طبعة الجزائر السابعة ل"الشان"، كانت ناجحة بكل المقاييس ومن كل الجوانب، وأبهرت في تنظيمها، بملاعبها والهياكل والبنية التحتية الموفرة للحدث، كل ضيوف الجزائر، وقبلهم الجزائريين، الذين لم يسبق لهم وأن عاشوا مثل هذه الأجواء في بلدهم، منذ 1990، أول وآخر كأس أمم إفريقيا احتضنتها الجزائر، والتي عادت فيها الغلبة للفريق الوطني. شهادات واقتراحات وتمنيات، نابعة من القلب، رصدتها "المساء"، من خلال تصريحات التقنيين الجزائريين، من لاعبين ومسيرين قدامى وحاليين، وحتى بعض الأجانب، أثنوا كلهم على التنظيم الأول من نوعه، وحفاوة الاستقبال، وعلى ما رأوه في هذا البلد، لمدة قاربت الشهر من الزمن، عاشت فيها كل المدن التي لعبت فيها المباريات، أجواء رائعة، كانت مناسبة لإبراز المقومات الرياضية والسياحية والثقافية للجزائر، التي كشفت عن نواياها، بأنها تريد أكثر، من خلال ترشحها لاحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا 2025. ورغم بعض النقائص، التي وقف عليها المتتبعون في هذا "الشان"، إلا أنه من خلال تصريحات محدثينا، فإن الأمور يمكن أن تتدارك في المنافسات القادمة، خصوصا أن هذه الدورة السابعة ل"الشان"، تعد تجربة مفيدة لتحسين ما يمكن تحسينه، ما ينطبق أيضا حسب تصريحات التقنيين الجزائريين، على المنتخب الوطني المحلي، الذي ضيع النهائي على قواعده، والذي وجه له الشكر مع مدربه بوقرة وكل طاقمه الفني، على المجهودات الكبيرة التي قدموها خلال هذه الدورة، والمشوار الإيجابي ل"الخضر"، الذين لم ينهزموا في أية مباراة. حكيم مدان: أعطينا صورة جميلة عن الجزائر والكل في "الكاف" يشيد بذلك باعتبار أنه عضو في لجنة تنظيم كأس إفريقيا للأمم للمحليين، ولاعب سابق، يرى حكيم مدان، بأن دورة "الشان" السابعة التي احتضنتها الجزائر، كانت ناجحة بكل المقاييس، مؤكدا أنه كان من المرغوب، لو اختتم هذا العرس القاري بتتويج الجزائر بالكأس لأول مرة، إلا أن الأقدار شاءت أن يكون العكس. بدأ اللاعب الدولي السابق، بتقديم شكره للاعبين والطاقم الفني: "نشكر اللاعبين والطاقم الفني، على كل المجهودات التي بذلوها، كان بودنا أن نختتم بالكأس، لكن للأسف"، لينوه بمشوار الخضر في هذه البطولة الإفريقية: "اللاعبون أدوا دورة إيجابية، وستكون تجربة مفيدة لهم في منافسات أخرى".وفيما يتعلق بالتنظيم، يرى حكيم مدان، أن كل الأمور سارت على أحسن ما يرام؛ "التنظيم كان في القمة، منذ حفل الافتتاح الذي كان باهرا، إلى حفل الاختتام الذي كان رائعا جدا، وهذا فخر كبير لنا كجزائريين، لقد أعطينا صورة جميلة على الجزائر، وهذا ما يسمح لنا بربح تجربة لتنظيم منافسات أخرى"، ليشكر مسؤول لجنة التنظيم لمنطقة العاصمة: "أشكر رئيس الجمهورية، الذي أعطى تعليمات وكل التسهيلات، لتكون الدورة كبيرة، وأشكر كل الفاعلين، من وزير الرياضة وكل من لديهم مساهمة في هذا الحدث"، ليضيف: "هذه المنافسة، أثبتت أنه عندما توفر الظروف الجيدة للفرد الجزائري، فإنه يصنع المعجزات، وهذا ما وقفنا عليه على الميدان، فحتى الجمهور، لما وضع في ملاعب تتوفر على كل الإمكانيات، تصرف بعقلانية وبكل روح رياضية، رأيت عائلات دخلت الملعب، وهذا شيء رائع، علينا أن نستغل كل الظروف، وهو ما أبهر أعضاء "الكاف"، حتى التحكيم كان في المستوى، فوغم وجود النقائص، إلا أنه لدى "الكاف"، الكل أجمع بأنه أحسن "شان" إلى حد الآن، ونفتخر بانتمائنا لهذا البلد، وإن شاء الله نتحسن في المنافسات القادمة". *ط. ب حسين ياحي: الجزائر باستطاعتها احتضان "الكان" والبطولات العالمية اعتبر حسين ياحي، صانع ألعاب المنتخب الوطني السابق، بأن تنظيم الجزائر لكأس إفريقيا للاعبين المحليين 2022، والمؤجلة إلى 2023 كان عالميا، مؤكدا أنها أكدت للجميع قدرتها على احتضان أي منافسة دولية، وحظوظها جد كبيرة في الفوز بتنظيم كأس أفريقيا للأمم 2025، بعد ما قدمت ملف ترشحها سابقا.