كشف رئيس جامعة بجاية، الأستاذ الدكتور، جودي مرابط أن نظام التعليم "أل.أم.دي" معمم بجامعته بنسبة 85 بالمائة مؤكدا أن هذا النظام سيمكن من استدراك 40 بالمائة من الوقت الضائع خلال النظام القديم لاسيما من حيث الانفتاح على المحيط الاقتصادي والإدماج المهني. وأبرز السيد جودي مرابط في ندوة فكرية نظمها أمس مركز "الشعب" للدراسات الاستيراتيجية بعنوان "البحث الجامعي والتكوين العالي بالجزائر"، أن الأمر الإضافي في نظام (أل.أم.دي) هو مهمة الإدماج المهني ومنهجية البحث بالمشاريع، مع حفاظ الجامعة على مهامها المعروفة في النظام القديم وهي البحث العلمي وحفظ المعرفة (الذاكرة) ونقل المعرفة (أي التعليم والتكوين المهني). وأشار المحاضر إلى أن بداية تطبيق هذا النظام التعليمي الجديد (ليسانس، ماستر، دكتوراه) في جامعة بجاية سنة 2004 بنسبة إقدام من الطلبة بلغت وقتها 25 بالمائة، انتقلت في العام الموالي إلى 52 بالمائة ثم 67 بالمائة، لتقفز في العام الخامس إلى 85 بالمائة، قد مكن الجامعة من التفتح أكثر على محيطها الاجتماعي والاقتصادي، حيث ساعد هذا النظام على أن تصبح بجاية أول منطقة عبر التراب الوطني في خلق وتواجد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وهي جامعة رائدة أيضا من حيث الشراكة مع المؤسسات الاقتصادية في عملية الإنتاج في مجالات الفوسفات والإسمنت وغيرها من المشاريع البحثية التي بفضل الشراكة تجسدت وتحولت إلى مؤسسات إنتاج. وبلغة الاحصائيات والبيانات الهندسية، أوضح السيد رئيس جامعة بجاية، كيف تتحول جامعته والجامعة الجزائرية بصفة عامة إلى قاطرة للمجتمع عن طريق الدفع نحو الأعلى أولا باحترام مهامها المذكورة آنفا وثانيا من خلال وضع دفتر شروط للنوعية، وهو الآلية التي تعمل بها جامعة بجاية من أجل الاندماج في أقطاب الامتياز وكتل التنافسية. وذكر السيد مرابط، أن نظام "أل.أم.دي" ناجح بجامعته لأنه نظام يعني النجاعة وعادل ومنتج للمكونين علاوة على أنه متوفر على نظام للتقييم الداخلي والخارجي، موضحا أنه محكوم علينا، اليوم، أن نعمل على أساس مشاريع بحثية كانت نظرية أو تطبيقية، حتى نكون أكثر نجاعة وتكيفا مع مستجدات العصر وأكثر انفتاحا على المحيط الوطني(اقتصاديا واجتماعيا) وعلى المحيط الدولي بما تجري فيه من تطورات فرضها التسارع التكنولوجي الرهيب، وهو ما يتطلب بنظر المحاضر وكما أجاب على ذلك خلال النقاش، توظيف الأدوات والوسائط التكنولوجية ولكن ذلك لا يمنع من العمل بالوسائل المتوفرة وتدعيم التفكير بما يتماشى والعامل التكنولوجي الحاسم في كل شيئ بما في ذلك المعرفة والانفتاح على قرية العالم ومجتمعاتنا. ويقول الممحاضر أن هذا المنطق ليس طارئا وأنه ينبع من إرادة فقط، بل أنه عمل متواصل يتميز بالنجاعة والفعالية وهو مؤسس على مشاريع تجد ترجمتها في الواقع الاقتصادي والاجتماعي، ولذلك يضيف، أن جامعة بجاية تشتغل من خلال شبكتين، الأولى وطنية من خلال 52 جامعة وطنية وشبكة دولية مع جامعات عدة في العالم وعبر مشاريع أورومتوسطية مثل مشروع ابن رشد، وأشار في هذا الصدد إلى أن جامعة بجاية تقيم تعاونا وشراكة مع هذه الجامعات بحيث يتمكن الطالب من متابعة محاضرة مع زميل له في إحدى هذه الجامعات في الوقت نفسه تقريبا وذلك باستعمال الوسائط التكنولوجية. إلى جانب ذلك، أشار المحاضر إلى أن جامعته تتوفر على مركز لنقل التكنولوجيا والمعرفة وهو ما يعزز بنظره تكامل المحيط الاقتصادي، وكشف في هذا السياق عن ملتقى تنطلق أشغاله اليوم ويدوم 3 أيام ويدور حول موضوع عالم الشغل وعالم الانتاج. كما ذكر السيد مرابط، بأن جامعته تتوفر الآن على 169تخصصا منها ثلاثة جديدة هي الهندسة المعمارية والعلوم الصيدلانية والتدخل الاجتماعي، وهناك عمل يجري لإنشاء مستشفى جامعي والموارد اللازمة لذلك مخصصة في ميزانية 2010. من جهة أخرى أشاد المحاضر بالإمكانيات الضخمة التي خصصتها الدولة لتكوين المكونين والإصلاح الجامعي، وقال أن تخصيص 22 مليار دج لجامعة بجاية في الفترة (2000 إلى 2009) شيء كبير. ومدعاة للاعتزاز والافتخار، خاصة كما أضاف أن الميزانية المخصصة للجامعة لم تتجاوز 5 مليار دج منذ إنشائها سنة 1983 إلى غاية 2000.