو تيبازة. كما تشهد المحاور الكبرى الأخرى، ارتفاعا في عدد المركبات التي تعبرها يوميا؛ ما يؤدي إلى اختناق مروري فظيع بالعديد من الطرق، التي تصل قدرة استيعابها إلى حوالي 60 ألف سيارة يوميا في المحاور الكبرى؛ على غرار الطريق السيار الشرقي البحري الذي يربط بومرداس بالعاصمة، مرورا بجامع الجزائر، وكذا الطريق الوطني رقم واحد، والطريق الجنوبي الذي يصل عدد المركبات به يوميا، إلى 200 ألف مركبة، وهو عدد كبير جدا لا تستوعبه الطرق الحالية. مشاريع كبرى لطرق اجتنابية وفي ما يخص مشاريع الطرق التي يعوَّل عليها في القضاء على ظاهرة الاختناق المروري، أشار رحماني إلى أن محاور كبرى توجد في طور الإنجاز، وأخرى مبرمجة؛ على غرار مشروع إنجاز رابط الطريق الاجتنابي الجنوبي (5 جويلية) - الطريق الاجتنابي الثاني للجزائر، وطريق التفاف درارية (الشطر الأول)، الذي يهدف إلى تأمين استمرارية الطريق السريع القادم من باب الوادي عبر فري فالون، وكذا تأمين الربط بين الطريق الإجتنابي الجنوبي والطريق الوطني رقم 36 والطريق الولائي 116، وكذلك فك العزلة عن مدينتي درارية والعاشور، اللتين تعرفان توسعات هامة في النسيج العمراني، والذي يتم تمديده إلى بابا حسن وخرايسية، ويربط الطريق الاجتنابي الثاني بئر توتة وزرالدة وبومرداس، حيث يسمح للقادمين من جنوبالجزائر أو غربها أو من بومرداس عبر الطريق السريع شرق - غرب، بالمرور، مباشرة، إلى وسط العاصمة، باجتناب درارية والعاشور، والدخول، مباشرة، إلى باب الوادي، والخروج منها، كذلك، بسهولة، على مسافة 10 كلم. وخصّ المتحدث بالذكر الجزء الأول من هذا الطريق، الذي يمتد على طول 2.5 كلم، والذي بلغت نسبة إنجازه 60 ٪، حيث سجلت أشغاله تقدما ملحوظا، خاصة أشغال المنشأة الفنية على مسافة 410 متر، على أن تنطلق، قريبا، أشغال الجزءين الثاني والثالث ضمن هذا المشروع المهم، المنجز من طرف مؤسسات عمومية وطنية، حيث يتم، حاليا، نزع العوائق التي تعترض المشروع، خاصة الفلاحين وأصحاب الأراضي التي يمر عبرها الطريق. ومن المشاريع الأخرى التي توجد في طور الإنجاز، طريق حميسي الذي يربط تسالة المرجة، والذي يجنّب المتوجهين من بوفاريك نحو العاصمة أو المتجهين نحو غرب العاصمة، المرور على تسالة المرجة؛ باتخاذ الطريق الاجتنابي تسالة المرجة نحو مقطع خيرة أو القليعة أو دواودة. وبلغت الأشغال نسبة 85 ٪. كما تجري الأشغال على مستوى الجسر المؤدي من الطريق الوطني رقم واحد نحو تسالة المرجة، أو اجتناب تسالة المرجة باتجاه دواودة على مسافة 19 كلم، والذي يضم تسع منشآت فنية وحوالي خمس محولات، تجري بها الأشغال. رفع العوائق ومواصلة أشغال طرق هامة ومن بين الطرقات المهمة، يضيف مدير الأشغال العمومية، طريق نحو مدينة الرغاية، التي تشهد اختناقا مروريا فظيعا. والمحور الأخير على مستوى أولاد هداج؛ إذ بلغت الأشغال حوالي 95 ٪؛ حيث تم وضع الجسر الحديدي، ولم يتبقّ منه، حسب المتحدث، سوى جزء بومرداس، الذي ستنطلق أشغاله بعد الانتهاء من تعويض الفلاح صاحب الأرض التي يمر عليها المشروع، والانطلاق في ربط الجسر وتسليمه بداية سنة 2023، التي ستشهد تسليم مشاريع أخرى هامة؛ على غرار الطريق الاجتنابي الذي يربط بئر خادم بسيدي مبارك، نحو المنظر الجميل؛ حيث انتهت أشغال المنشأة التي ستُسلم في بداية العام المقبل، على مسافة 2 كلم، والذي يربط وسط بئر خادم، مباشرة، بالطريق الاجتنابي المنظر الجميل بالقبة؛ للسماح بالتنقل إلى المطار، أو الرجوع إلى بن عكنون بدون المرور على الطريق الوطني رقم 1 الذي يعرف اختناقا مروريا كبيرا. أما المحور الاجتنابي لمدينة السحاولة الذي عرف عدة تأخيرات بسبب اعتراض ملاّك الأراضي وبعد رفع كل العراقيل، فإن الأشغال جارية، وبلغت نسبة 70 ٪، حيث أكد رحماني تسلّم هذا المشروع، الذي يُعد من بين المحاور المهمة، السنة القادمة، إلى جانب مشروع الشراقة وسط، المعروف بالطريق الوطني رقم 41 على مستوى النفق الأرضي بالطريق المؤدي إلى عين البنيان - بلاطو، حيث الأشغال جارية، بنسبة إنجاز بلغت 70 ٪. كما إن النفق الأرضي الأول على مسافة 500 متر، سيسلَّم