وخلال حديثه لجريدة "المساء"، أمس، قال المدرب واللاعب الدولي الأسبق: "تنظيم الجزائر لكأس أفريقيا لكرة القدم للاعبين المحليين كان عالميا، ونفتخر به كثيرا كجزائريين، فالضيوف والأجانب تحدثوا عنه وأشادوا به وشهدوا على نجاحه، وكل الأمور كانت ممتازة". وعن المستوى الفني للدورة، أضاف ياحي قائلا: "بالنسبة للجانب الفني، فقد كان المستوى بين المنتخبات المشاركة في هذه الطبعة من "الشان" متقاربا نوعا ما، وكان هناك اندفاع بدني وركزت جل المنتخبات على الجانب التكتيكي واللعب الجماعي، ولم نشاهد فرديات كثيرة، فيما كان منتخب مدغشقر مفاجأة الدورة بامتياز، لما قدمه من مستوى ومشوار جيد سمح له باحتلال المركز الثالث عن جدارة واستحقاق". كما تطرق محدثنا لأداء كتيبة "المحاربين" التي شاركت في هذا الموعد، حيث قال عن أشبال المدرب مجيد بوقرة: "مشوار المنتخب الوطني المحلي كان إيجابيا في "شان 2022"، لم يتعرضوا لأي خسارة طيلة البطولة، ما عدا هزيمتهم في النهائي ضد السينغال بركلات الترجيح، وشباك محليي "الخضر" لم تهتز ولم تستقبل أي هدف، كما أن أحسن لاعب في الدورة كان مريزيق، وهدافها هو محيوص، شخصيا أعتبر أن منتخبنا الوطني المحلي كان يستحق الفوز بالكأس، لكن الحظ لم يحالفه". واختتم حسين ياحي كلامه، بالتأكيد على أن الجزائر تستطيع أن تبهر الجميع بتنظيم أي مسابقة رياضية: "الجزائر أبهرت بتنظيمها لكأس إفريقيا للمحليين، وهي قادرة على استضافة أي بطولة عالمية، وحتى منافسة كأس العالم، نحن نملك كل ما يلزم لتحقيق ذلك، من ملاعب تحفة ورائعة، إضافة إلى الفنادق والمنشآت الرياضية والهياكل، وكل ما يستلزمه تنظيم حدث رياضي دولي وعالمي، بما في ذلك كأس أفريقيا للأمم 2025". * و.توفيق جياني أنفانتينيو (رئيس الفيفا): تهانينا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم على التنظيم الرائع قام جياني إنفانتينو، رئيس الإتحادية الدولية لكرة القدم" فيفا"، بتقديم تهانيه للاتحادية الجزائرية لكرة القدم، على التنظيم الرائع لبطولة أفريقيا للاعين المحليين 2022، المؤجلة إلى 2023، والتي احتضنتها الجزائر خلال الفترة الممتدة من 13 جانفي إلى 4 فيفري الجاري، واختتمت سهرة السبت الماضي، بتتويج المنتخب السنغالي باللقب، عقب فوزه على نظيره الجزائري بضربات الترجيح (4-5). ووصف رئيس "الفيفا" بطولة أفريقيا للاعبين المحليين "الشان"، التي احتضنتها الجزائر، ب"البطولة الرائعة"، حيث قال عبر حسابه الخاص في موقع التواصل الاجتماعي "انستغرام": "تهانينا للاتحادية الجزائرية لكرة القدم على التنظيم الرائع، وشكرنا موصول إلى كل من شارك في تنظيم بطولة رائعة".كما هنأ إنفانتينو منتخب السنغال، بعد تتويجه باللقب، وكتب "تألقت السنغال وتمكنت من التتويج ببطولة إفريقيا للاعبين المحليين في الجزائر".معلوم، أن رئيس "الفيفا"، جياني إنفانتينو، كان قد حضر مراسيم حفل في افتتاح "شان الجزائر" بملعب "نيلسون مانديلا" في براقي، حيث وصفه حينها بالملعب التحفة، وبعد مغادرته الجزائر، نشر عبر حسابه الخاص عبر "انستغرام"، كواليس وتفاصيل مراسم افتتاح الطبعة السابعة من بطولة أفريقيا للاعبين المحليين بالجزائر. * و.