ستصوَّب الأنظار على اللقاء الهام الذي سيُلعب بين المنتخبين الأنغولي والموريتاني، عن الجولة الرابعة. وتكمن أهميته في معرفة رد فعل الأنغوليين، وبالتالي مصيرهم في هذه المجموعة بعدما أضاعوا فوزا كان في متناولهم أمام منتخب مالي، الذي كان صيدا سهلا لو لم يتراجع المخزون البدني لمنتخب أنغولا. وكثرت أخطاؤهم الدفاعية، ونقصت فعاليتهم الهجومية؛ ما أهدر عليهم فرصة وضع قدم أولى، نحو الترشح إلى الدور ربع النهائي. بالعكس لدى الموريتانيين، الذين يحتفظون بكامل حظوظهم مادامت مباراتهم هذه تُعد الأولى، وقد يستغلون التأثر المعنوي لنظرائهم الأنغوليين، ويقتنصون نتيجة إيجابية تقوّي حظوظهم في نيل بطاقة الترشح إلى الدور القادم. وقد يصطدمون بوجه مغاير لزملاء المهاجم الأنغولي القوي ديبو، مما يفرز حوارا ساخنا بين المجموعتين، لا تقل سخونته عن الأول الذي لُعب الثلاثاء الماضي، على ملعب المركّب الأولمبي "هدفي ميلود" بوهران. فالمنتخبان الموريتاني والأنغولي سيستهلكان، بالتأكيد، كل حظوظهما إلى آخر ذرة فيها، فإذا كانت أنغولا مدفوعة برغبة تكرار سيناريو مشاركتها المتميزة في المنافسة سنة 2011، ببلوغها النهائي الذي خسرته أمام تونس (0- 3)، فإن الموريتانيين الذين حلوا بوهران أول أمس، تمتلكهم نفس الرغبة لتجاوز خيباتهم التي سُجلت في طبعتي 2014 و2018؛ إذ توقف مشوارهم في الدور الأول، وبخسارتهم كل مقابلاتهم فيهما. وما يؤكد هذه النية الاستعدادات الجيدة التي أجراها منتخب "المرابطون" بداية بنواقشوط وختاما بتونس، والتي خاضوا فيها تربصا تخللته عدة مباريات ودية تحضيرية، أغلبها ضد منتخبات معنية، هي الأخرى، بالمشاركة في "شان" الجزائر؛ ككوت ديفوار والنيجر، وكذلك على تشكيلة طموحة تتكون من 25 لاعبا، 13 منهم ينشطون في أفضل فريق في موريتانيا، وهونادي نواديبو، ومن بينهم الشاب المتألق وهداف البطولة الموريتانية هيميا تانغي، وتحت قيادة المدرب أمير عبدو، المتحمس للظهور رفقة منتخبه بوجه حسن.وأما بالنسبة لمنتخب أنغولا الذي كان انتزع نقطة في اللقاء الأول أمام مالي، فلا يبدو أنه سيستسلم لخوفه من الإقصاء؛ فهو لن يخسر أي شيء مادامت الطلقة الأخيرة، ويتمناها صائبة، لكن عليه أن يقوي دفاعه، الذي ظهر ثقيلا ضد مالي، وخاصة حارسه المرتبك. كما على الطاقم الفني معالجة التسرع الذي يطبع هجمات أشباله بين فترة وأخرى. المجموعة الخامسة: الكونغوالنيجر بين التأكيد وحفظ ماء الوجه سيُلعب اللقاء بين منتخبي الكونغووالنيجر بأهداف متباينة. فالبنسبة للكونغوليين، هذا اللقاء هو لتعويض ما ضاع منهم في اللقاء الأول، عندما لدغهم منتخب الكاميرون في مأمن، وكان هذا تأكيدا على كلام المدرب جان إيلي نغويا، الذي رفض تسمية أي منتخب مشارك في هذا "الشان"، بالصغير. وحتى إن كشف أن المنتخب الذي بين يديه مختلف نوعا ما عن الذي كان منذ سنة بسبب احتراف بعض لاعبيه، فإن ذلك لا يشفع له تخييب ظن أنصاره؛ لذلك يتوقع من أشبال نغويا أن يصححوا الطلقة، ويستعيدوا توازنهم في هذا اللقاء الأخير لهم. وفي كل الأحوال، فإن منتخب الكونغو ليس له من حل سوى الفوز، لا غير. أما منتخب النيجر الذي يلعب أولى مقابلاته في هذه المجموعة الخامسة، فهو يدرك، تماما، أهمية خطف فوز يمنحه فرصة لعب نهائي هذه المجموعة ضد الكاميرون لاحقا، لذلك لا يريد أن يتوقف حلمه في المحطة الكونغولية رغم إدراكه صعوبة المأمورية. وسيسعى، بدون شك، لحذو طريق المنتخب الكاميروني، الذي أطاح بالكونغوليين في افتتاح مواجهات المجموعة الخامسة. لكن على الطاقم الفني النيجيري بقيادة هارونا دولا غابد، التصرف بذكاء في توزيع مجهود مجموعته على مدار الشوطين، والتشديد على لاعبيه التركيز أمام المرمى، خاصة مهاجمه عيسى موسى، الذي سيخوض ثالث "شان" له، بعد دورتي 2016 و2020؛ حتى تكون طبعة 2022 بالجزائر وهي خامس دورة للنيجر أفضل نسخة لزملاء لاعب الوسط سومانا بوباكر، بتجاوزهم محطة ربع النهائي التي توقفوا عندها في طبعة 2020 بالسودان. وقال المدرب هارونا