بداية 2023. وعلى صعيد آخر، أشار مدير الأشغال العمومية إلى مشاريع أخرى في طور الإنجاز، منها الطريق الولائي ما بين الشراقة وعين البنيان، الذي سيسلّم السنة المقبلة، والطريق الولائي رقم 111 من مخرج سحاولة نحو الدرارية وبابا احسن على مسافة 2 كلم، والذي سيسلّم في نهاية 2023، وبعض المحاور الأخرى. مشاريع طرق ولائية هامة تنطلق قريبا من جهة أخرى، ستنطلق، قريبا، مشاريع طرق ولائية، منها الطريق الولائي 233 ما بين أولاد فايت على مستوى دار الأوبرا نحو بلوطة بزرالدة، والمتمثل في ازدواجية الطريق الذي يسهّل حركة المرور لسكان الأحياء الجديدة؛ منها بلاطو، والروخي، وعبزيو وغيرها من الأحياء، التي ستستفيد من ازدواجية هذا الطريق، وكذا الطريق الولائي رقم 142 الذي يربط أولاد فايت (أمام الحي الجامعي) نحو خرايسية والدويرة وغيرها من المناطق، وكذا الطريق الولائي 133 الذي يربط ما بين الطريق الاجتنابي سيدي عبد الله، نحو السويدانية وأولاد فايت، وهي شبكة مترابطة من الطرق التي ستنطلق أشغالها السنة المقبلة. وبدورها، استفادت الجهة الشرقية للعاصمة، من مشاريع هامة سُلّم بعضها؛ منها الطريق الولائي الذي يربط الحميز ببرج الكيفان لفك الاختناق المروري، خاصة عن منطقة الحميز، التي تُعد نقطة سوداء بالنظر إلى الاكتظاظ الذي تشهده طيلة أيام الأسبوع نتيجة العدد الكبير من المواطنين، الذين يقصدونها لاقتناء حاجياتهم من المحلات التجارية المعروفة بالمنطقة، واستغلالهم الأرصفة وبعض المسارات في الطريق. كما نُفّذ، منذ الصائفة الماضية، برنامج لصيانة الطرق، من خلال تجديدها، حيث مست حوالي 90 كلم من الطرق من المطار نحو رابط وادي أوشايح، ومن بوشاوي نحو حدود الولاية مع تيبازة، وبعض الروابط الأخرى في العاصمة. الانطلاق في برنامج للصيانة قريبا في سياق متصل، أعلن مدير الأشغال العمومية لولاية الجزائر، عن إطلاق، قريبا، برنامج آخر لصيانة العديد من الطرق التي تؤثر، هي الأخرى، في حركة سير المركبات، والذي سيمس حوالي 56 كلم من الطرق السريعة، والمتوسطة والحضرية. ودعا في هذا الصدد، مستعملي هذه الطرق إلى تفهّم الأمر، كون الأشغال ستسبب لهم إزعاجا مؤقتا ببعض هذه المحاور، على غرار الطريق الوطني رقم 1 من بئر مراد رايس (لاكوت)، نحو بابا احسن وبوفاريك، وذلك من قبل سبع مؤسسات إنجاز، حيث ستمس الأشغال، أيضا، الرابطة ما بين منتزه الصابلات وواد أوشايح باتجاه الطريق الجنوبي؛ من خلال إعادة تزفيته، إلى جانب طريق العناصر؛ من دريد حسين نحو مستشفى عين النعجة على مستوى المحور المزدوج الذي ستنطلق أشغاله، إلى جانب بعض المحاور الحضرية داخل العاصمة. وسيمس هذا البرنامج المنشآت الفنية التي ستخضع لإعادة تأهيل، إلى جانب الإشارات المرورية العمودية والأفقية؛ إذ تأسف محدثنا لظاهرة سرقة إشارات المرور. ووجّه نداء إلى المواطنين بالحفاظ عليها بالنظر إلى المخاطر الناجمة عن نزعها، والتي قد تسبب حوادث مرور خطيرة. مواصلة تهيئة الواجهة البحرية على صعيد آخر، أشار رحماني إلى تهيئة الواجهة البحرية؛ منها مشروع الصابلات الذي بلغت نسبة أشغاله 90 ٪، حيث سيتم في نهاية السنة القادمة، تسليم الجزء الأوسط من هذه الجهة البحرية، إلى جانب المحطة البحرية التي تم الانتهاء منها، حيث تقوم مصالح النقل بتهيئتها بالتجهيزات الضرورية، لتوضع حيز الاستغلال كميناء نزهة للمواطن العاصمي، وللقادمين من الولايات المجاورة، وكذلك الشاطئ الأوسط على مسافة 600 متر، والطريق البحري الذي يربط الصابلات والليدو، والمركز التجاري أرديس نحو برج الكيفان، والذي يفك الاختناق المروري، إضافة إلى إعادة تهيئة الواجهة البحرية للعاصمة وتزيينها، فضلا عن حماية العاصمة من هيجان البحر، وتهيئة الأماكن التي كان المواطن لا يقصدها، والتي تحولت إلى قِبلة للزوار؛ على غرار الأشغال الجارية بموقع الباخرة المحطمة، والضفة الخضراء ببرج الكيفان، بالإضافة إلى برنامج سينطلق السنة القادمة في مناطق متعددة، وبرامج أخرى في الدراسة من ناحية هراوة والرويبة وعين طاية، مع تسلّم موقع قاع الصور وكيتاني بباب الوادي، السنة المقبلة.