صدر للمحافظة السامية للأمازيغية، حديثا، 4 مؤلفات جديدة، هي عبارة عن أشغال ملتقيات نظمت عامي 2021 و2022، عالجت إشكاليات علمية ومعرفية، لها علاقة مباشرة باللغة والثقافة الأمازيغية والتراث المادي وغير المادي الوطني. حمل الإصدار الأول عنوان "الخريطة اللسانية الأمازيغية في الجزائر"، وهو عنوان الملتقى الذي نظم في ولاية أدرار، في الفترة الممتدة من 23 إلى 25 أكتوبر2021، وضم العديد من الدراسات والبحوث العلمية التي لها صلة بواقع الأطلس اللغوي الخاص باللغة الأمازيغية بمختلف متغيراتها، عبر كامل التراب الوطني. اشتمل الكتاب على مداخلات لكل من حسينة حلاق بعنوان "الصلات اللغوية: الأمازيغية - الفرعونية، الدكتورة عابدة قرسيف والدكتور الطيب جدي بعنوان "جغرافية المكان وأثرها على المنجز اللساني الأمازيغي في مدينتي بسكرة وخنشلة"، وكذا يمينة زكري بعنوان "التغيرات الصوتية وأثرها في إحداث التنوع اللساني الأمازيغي". كما شمل الكتاب مداخلات علوش لحورية بن بعنوان "دور الفن المسرحي الجزائري في ترسيخ اللسان الأمازيغي وتأكيد الهوية الأمازيغية الجزائرية"، والدكتور أحمد الحمدي بعنوان "اللغة والتعددية، قراءة في أنماط الخطاب"، تدكلت أنموذجا". والدكتور العمري بن قسمية بعنوان "حدود تأثير المتغيرة الأمازيغية الشاوية بالعربية على مستوى البنى الصرفية والمعجمية". وجاء في بعض كلمة الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، أن المسعى من تنظيم هذا الملتقى، هو اعتماد استراتيجية ناجعة لتطوير وترقية اللغة الأمازيغية في الجزائر، انسجاما مع أحكام الدستور التي كرسها وحصنتها نهائيا، كمقوم من مقومات الهوية للأمة الجزائرية الضاربة في عمق التاريخ. أما عن توصيات الملتقى، فتضمنت ضرورة إدراج الخرائط اللسانية والأطلس اللغوي الأمازيغي ضمن أولوية البرامج الوطنية للبحث والبرامج المدرسية، وكذا اقتراح تأسيس خلية متابعة منبثقة من هذا الملتقى العلمي على مستوى المحافظة، ولفت انتباه السلطات المعنية إلى ضرورة تفعيل كافة الآليات المؤسساتية الرسمية التي تحتويها هيكلة المحافظة. واقتراح تأسيس جائزة وطنية أدبية مدرسية باللغة الأمازيغية بكل متغيراتها. كما ضم الكتاب الثاني المعنون ب"الأنوماستيكية الجزائرية - الوضعية الحالية والمجمع الجزائري العلمي لأسماء الأعلام، العديد من الإشكاليات الخاصة بأسماء الأشخاص والأماكن ومنابعها، من خلال مداخلات قدمها باحثون وأساتذة جامعيون، خلال الملتقى الوطني الذي نظم في إطار تظاهرة "الجزائر في القلب" بولاية بومرداس، يومي 7 و8 جويلية 2021. وجاء في توصيات الملتقى، المطالبة باعتماد تظاهرة "الجزائر في القلب" كتقليد سنوي ينظم بمناسبة الاحتفالات المخلدة لذكرى عيدي الاستقلال والشباب، من خلال اختيار ولاية من ولايات الوطن لاحتضان هذه المناسبة. وكذا تأسيس أول هيكل أكاديمي متخصص في إشكالية أسماء الأعلام كتتويج ملموس لأشغال الملتقى الوطني. إضافة إلى تهيئة الظروف الموضوعية لتأسيس مسابقة أناشيد وطنية باللغة الأمازيغية بتنظيم مشترك بين المحافظة والإذاعة الجزائرية. وتوسيع تجارب المنتديات التكوينية الموجهة لفائدة الصحفيين الممارسين للغة الأمازيغية. وكذا إعداد دليل مفردات شامل ومعجم للمصطلحات الإعلامية بالأمازيغية، من خلال أرضية رقمية تشاركية وتفاعلية. كما ضم هذا الكتاب مداخلتين، الأولى لهدى جباس تحت عنوان "الأسماء الشخصية في قسنطينة أو الهوية الأنوماستيكية عبر الزمن، مقاربة أنثروبولوجية"، والثانية لهدية سارة الموسومة ب"الأودونيميا في الجزائر/ عرض نتائج بحث". أما الإصدار الثالث، فحمل عنوان "السكن التقليدي في الجزائر، من العصر القديم إلى العصر الحالي. عنصر مرجعي للتنمية المستدامة"، ويضم مداخلات تخص أشغال الملتقى الوطني الذي نظم في ولاية تامنغست، في إطار الاحتفال برأس السنة الأمازيغية 2022 /2972، والذي يشمل مختلف الإشكالات المعرفية، التي من شأنها المساهمة في الحفاظ على الخصوصية الجزائرية في العمران والتشييد، لما لها من أهمية كبيرة في صون ذاكرة الأمة الجزائرية بمختلف عصورها. شمل هذا الكتاب سبع مداخلات، تم تقديمها في الملتقى، من بينها مداخلة "أنثربولوجيا المكان وقدسية الفضاء المعماري" للأستاذ بن لباد الغالي، ومداخلة "تطور السكن عند إموهغ كيل أهقار، تاظروك أنموذجا" لزندري عبد النبي وكرزيكة علي، وكذا مداخلة "الجانب العمراني للقصر القديم بالمنيعة ودوره التاريخي في نشأة المدينة" للدكتور عبد الرحمن نواصر. أما توصيات الملتقى، فتفرعت إلى محورين؛ الأول حول العمارة التقليدية في الجزائر، جاء فيها المطالبة بإبراز خصوصيات السكن التقليدي، بغرض تصنيفه واعتماده كتراث وطني، ووضع بطاقة وطنية للسكن التقليدي وغيرها، في حين شمل المحور الثاني المعنون ب"العمارة التقليدية والتنمية المستدامة"، العديد من التوصيات، من بينها أهمية الاستثمار في التراث المادي وغير المادي كعنصر مرجعي للتنمية المستدامة، والتأسيس لنموذج تشاركي ناجع بين المواطن والفاعلين الجمعويين والهيئات المعنية بتسيير التراث، ودمجه في استراتيجية التنمية المستدامة. بالمقابل، جاء الكتاب الرابع للدكتور ورئيس قسم اللغة والثقافة الأمازيغية بجامعة "عبد الرحمن ميرة" (بجاية)، إبراهيم حامق بعنوان "تعلم المتغيرات اللسانية الأمازيغية-القبائلية والمزابية نموذجا- وقد شمل مختلف الألفاظ والدلالات التي لها تقارب بين المتغيرين.