عن مشاركة منتخبه في مجموعة وهران: "لقد حضّرنا جيدا في تونس، ولمدة 11 يوما. ولعبنا عددا من الوديات هناك، ضد منتخبات تشارك، هي الأخرى، في "شان" الجزائر. ولم يبق سوى تسجيل انطلاقة جيدة بداية من 20 جانفي". وأتم: "لدينا أفضلية مشاهدة خصمينا الكونغووالكاميرون، في مواجهتهما الأولى بينهما. ودوّنا معلومات مفيدة عنهما، ستنفعنا حتما. لكن أؤكد أن المستوى جيد، والمأمورية صعبة؛ إذ إن المتأهل سيكون منتخبا واحدا فقط". أنصار منتخب النيجر يحطّون الرحال بوهران حط منتخب النيجر رحاله، أمسية أول أمس، بوهران؛ حيث استُقبل بحفاوة كبيرة بمطار "أحمد بن بلة " الدولي، وكالعادة بالورود، والتمور والحليب، وتحت أنغام الفرقة الفولكلورية "القارقابو"؛ كدأب المنظمين مع المنتخبات الإفريقية، التي قصدت "الباهية" سابقا، يتقدمهم رئيس لجنة التنظيم (قطب وهران) ياسين بن حمزة، ومديرية الشباب والرياضة لولاية وهران، ياسين سيافي. وقد عبّر الوفد النيجيري عن سروره الكبير بحسن الضيافة في وهران، وهو ما عبّر عنه نائب رئيس الاتحادية النيجرية لكرة القدم، أمادو حضاري مامان، في تصريح له، قال فيه: "الحمد لله الذي أتاح لي فرصة زيارة مدينة وهران مرة ثانية، بعدما كنت طالبا بإحدى ثانوياتها التقنية سنة 1972، مما يؤكد على عمق العلاقات بين الجزائروالنيجر. وليس غريبا على الجزائر حسن الضيافة، والترحيب الكبير بضيوفها"، مضيفا: "عندما نتكلم عن الجزائر فإننا نذكر النيجر، والآلاف من الطلبة الذين تكوّنوا في الجزائر، وفي جميع التخصصات. وأنا شخصيا أدين بالكثير لهذا البلد في ما أنا فيه منذ سنوات؛ فشكرا لكم، وحظ موفق في تنظيم هذه الدورة". المنتخب النيجيري لم يقصد وهران وحيدا، بل سبقه أنصاره إليها، حيث قصدتها مجموعة أولى منهم، عبر رحلة جوية في الصباح الباكر لأول أمس (الثلاثاء)، زيادة على الطلبة النيجريين المتمدرسين بوهران، وما أكثرهم! مما يوحي بأجواء حماسية فوق مدرجات ملعب المركّب الأولمبي "هدفي ميلود"، في لقاء غد الجمعة ضد الكونغو. الأمن يضبط مخطط نقل وتنقّل لضمان سيولة مرورية ضبطت مديرية أمن ولاية وهران، مخططا أمنيا ومروريا لاحتضان فعاليات بطولة أمم إفريقيا المقامة بولاية وهران، بالتزامن مع موعد المباريات المقررة بوهران، والبالغ عددها 10 مقابلات ستجرى بملعب ميلود هادفي.وذكّرت مديرية أمن وهران، بأن الهدف من المخطط تسهيل حركة المرور، وضمان تنقّل الأنصار والجمهور لمشاهدة المباريات، والتي تقام مساء؛ حيث تم وضع عدة تشكيلات أمنية عبر محاور الطرقات الكبرى، والشوارع المؤدية إلى المركّب الأولمبي ميلود هدفي، مع تحويل مسارات التنقل بالسيارات عبر عدة نقاط مجاورة للملعب، لتفادي الطوابير والازدحام المروري، خاصة على مستوى الطريق المحيطي رقم 4 المحاذي للمركب، وحي الصباح، والأنفاق المرتبطة بشبكة الطرقات المؤدية إلى المركّب.وأكدت مصالح أمن وهران، أن ضمان سيولة مرورية عبر كامل المحاور الرئيسة للمناطق المجاورة للمركب، من أولوياتها، إلى جانب نشر تشكيلات أمنية لضمان أمن الجمهور والمناصرين، ووضع خطة عمل مضبوطة للسماح بدخول الجمهور الملعب بطريقة انسيابية، لتفادي الفوضى والطوابير أمام مداخل المركّب. جداريات فنية ترويجا ل "الشان" تشهد عدة مواقع بمدينة وهران، عمليات تزيين، وإنجاز جداريات بمناسبة احتضانها الشان. وهي العملية التي تعكف عليها مديرية الثقافة بالتعاون مع جمعية وحي المثقفين، التي تشرف على عمليات إنجاز الجداريات الفنية، بأنامل فنانين منضوين تحت لواء الجمعية.وأُنجزت أول جدارية بمحور دوران المرشد ببلدية وهران، والذي يُعد أهم مسالك مدينة وهران، الذي يسلكه، يوميا، أغلب سكان المدينة، إضافة إلى جدارية ثانية بمحور دوران العيادات بمنطقة الصديقية. وهي الجداريات التعبيرية عن تاريخ الجزائر، والاستقبال الذي تمتاز به جماهير وهران في احتضان ضيوفها، مع وضع شارة الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم كاف، كرمز للدورة المقامة بوهران. رضوان. ق