توفيق سنغور (نائب رئيس اللجنة المنظمة ل"الشان"): الجزائر تملك كل المعايير لتنظيم "كان 2025" أكد السنغالي أوغستين إيمانويل سنغور، نائب رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس أمم أفريقيا للاعبين المحليين، أن الجزائر بإمكانها أن تنظم كأس أمم أفريقيا بدون أي إشكال، مشيرا إلى أن الجزائر فرضت نفسها بقوة في الفترة الأخيرة، بامتلاكها كافة المعايير المطلوبة لتنظيم العرس القاري، سواء في نسخة 2025 أو النسخ التي ستكون بعدها. قال سنغور: "يمكننا القول، إن قارتنا اليوم، تستطيع تنظيم البطولات الكبرى ككأس العالم أو كأس القارات، وهذا راجع لكل ما رأيناه من منشآت ضخمة وطاقات بشرية هائلة في عدد من الدول الأفريقية"، كما كشف عضو "الكاف" عن المعايير التي سيعتمدها الاتحاد الإفريقي لاختيار البلد الذي سينال شرف تنظيم "الكان" في 2025، والذي ترشحت الجزائر له، بملف جيد، ينتظر أن يجتمع المكتب التنفيذي للإتحاد الإفريقي في قادم الأيام، لفعلان عن البلد الذي سينظم هذا الحدث القاري الكبير.أضاف سنغور في تصريحات إعلامية "فيما يخص الكان 2025، هناك معايير يتم اتباعها في اختيار البلد المنظم، والقرار سيتخذه المكتب التنفيذي للكاف في الأشهر المقبلة"، مشيرا: "لا يوجد تصويت من الاتحادات 54 في أفريقيا، وبصفتي عضو في المكتب التنفيذي، لا يمكنني الحديث عن تفاصيل أكثر عن هذا الملف"، وتابع "القرار لن يتخذ بطريقة متسرعة، فنحن نملك كل الوقت لدراسة الملفات المقدمة من طرف البلدان المرشحة، والأمر سيتم بكل حيادية"، ليواصل: "رئيس الكاف موتسيبي لديه تصور معين لمعايير البلد المنظم، هو يريد للمسابقة أن تنظم وفق معايير دولية، بالتالي سيتم إرسال لجان مختصة لمعاينة المنشآت في كل بلد، وبعدها سنختار". * ط. ب نصر الدين دريد: الحظ خاننا في النهائي والجزائر تملك كل المؤهلات لتنظيم "الكان" أكد نصر الدين دريد، حارس المنتخب الوطني في سنوات الثمانينات، أن المنتخب الوطني المحلي جانبه الحظ ولم يسعفه في التتويج بلقب "شان 2022"، التي أُجريت في الجزائر مؤخرا، مضيفا أن الجزائر رفعت السقف عاليا، بخصوص تنظيمها لهذه المنافسة، وأكدت للجميع قدرتها على تنظيم أي بطولة عالمية، خاصة كأس أفريقيا 2025 التي ترشحت لاحتضانها. قال دريد في حديثه لجريدة "المساء"، أمس: "بطولة كأس أفريقيا للمحليين، كان المستوى كبيرا فيها، حيث شاهدنا منتخبات قوية قدمت وجها جيدا، على غرار المتوج السنغال، وكوت ديفوار والنيجر ومدغشقر، رغم أن كل عناصرها من اللاعبين محليون، وهو ما يؤكد أن كرة القدم الأفريقية تطورت كثيرا، بفضل مراكز التكوين". فيما يتعلق بمشوار المنتخب الوطني المحلي، أضاف حارس "الخضر" الأسبق:" بالنسبة لأداء منتخبنا الوطني، كان مختلفا منذ انطلاق المنافسة، فخلال دور المجموعات، لعب أشبال بوقرة بحذر، لكنهم فازوا باللقاءات الثلاثة، ثم قدموا مستوى أحسن ضد منتخب كوت ديفوار، بعدها توهجوا أمام منتخب النيجر، وفي النهائي واجهنا منتخب السينغال، الذي يقدم كرة عصرية، وهو فريق متكامل، ومنتخبنا المحلي هو الآخر كان في الموعد ولعب بطريقة جيدة، إلا أن الحظ خناننا في ضربات الترجيح".وعن التنظيم الخاص ب"شان 2022"، وحظوظ الجزائر في الفوز بشرف احتضان "كان 2025"، أكد نصر الدين دريد أنها كبيرة للغاية، بالنظر إلى كل ما وفرته وتتوفر عليه من منشآت، ليضيف قائلا في هذا الجانب: "تنظيم الجزائر للطبعة السابعة من كأس أفريقيا للاعبين المحليين كان ناجحا مائة بالمائة، بشهادة الضيوف، الجزائر رفعت سقف تنظيم هذه المنافسة عاليا، بما قدمته من مرافق ومنشآت وملاعب وكل شيء، فكل من شاركوا في المسابقة أكدوا أنها قادرة على احتضان أي منافسة، وحتى كأس العالم، وبلادنا تتوفر كل البنى التحتية اللازمة وقادرة على الظفر بشرف تنظيم "كان 2025". * و. توفيق