عزى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أمس، أسر ضحايا حادث المرور الخطير الذي وقع الجمعة، بمرتفعات تيكجدة بولاية البويرة، وخلّف عشر وفيات و35 جريحا. وتفقد وفد وزاري أمس، حالة الضحايا بمصلحة الطوارئ بمستشفى محمد بوضياف بمدينة البويرة، حيث أكد تضامنه وتعاطفه مع المصابين. وكتب رئيس الجمهورية، في تغريدة على موقع تويتر: "لا حول ولا قوة إلا بالله.. إن القلب ليحزن من الحادث المروع الذي أودى بحياة أطفال ونساء ورجال بتيكجدة. أتقدم في خشوع بتعازيّ القلبية لكل أسر المتوفين رحمهم الله، ودعائي للجرحى بالشفاء العاجل. إنّا لله وإنّا إليه راجعون". وتنقل وزيرا الصحة عبد الحق سايحي والتضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، كوثر كريكو، إلى مستشفى محمد بوضياف للاطمئنان على حالة المصابين والاطلاع على ظروف التكفل بهم. ووقف سايحي وكريكو، بمصلحة الطوارئ للمستشفى على حالة الجرحى الذين كان من بينهم عدد من الأطفال الذين ما زالوا يتلقون العلاج اللازم بعد انحراف وسقوط الحافلة التي كانت تقلهم في منحدر عمقه 150 متر. وأعرب الوزيران عن تعاطفهما وتضامنهما مع المصابين وعائلاتهم، متمنين الشفاء العاجل للجرحى. كما أشادا بجهود الطاقم الطبي المجند منذ يوم الجمعة، لضمان الرعاية الصحية المناسبة لهم. وقال سايحي: "أحيي فرق الأطباء والممرضات والأخصائيين النفسانيين الذين تجندوا لمساعدة وعلاج الجرحى"، مشيدا في الوقت ذاته بجهود الدولة المستمرة لتحسين ظروف الاستشفاء وتطوير قطاع الصحة. وأضاف أن السلطات العمومية ما انفكت تعمل من أجل تحديث وتطوير القطاع الصحي والرقي بالعلاجات المقدمة للمرضى، ومواصلة العمل من أجل تدارك النقائص". ولم يفوت الوزيران، الفرصة للإشادة بمواطني وسلطات ولاية البويرة، لهبتهم التضامنية الكبيرة قصد مساعدة الجرحى، كما أثنيا على الطاقم الطبي المعالج والأخصائيين النفسانيين التابعين للمديرية العامة للأمن الوطني، الذين تجندوا من أجل نجدة الجرحى ومساعدتهم. وتنقل والي البويرة، عبد الكريم لعموري، على جناح السرعة إلى مستشفى محمد بوضياف للاطمئنان على صحة المصابين، حيث حرص على توفير كل الوسائل المادية والبشرية اللازمة لتسريع عمليات الإنقاذ ومساعدة الجرحى. وتعد تيكجدة منطقة سياحية شتوية بامتياز تقع في مرتفعات ولاية البويرة، وتشهد توافدا كبيرا للزوار الراغبين في الاستجمام خلال عطلة نهاية الأسبوع، للاستمتاع بالمناظر الخلابة التي خلّفها تساقط الثلوج في الأسابيع الماضية. وكانت الحافلة التي سقطت يوم الجمعة، في أحد المنحدرات الصعبة بهذه المنطقة الجبلية، متوجهة من الجزائر العاصمة نحو تيكجدة وعلى متنها عائلات بأكملها متكونة من كل الفئات العمرية. ويعيد مثل هذا الحادث الأليم الحديث عن ضرورة تشديد العقوبات على السائقين المخالفين لقانون المرور، ولاسيما ناقلي الركاب وأصحاب شاحنات الوزن الثقيل الذين تشير المعطيات الميدانية إلى تسببهم في الكثير من حوادث المرور المميتة، بسبب عدم احترامهم لقواعد السياقة وخاصة عدم التقيد بالسرعة القانونية ومسافة الأمان والتجاوزات الخطيرة، فضلا عن الحالة المزرية لبعض حافلات النّقل التي تشكل خطرا كبيرا على الركاب.