أرجأ وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، زيارة كان من المقرر أن يقوم بها بداية من اليوم إلى الصين في إطار مساعي البلدين لتحسين علاقاتهما بسبب حادثة المنطاد الصيني، الذي حلّق فوق الأجواء الأمريكية والكندية قبل يومين. وأعلنت كتابة الخارجية الأمريكية، تأجيل زيارة بلينكن مباشرة بعد إعلان الولاياتالمتحدة رصدها لمنطاد صيني قالت إنه "منطاد تجسس" حلق الخميس الأخير فوق الأجواء الأمريكية والكندية قبل رصدها لمنطاد ثان، أول أمس، الجمعة فوق بلدان أمريكا اللاتينية. وأثار المنطاد حالة توتر بين البلدين الغريمين اللذين كانا يسيران باتجاه تحسين علاقاتهما التي عرفت توترا شديدا طيلة السنوات الماضية بسبب خلافات جوهرية حول عدة قضايا ثنائية وإقليمية ودولية. وقال بات رايدر، المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، نحن على علم بتقارير عن منطاد يحلّق فوق أمريكا اللاتينية"، مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة "تعتبر أن الأمر يتعلّق بمنطاد تجسس صيني آخر" في إشارة إلى المنطاد الأول الذي رصد فوق الأجواء الأمريكية والكندية، من دون أن يحدد موقعه بدقة. ورفضت السلطات الصينية الاتهام الأمريكي وأكدت أن المنطاد لم يكن للتجسس بدليل وجود منطاد ثان في أجواء أمريكا اللاتينية. وألقت في بيان أصدرته وزارة خارجيتها اللوم على الرياح في دفع ما وصفته بأنه "منطاد مدني" إلى المجال الجوي الأمريكي في حادثة قالت بأنها "غير مقصودة". وقالت الخارجية الصينية في بيان صدر بعد إرجاء بلينكن زيارته إن "بعض السياسيين ووسائل الإعلام في الولاياتالمتحدة استخدموا الحادثة ذريعةً لمهاجمة الصين وتشويه صورتها". ولكن الرواية الصينية يبدو أنها لم تقنع الجانب الأمريكي الذي سارع إلى إلغاء زيارة بلينكن إلى بكين والتي سبق الإعلان عنها منذ عدة أشهر بعد أول قمة جمعت الرئيسين الأمريكي والصيني جو بايدن وشي جين بينغ، على هامش اجتماع مجموعة العشرين في إندونيسيا شهر نوفمبر الماضي. وكان لهذه الزيارة أن تكون الأولى على هذا المستوى منذ عام 2018 وتندرج في إطار مساعي القوتين الاقتصاديتين تحسين علاقاتهما وإذابة الجليد التي عرفته منذ عدة سنوات. وهو ما يطرح التساؤل ما إذا كان "المنطاد" الصيني سببا في إلغاء الزيارة أما أن الإدارة الأمريكية جعلت من الحادثة ذريعة لإلغائها لسبب قد تتضح معالمه في المستقبل.