غصت شوارع العاصمة أمس بآلاف الأنصار الذين نزلوا إلى الشوارع على غرار مختلف الولايات للاحتفال بفوز الفريق الوطني بهدفين مقابل لا شيء على نظيره الزامبي في عقر داره.وشهدت مختلف مدن الجزائر أجواء من الفرحة خاصة ففي العاصمة حيث أغلق المشجعون أكبر الشوارع الرئيسية في المدينة بعد أن استقلوا سياراتهم وجابوها شارعا بشارع في مشهد احتفالي أكبر من ذلك الذي عرفته بعد الانتصار التاريخي الذي حققه على الفريق المصري. وبأهازيج الفريق الوطني وأغاني الانتصار التي غزت السوق في الاساببع الأخيرة ردد الأنصار من شباب وفتيات صغار وكبار وهم يحملون الرايات الوطنية بعد نهاية المباراة تلك الاهازيج مع إطلاق ألعاب نارية فيما أطلقت السيارات العنان لأبواقها في كل مكان نبض بالحيوية. وانطلق المشجعون نحو ساحة الشهداء بالجزائر وهم يحملون الأعلام الجزائرية وقمصان المنتخب الخضراء. وعمت الفرحة الشوارع بعد خروج المواطنين معبرين عن فرحة شبهها البعض باحتفالات الاستقلال سنة 1962 فكان الصراخ الممزوج بالطبل والمزامير، فلا يصل مسامعك إلا "وان، تو، ثري فيفا لالجيري"، وهو المشهد الرائع الذي بدأ دقائق فقط بعد إعلان حكم مقابلة الخضر مع زامبيا نهاية المقابلة إلى حدود انسداد تام في الطرقات التي أغلقت أمام حركة السير بسبب ضغط سيارات مناصري المنتخب الوطني.. ولم يجد الشباب إلا أن يصعدوا فوق سياراتهم ويصنعون مشهدا سيبقى حتما عالقا في الأذهان مطولا.. "المحارق" والألعاب النارية كانت حاضرة والنسوة من أعلى الشرفات يطلقن الزغاريد. وأعاد الشعب الجزائري سيناريو البليدة أين فاز الفريق الوطني على المنتخب المصري بنتيجة ثلاثة أهداف لواحد ،حيث احتفل الشعب الجزائري على أنغام "يا الخضرة نموت عليك" للثنائي حسيبة عمروش والشاب توفيق بالإضافة الى آخر ما أنتجه الثنائي مورينو وتورينو أغنية "رانا معاك يا سعدان" التي كانت حاضرة مرة أخرى في التلفزيون ومكبرات أصوات السيارات، في شوارع العاصمة وكل المقاهي........ ولم يتوقف أنصار المنتخب الوطني من مختلف الفئات صبيان، شباب، شيوخ وحتى الكهول عن ترديد عبارة "هذي البداية ومازال..مازال" وهو ما عكس مدى تحمس الجزائريين في تكرار سيناريو مونديال 1982 بإسبانيا. ولمعرفة تعاليق الأنصار حول هذا الانتصار، توجهت "المساء" الى ساحة الأمير عبد القادر الذي التف حوله حشد كبير من الجمهور، والقادم من بعيد يحسب أنهم يؤدون أحد مناسك الحج وهو طواف الإفاضة. وقال المشجع عبد القادر "الحمد لله لقد تمكننا من الفوز على أحد عمالقة الكرة في القارة السمراء وهو ما سيمنح المنتخب دفعة قوية من أجل الذهاب بعيدا في هذه التصفيات". أما يوسف فقال "لم أصدق أننا فزنا بهدفين على المنتخب الزامبي وفي عقر داره واللاعبون كانوا في المستوى خلال الشوطين الأول والثاني". وعلق المناصر فؤاد الذي كان رفقة زميله في السيارة "إنه عرس كروي طالما انتظرناه على الجمر، والحمد لله أن التشكيلة الوطنية لم تخيب آمال 35 مليون جزائري الذين عاشوا على الأعصاب بعد أن تمكن زملاء رفيق جبور من إعادة سيناريو ملحمة خيخون، حيث تأهلت الجزائر إلى مونديال اسبانيا وفوزها التاريخي على الفريق الألماني أقوى المنتخبات العالمية آنذاك" ونفس الانطباع لمسناه عند العنصر النسوي، الذي تفاعل بشكل تلقائي مع الانتصار الباهر، وبدا ذلك واضحا من خلال الزغاريد والأهازيج التي عمت كافة ولايات الوطن وعبرت الحاجة خديجة التي صنعت جوا مميزا بشارع العربي بن مهيدي بالعاصمة عن فرحتها قائلة: "أنا سعيدة بفوز أبنائي الجزائريين الذين تمكنوا من صنع الحلم الذي مازال يراودنا وهو إعادة سنوات الماضي، عندما كان العلم الجزائري يرفرف عاليا في المقابلات الرسمية الدولية". وأضافت في نفس السياق: "لم نذق طعم الفرحة منذ مدة بعيدة وأتمنى أن تبقى الجزائر ساطعة كالنجوم في سماء الكرة المستديرة". ولم تختلف معالم الفرحة والبهجة عند السيدة فريحة التي التقينا بها في شارع الشهداء، وشددت على القول بأن الجزائريين يكونون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم عندما يتعلق الأمر بالعلم الوطني. أما بلال فقد اعتبر من جهته النتيجة التي حققها "الخضر" أمام الفريق الزامبي جد إيجابية، وما هي إلا البداية لأن العزيمة الجزائرية هي التي تحسم الموقف في مثل هذه المناسبات.