كشف وزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، أمس، بالجزائر العاصمة، عن الإعداد ل"دراسة جدية" للنظر في أنسب الطرق لتزويد أوروبا بالكهرباء، مشيرا إلى أن الجزائر أصبحت اليوم "قطبا طاقويا" لما تملكه من قدرات هامة في مجالات الغاز والنفط والكهرباء والمواد البترولية، كما تملك الكفاءات القادرة على إيجاد أنسب الحلول لتوفير الطاقة بكل أشكالها في السوق الأوروبية. وشدّد الوزير، في تصريح أدلى به على هامش تدشين مركز للخدمات الاجتماعية لفائدة عمال مجمع "سونلغاز" بمنطقة الحامة بالعاصمة، أن توفّر الجودة والنوعية في منتجات الطاقة هو السبيل الأمثل لاقتحام الأسواق الخارجية، مذكّرا بأن الجزائر تعد اليوم "منتجا كبيرا" للكهرباء بأكثر من 25 ألف ميغاواط، في حين أن الاستهلاك في أوقات الذروة لا يتعدى ال17 ألف ميغاواط، وهو ما يؤهلها لتكون بلدا مصدّرا للكهرباء، خاصة نحو السوق الأوروبية. وأكد الوزير أن "سونلغاز" تملك المؤهلات الطاقوية من جهة، والموارد البشرية ذات الكفاءة والخبرة الكبيرة في المجال من جهة ثانية، وهو ما يؤهلها لاقتحام أسواق الطاقة العالمية. وثمّن الوزير كفاءة وخبرة عمال "سونلغاز"، في الكلمة التي ألقاها بمناسبة تدشين مركز الخدمات الاجتماعية الجديد، وحيا المجهودات "الجبّارة" التي قاموا بها خاصة في السنوات الأخيرة، لتوفير الطاقة لكل المناطق ولكل المستخدمين. وقال عرقاب إن عمال "سونلغاز" حققوا "نتائج ملحوظة"، مذكّرا بأن سنة 2022 وحدها شهدت ربط أكثر من 2300 منطقة ظل وما يفوق ال24 ألف مستثمرة فلاحية بالطاقة. مقابل هذه المجهودات، أبرز الوزير ما تقدّمه إدارة المجمع لعمالها من خدمات اجتماعية وطبية عبر كافة الوطن، واصفا إياها ب"المفخرة"، نظرا لمساهمتها في "الحفاظ على اليد العاملة المؤهلة". ودعا إلى بذل مجهودات أكبر، قائلا إن الجزائر بحاجة ماسة لتطوير اقتصادها، وهو ما يتطلب توفير الطاقة لكل قطاعات النشاط وكذا الأسر. وتم، أمس، افتتاح أكبر مركز على المستوى الوطني للخدمات الاجتماعية التابع لصندوق الخدمات الاجتماعية والثقافية لعمال الصناعات الكهربائية والغازية، الواقع مقره بالحامة، وذلك بحضور وزراء الطاقة والمناجم، العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي والتعليم العالي والبحث العلمي. ويتوفر هذا المركز على روضتين للأطفال بسعة 300 طفل، ستستقبلان كذلك الأطفال المصابين بالتوحّد وبمتلازمة "داون" "التريزوميا"، إضافة إلى مدارس رياضية وثقافية ومركز طبي اجتماعي ومركز للتأهيل الحركي، ومركز للتحاليل الطبية ومركز للأشعة، والمديرية العامة لطب العمل.