تساءل سكان حي صالح باي ببلدية قسنطينة، المعروف بحي "الغراب"، عن سبب تجاهل المنتخبين الذين تداولوا على البلدية، توفير ظروف العيش الكريم بهذا الموقع السكني، الذي لا يبعد كثيرا عن وسط المدينة، والتكفل بجميع متطلبات سكانه التي رفعت في عدة مناسبات، لم تلق حسبهم آذانا صاغية إلى حد الساعة. أكد سكان حي "لغراب" أنهم يعيشون وضعية مزرية، رغم رسائلهم وشكاويهم التي وجهت خلال سنين، ولم تجد آذانا صاغية، لرفع الغبن عنهم وتحسين المستوى المعيشي المزري الذي يتخبطون فيه، حيث أوضح المشتكون ل«المساء"، أن شكاويهم أصبحت تضرب عرض الحائط أو تبقى حبيسة أدراج المسؤولين، في ظل نقص أبسط ضروريات الحياة الكريمة، وفي مقدمتها التهيئة، واهتراء قنوات الصرف الصحي، وشبكة مياه الشرب، والطرقات والإنارة العمومية...وغيرها، الأمر الذي نغص عليهم الحياة ودفع بالكثير منهم، إلى التوجه نحو المصالح الولائية، ورفع انشغالاتهم إلى الوالي، مطالبين إياه بالتدخل وزيارة حيهم المنسي في أقرب الآجال. تحدث سكان الحي باستياء كبير، عن واقع التنمية الغائبة بمنطقتهم، مشيرين إلى أن حيهم المعروف، يفتقد لأبسط متطلبات الحياة الأساسية، على غرار مياه الشرب، فرغم توفر الحي على قنوات الربط بالشبكة، إلا أنها قديمة ومهترئة -حسبهم-، مما تسبب في إحداث تذبذب كبير في التوزيع، وهو نفس الحال بالنسبة لاهتراء قنوات الصرف الصحي، بسبب قدمها والتي تعود إلى العهد الاستعماري، ناهيك عن النقص المسجل في الإنارة العمومية، حيث يسجل الطريق المؤدي إلى التجمع السكني، انطلاقا من جسر بوبربارة انعداما تاما للإنارة، حيث قالوا أنهم يعيشون في ظلام دامس، جعلهم في تخوف يومي من الاعتداءات، خاصة الكلاب الضالة، والاعتداءات الأخرى، فضلا عن غياب المرافق الرياضية والشبانية التي يراها الشباب المطلب المستحيل، مقارنة بالضروريات المنعدمة. من جهة أخرى، أبدى سكان الحي، استياءهم الشديد من الحالة الكارثية التي تشهدها الطرق الداخلية، جراء الانتشار الواسع للحفر والمطبات، وكذا الأوحال في فصل الشتاء، والغبار في فصل الصيف، بالنظر إلى عدم تهيئتها منذ مدة طويلة، رغم استفادة العديد من الأحياء بالبلدية من تهيئة طرقها الداخلية، وهو الحال بالنسبة لغياب النقل بمنطقتهم، مما يضطرهم إلى الاستعانة بسيارات الأجرة للاتجاه إلى حي المنية وإلى وسط المدينة أو وجهات أخرى، كما أن أغلب المشتغلين على هذا الخط من أصحاب سيارات "الفرود". طالب سكان الحي، الذي يتجاوز عدد سكانه 1000 نسمة، بفتح الفرع البلدي الذي انتهت به أشغال إعادة الاعتبار منذ حوالي عامين، مشيرين إلى أنهم يضطرون للتنقل إلى مندوبية بوذراع صالح، من أجل الحصول على الوثائق الإدارية الخاصة بهم، بسبب غلق الفرع البلدي، حيث طرحوا المشكلة من قبل على رئيسِ البلدية ورئيس الدائرة، غير أنهما لم يقوما بحل المشكلة. وقد صعّبت كل هذه النقائص الكبيرة التي يعانيها سكان الحي، -حسب تصريحهم- حياتهم، في ظل تهميشها من قبل رؤساء البلديات والمنتخبين المحليين وحتى السلطات الولائية، التي لم تبرمج لها أي زيارة مهما كان نوعها، ليطالب السكان الوالي، بالتفاتة عاجلة نحوهم والوقوف على معاناتهم، والعمل على حل مشاكلهم في القريب العاجل، خاصة أنهم يقطنون في أحياء البلدية الأم، المحصية ضمن مناطق الظل، للتكفل بانشغالات سكانها. وبشأن انشغالات سكان حي صالح باي المعروف ب«الغراب"، قامت السلطات المحلية، باقتراح تسجيل مشروع متابعة وإنجاز تطهير حي صالح باي (شطر 1)، في البرنامج القطاعي لمديرية الموارد المائية لولاية قسنطينة، حيث ستتكفل المديرية بإنجاز قنوات الصرف الصحي. كما سيستفيد الحي، من إنجاز شبكة المياه الصالحة للشرب، ضمن برنامج إنجاز مختلف الشبكات الخاصة بالمجموعات السكنية الريفية، في انتظار تجسيد بقية المطالب وإنهاء معاناة السكان.