رفض نصر الدين دريد، الحارس الدولي السابق، إعطاء رأي متشائم بخصوص مردود الفريق الوطني للمحليين، الذي فاز بصعوبة على نظيره الليبي. دريد أجابنا أيضا في هذا الحوار المقتضب الذي أجريناه معه أمس، عن بعض الأسئلة التي تخص دورة "الشان" 2022، التي تحتضن أطوارها الجزائر، معبرا عن تأكده من أن هذه المنافسة ستبلغ مستوى ممتازا في أدوارها اللاحقة. ❊ تلقّى منتخبنا الوطني للاعبين المحليين، كثيرا من الانتقادات، هل هذا يعني أنه ضعيف إلى حد التقليل من حظوظه، في الفوز بلقب دورة "الشان"؟ ❊❊ أي مباراة تكون، عادة، مصحوبة بالانتقادات، هذا شيء طبيعي، لكن بالنسبة لمردود الفريق الوطني، أظن أنه كان مقبولا؛ لأن اللقاء ضد ليبيا لم يشكل سوى بدايته في هذه المنافسة. وعادة ما تكون الانطلاقة صعبة لأمور مرتبطة بعدة عوامل؛ منها، مثلا، ضغط الجمهور، والخوف من الإخفاق، فضلا عن أن فريقنا الوطني واجه منافسا ليبيا قويا. ويجب، في نظري، تثمين هذا الانتصار؛ لكونه شكّل بداية موفقة لمجموعة المدرب بوقرة في هذه الدورة، وهذا ما سيحفز اللاعبين على خوض المباراة الثانية ضد منتخب إثيوبيا بمعنويات مرتفعة، وبكثير من الاستعداد. ❊ على ذكر هذا الموعد، هل تعتقد أن بوقرة سيجري تغييرات على التشكيلة التي واجهت ليبيا؟ ❊❊ بوقرة أدرى بمثل هذه الأمور؛ لكونه قريبا من اللاعبين، ويعرف إمكانيات كل واحد منهم. من البديهي أن بوقرة يكون استنتج كل الضعف الذي عانى منه فريقنا في لقائه الأول، ولذلك ستكون أمامه كل الخيارات لإقحام تشكيلة متجانسة في خطوطها الثلاثة. أمامه عدة بدائل بما أن التعداد يضم اثنين وعشرين لاعبا. ❊ رغم ذلك فإن هناك من يقول إن المنتخب الوطني المحلي في حاجة إلى رائد حقيقي على مستوى خط الهجوم، الذي كان أضعف حلقة في الفريق، حسب الملاحظين، الذين تابعوا أطوار تلك المباراة. ❊❊ لقد تعوّدنا الاعتقاد في الجزائر، أن أي منتخب أو فريق يجب أن يضم في صفوفه صانع ألعاب، أو كما يُعرف لدينا ب "رقم عشرة". هذا الاعتقاد لم يعد موجودا في كرة القدم الحديثة؛ لأن الاعتماد في الهجوم على لاعب محوري واحد، لم تعد تتبناه لا الفِرق، ولا المنتخبات عبر العالم؛ مسؤولية الفعالية في الهجوم أصبحت، اليوم، واقعة على كل اللاعبين الذين يشكلون الخط الأمامي. المدرب هو الذي تقع عليه، أيضا، مسؤولية البحث عن الانسجام في الهجوم عبر خياراته في إعداد الفريق لأي مباراة. إلى حد الآن لا نعرف جيدا مستوى كل العناصر التي تشكل تعداد الفريق الوطني المحلي، ربما سيقوم بوقرة بالاعتماد على لاعبين آخرين، قادرين على إعطاء وجه آخر إيجابي لتشكيلته؛ لذا يجب انتظار اللقاء الثاني ضد منتخب إثيوبيا. ❊ الكل يُجمع على أن إجراء "الشان 2022" في الجزائر فرصة لتسجيل عودتنا القوية في إفريقيا، لا سيما على مستوى الهيئات التي تسيّر هذه اللعبة في القارة السمراء؛ أليس كذلك؟ ❊❊ يجب الاعتراف بأن بلادنا تراجعت كثيرا في مجال التمثيل، ليس على مستوى الكاف فحسب، بل حتى في الهيئات الرياضية الدولية لكرة القدم فقدنا هذا التمثيل الهام منذ انسحاب محمد روراوة من الاتحادية الجزائرية لكرة القدم. الجزائر ينبغي أن تكون حاضرة في كل دواليب الهيئات الدولية والقارية لكرة القدم؛ لكونها أمةً رياضية في هذه الرياضة. انظروا، فقط، إلى التلاعبات التي كنا ضحيتها على مستوى الكاف خلال تصفيات كأس العالم 2022؛ لقد شعرنا بوجود ممارسات في التحكيم الإفريقي ضد منتخبنا الوطني. لكن أظن اليوم، أن السلطات العليا في البلاد ومسيّري كرة القدم، شعروا بضرورة تواجد الجزائريين في هذه الهيئة، وعدم ترك المجال لبعض الأطراف فيها لكي تدوس على قوانين هذه الهيئات، وتخدم، بالتالي، مصالح منتخباتها وأنديتها. ❊ تحليلك يقترب من تحليل الأطراف التي تترقب يوم 10 فيفري، الذي ستجري فيه "الكاف" عملية اختيار البلد الذي سينظم كأس أمم إفريقيا 2025؛ فما رأيكم في هذا الموضوع؟ ❊❊ كل ما أتمناه أن يكون اختيار الكنفدرالية صائبا، يحترم أحقية كل بلد في تنظيم هذه المنافسة القارية. لكن الكل يعرف أن الجزائر قدمت ملفا يحمل كل مواصفات الفوز بهذا الاختيار الذي ستقرره الكاف، لا سيما أن أعضاء هذه الأخيرة ورؤساء الاتحادات الإفريقية الوطنية، متواجدون في الجزائر، ووقفوا أمام الإنجازات الكبيرة التي حققها وطننا في ميدان المنشآت الرياضية بشكل عام، وملاعب كرة القدم بشكل خاص. أتمنى أن تأخذ الكاف بكل هذه المعايير والمعطيات ، وتختار الجزائر لكي تنظم كأس أمم إفريقيا 2025. ❊ أيَّ منتخب ترشح للفوز بلقب "الشان 2022"؟ ❊❊ من الصعب إعطاء تكهنات مسبقة؛ المنافسة مازالت في بدايتها. يجب انتظار، على الأقل، قدوم الدور ربع النهائي، من أجل معرفة أقوى المرشحين لنيل لقب هذه البطولة. بطبيعة الحال، أتمنى أن يصل منتخبنا الوطني إلى الدور النهائي، ويفوز بالكأس.