تَقرر الانطلاق، رسميا، في ترميم وتهيئة المقطعين 3 و5 من المعلم السياحي "درب السياح" بقسنطينة، على ضفاف وادي الرمال، من أصل 13 مقطعا، بطول 2.377 كلم، وبعرض في حدود 1.5 متر، انطلاقا من جسر الشيطان أسفل جسر سيدي راشد نحو جسر الشلالات، مرورا بحمّام الباي والأحواض الرومانية "سيزار"، وحديقة سوسة، وهو المعلَم الذي تم إنجازه سنة 1895 من قبل المهندس الفرنسي فرديك ريميس. ووجّه والي قسنطينة تعليمات صارمة لمكتب المراقبة والمتابعة، ومؤسسة الدراسات التقنية لسطيف، الذي خلف الشركة الجزائرية للجسور والمنشآت الفنية "سابتا"؛ من أجل مباشرة الأشغال في الأجزاء السهلة، والتي لا توجد فيها مشاكل وصعوبات تقنية، في انتظار إجراء التحاليل الجيولوجية، وتذليل الصعوبات على المقاطع الأخرى. وحسب والي قسنطينة، فإن الأولوية ستكون لانطلاق مشروع الترميم من المقطع رقم 3 على مسافة 237 متر، في أقرب وقت، مؤكدا أن المشكل الذي كان يعترض الأشغال، يتعلق بمصبات المياه القذرة في الجهة المقابلة لدار الإبداع؛ حيث تم التكفل به بعد تدخّل الوزارة الوصية. كما يضم هذا المقطع العديد من المعالم؛ على غرار النفق بطول 10 أمتار، والبرج الحجري، وجسر معدني بطول 100 متر. ورفض والي قسنطينة، على هامش زيارة وزير السياحة والصناعات التقليدية إلى الولاية لتفقّد المنشآت التي ستستقبل ضيوف "الشان"، مدة الدراسة التي قدمها مكتب المتابعة والمراقبة المكلف بترميم هذا المعلم السياحي، والمقدرة بحوالي 6 أشهر؛ حيث طالب الوالي هذه المؤسسة، بالاعتماد على الدراسات التي أجرتها مؤسسة "سابتا"، ومباشرة الأشغال في الأجزاء السهلة؛ حتى يتم فتحها في أقرب وقت أمام المواطن القسنطيني وزوار المدينة؛ من خلال العمل وفق مراحل. كما طالب الوالي المؤسسة المشرفة على الترميم، بإدماج المقطع رقم 5 الممتد على مسافة 108 متر، الذي يقع أسفل جسر باب القنطرة، ضمن العملية الأولى، مؤكدا أن ترميم هذا المقطع سيسمح للزوار بالولوج، بسهولة، إلى حديقة سوسة، التي تُعد، هي الأخرى، فضاء سياحيا بامتياز، ومتنفسا طبيعيا للعائلات القسنطينية؛ لكونها تقع في الجنة السفلية بين جسرين، ويتعلق الأمر بجسري باب القنطرة وسيدي مسيد، مع المطالبة بتهيئة المصعد الذي يربط باب القنطرة بحديقة سوسة. ومن جهته، أكد ممثل مكتب المراقبة والمتابعة ب "مؤسسة الدراسات التقنية لسطيف"، المكلف، مباشرة، بعملية الترميم، أن مؤسسته لها إرادة كبيرة من أجل إتمام المشروع. وقال إن الصعوبة الكبيرة تكمن في المقطع رقم 4؛ بسبب صعوبة الولوج إليه، والذي يمتد من أسفل جسر ملاح سليمان إلى جهة محطة القطار. كما أشار إلى مشكل تساقط الحجارة، الذي قد يعرقل وتيرة أشغال هذا المقطع. وتم، سنة 2014، تسجيل مشروع ترميم معلم "درب السياح" الذي يضم 19 سلّما حجريا، و7 سلالم معدنية، و4 معابر معدنية، والذي تَضرر بعد فيضانات 1958، بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015، لكن المشروع ظل يراوح مكانه، ولم تتقدم الأشغال سوى بنسبة 10 ٪، حتى بات هذا المشروع من النقاط السوداء في قطاع السياحة بعاصمة الشرق، خاصة أن هذا المعلم الذي يحفر صخر سيرتا ليشق طريقه على ضفاف وادي الرمال، يُعد من أهم معالم المدينة، وأكثرها إثارة وسحرا؛ إذ يمكنه استقطاب أكثر من 1 مليون سائح في السنة، حسب المختصين.ة