عاد المنتخب الوطني لكرة القدم أمس إلى أرض الوطن قادما من جنوب افريقيا بعد 48 ساعة من الانتصار الرائع الذي حققه بزامبيا ضد تشكيلة "الرصاصات النحاسية" في مباراته الثالثة لحساب التصفيات المشتركة لكأسي العالم وأمم إفريقيا 2010 الخاصة بالمجموعة الثالثة. وكان ضمن هذه السفرية اللاعبون الدوليون المحليون فقط حيث فضل زملاؤهم المحترفون البقاء بفرنسا لقضاء عطلتهم الصيفية باستثناء المدافع رفيق حليش الذي كان ضمن وفد اللاعبين والطاقمين الفني والإداري حيث حطت الطائرة الخاصة التي كانت تقل الوفد الجزائري على الساعة الثانية زوالا بمطار "هواري بومدين" حيث حظي سعدان ولاعبوه باستقبال رسمي وجماهيري كبيرين . وقد كان أول المستقبلين أمام سلم الطائرة السيد وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار الذي حيا رفقة رئيس الرابطة الوطنية السيد محمد مشرارة كل أعضاء البعثة الذين انتقلوا مباشرة إلى القاعة الشرفية التي غصت بالصحافيين والمصورين وكثير من مشجعي "الخضر" ذكورا وإناثا حاملين الرايات الوطنية وأطلقوا العنان بهتافاتهم وزغارديهم، ليصنعوا ديكورا جميلا وعرسا يليق بإنجازات "الافناك". ووسط هذا العرس البهيج أخذ السيد الوزير الكلمة قائلا: "أنا جد مسرور بالانتصار الرائع الذي حققته التشكيلة الوطنية ضد منتخب زامبيا وجئت هنا لمشاركة الجزائريين فرحة هذا الإنجاز الكبير الذي مهد لنا الطريق نحو المونديال .. والحقيقة أن ما حققه "الخضر" في زامبيا لم يفاجئنا لعلمنا بالإرادة والعزيمة الموجودتان لدى اللاعبين الذين تحلوا بمسؤولية كبيرة لأداء مهمتهم على أكمل وجه". وحث المسؤول الأول عن قطاع الشباب الطاقم الفني واللاعبين على ضرورة البقاء مجندين لخوض المباريات المتبقية من هذه التصفيات بعزيمة كبيرة، قائلا : "لا يجب أن يسود الاعتقاد أننا كسبنا مسبقا تأشيرة المشاركة في المونديال ذلك أن مرحلة التصفيات لم تنته بعد ولا بد من مواصلة المشوار بنفس العزيمة كون كرة القدم لا تعد علوما دقيقة ." وجدد جيار استعداد السلطات العمومية لمساندة المنتخبات الوطنية بمختلف فئاتها وتقديم المساعدات المادية الضرورية لها. ولم يتمكن الطاقم الفني واللاعبون من الاسترخاء بقاعة الانتظار حيث سعى الجميع إلى الاقتراب منهم لمعانقتهم في أجواء احتفالية كبيرة حتى أن الصحافيين والمصورين الذين حضروا بإعداد كبيرة وجدوا صعوبات جمة في أداء مهامهم. المشهد كان أيضا مثيرا في محيط المطار الذي غصت به حشود كبيرة من أنصار الخضر الذين انتظروا طويلا من أجل توجيه التحية للطاقم الفني واللاعبين وتقديم الشكر لهم على الإنجاز الكبير الذي صنعوه بزامبيا حيث وجدت الحافلة المقلة للمنتخب الوطني صعوبات كبيرة لمغادرة المكان أمام الزخم الشعبي الكبير الذي ظل يهتف بحياة الجزائر وبقوة المنتخب الوطني.