دعا الدكتور أحمد عظيمي والضابط السابق في صفوف الجيش الوطني الشعبي أمس إلى ضرورة تكريس أسلوب الحوار والنقاش في صفوف الشباب والمراهقين للتصدي لظاهرة الإرهاب الإلكتروني التي تعرف تزايدا مستمرا، وتوعيتهم بخطورة الدخول في المواقع الإلكترونية التي تطلقها شبكة "القاعدة" لزيادة عدد المجندين في صفوفها. وأضاف السيد عظيمي في ندوة فكرية احتضنها مركز الشعب للدراسات الإستراتيجية حول "الارهاب الالكتروني: القاعدة كنموذج" أنه لابد من إعداد دراسة معمقة وشاملة على المستوى الوطني والدولي للوقوف على هذه الظاهرة، مشيرا إلى أن المختصين في هذا المجال ينتظرهم عمل كبير لإيجاد حلول ناجعة لمراقبة شبكات الواب للحد من خطورة المواقع المحرّضة على الإرهاب. وعلى الصعيد الوطني، أشار المتحدث إلى صعوبة مواجهة الإرهاب الإلكتروني مستبعدا قرار تدمير هذه المواقع باعتبار أن ذلك سيؤدي إلى زيادة فتح مواقع أخرى. واشترط بالمقابل سن قوانين تحمي الشباب والمراهقين من سموم هذه الآفة التي تتطلب حلولا عاجلة قبل تفاقم الأوضاع. وعليه، أرجع الدكتور المحاضر بكلية العلوم السياسية والإعلام أن مهمّة التصدي لآفة الإرهاب عبر الانترنيت تقع على عاتق المدرسة باعتبارها المؤسسة التربوية الأولى في تكوين التلاميذ والتي يتوجب عليها -حسب المتحدث- إقرار برامج تعليمية فعّالة لمنعهم من الوقوع فريسة لدى شبكات الإرهاب الدولية مشيرا الى أن الخطاب المسجدي في الجزائر لا يزال متأخرا وبعيدا عن المستجدات الراهنة، مما ساهم في زيادة اهتمام الشباب الجزائري بهذه المواقع. وأضاف السيد عظيمي أن وسائل الإعلام الثقيلة وعلى رأسها التلفزيون تلعب دورا كبيرا في التوعية من خطورة تزايد المواقع الداعية الى نشر الإرهاب عبر الانترنيت، مشيرا إلى وجود 6000 موقع لمختلف التنظيمات الإرهابية في العالم تمارس العنف بالاستعانة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال السمعية والمرئية، وحتى بالأقمار الصناعية للتنسيق بين خلاياها. ومن بين مجالات الاستفادة من هذه الشبكات -حسب المتحدث- البحث عن المعلومات العسكرية بصفة خاصة، تجنيد إرهابيين جدد في التنظيم، والتدريب على صناعة الأسلحة بمختلف أنواعها، إضافة الى الأحزمة الناسفة والمتفجرات، حيث توجد عشرات المواقع الالكترونية التي تتضمن هذه الأمور. ولدى تطرقه لتنظيم القاعدة كنموذج لهذه الشبكات الإرهابية الدولية التي تستغل تكنولوجيا الانترنيت الى أقصى الحدود، أكد الدكتور أحمد عظيمي أن هذه الأخيرة تمكنت من هيكلة نفسها في تنظيم جديد تحت اسم "الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية" ابتداء من سنة 2003، مضيفا أن هذه الهيئة تعد الجهاز الدعائي للقاعدة حيث يضم عدة أقسام فرعية كقسم الكتب والنشرات، قسم الترجمة واللغات، الإعلام التوعوي، التقني، وقسم النشر والتوزيع. وتتمثل مهمة هذه الجبهة أساسا في التنسيق بين الجماعات الارهابية في العالم ونشر بيانات القاعدة الداعية للعنف والتركيز على أساليب الإقناع. كما أشار السيد عظيمي إلى لجوء هذه الشبكة إلى استعمال مواثيق بأسماء مستعارة لأشخاص متوفين، إضافة إلى الاستعانة بالمواقع الإباحية لنشر أفكار التطرف واستباحة العمل الإرهابي. وللاشارة، فانه في إطار الاستراتيجية الرامية الى الحد من ظاهرة الجرائم الإلكترونية في الجزائر سبق لوزير العدل حافظ الأختام السيد الطيب بلعيز وأن قدم عرضا أمام لجنة الشؤون القانونية والإدارية والحريات بالمجلس الشعبي الوطني حول مشروع القانون المتضمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنولوجيات الإعلام والاتصال ومكافحتها.