❊ الارتقاء بالتعاون التجاري والاقتصادي إلى مستوى العلاقات السياسية استعرض رئيس مجلس الأمة صالح قوجيل، أمس، مع رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد آل الشيخ، واقع وآفاق العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل ترقيتها على ضوء الإرادة السياسية وتوجيهات قائدي البلدين عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ذكر قوجيل خلال هذا اللقاء الذي جرى بمقر المجلس، بحضور سفير المملكة العربية السعودية بالجزائر عبد الله بن ناصر البصيري، "بالعلاقات والروابط التاريخية بين البلدين والتي تجلت في المواقف المشتركة ووقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب كفاح الشعب الجزائري من أجل استرجاع سيادته واستقلاله". كما شكل اللقاء فرصة لتبادل وجهات النظر والرؤى حول القضايا ذات الاهتمام المشترك لاسيما القضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي والنزاعات التي تهدد أمن وسلامة عديد الدول"، حيث دعا الطرفان في هذا الإطار إلى ضرورة انتهاج سياسة الحوار والحلول السلمية. وتطرق قوجيل في هذا السياق إلى "المبادئ الثابتة للسياسة الخارجية الجزائرية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والدفاع عن حق الشعوب في تقرير مصيرها وبمركزية القضية الفلسطينية في وجدان العالمين العربي والإسلامي وضرورة العمل سويا من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في إقامة دولته وعاصمتها القدس الشريف وذلك وفق مبادئ الشرعية الدولية وقرارات هيئة الأممالمتحدة". وعبر الطرفان عن أملهما في أن ترقى العلاقات التجارية والاقتصادية بين الجزائر والمملكة إلى مستوى العلاقات السياسية، حيث نوه الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، بالتحوّلات التي تعرفها الجزائر في السنوات الأخيرة، خاصة على الصعيد الاقتصادي، ما سيسمح بتطوير التبادل التجاري وتشجيع فرص الاستثمار. وأشار إلى سعادته بهذه الزيارة التي جاءت "بدعوة كريمة إلى بلد كريم وعزيز"، مضيفا أن العلاقات التاريخية بين البلدين متجذرة وتعود إلى أيام الثورة الجزائرية المباركة والجزائر بلد الشهداء والتضحيات والشعب الجزائري شعب حقق ما يريده بنفسه وبجهوده وأثبت للعالم أنه نموذج لكيفيات المطالبة بالحقوق". وقال في هذا السياق "نحن ننتظر باستبشار التوقيع على مختلف الاتفاقيات في التعاون البيني في القريب العاجل وهي أحد مخرجات المجلس الأعلى للتنسيق الجزائري - السعودي"، مشيرا إلى أن هذا التعاون هو "ثمرة التحوّل الاقتصادي الذي يعرفه البلدان بفضل توجيهات القيادة". من جهته استقبل رئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي الضيف السعودي، حيث أشار إلى الزيارة الرسمية التي قادت رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى المملكة العربية السعودية، والتي تؤكد، حسبه، إرادة سياسية مشتركة لتعزيز التعاون والتنسيق والتشاور حول القضايا التي تهم البلدين. في نفس السياق، عبر بوغالي عن رغبة الجزائر، بقيادة رئيس الجمهورية في أن تصبح السعودية من أوائل المستفيدين من المزايا التي يمنحها قانون الاستثمار وذلك بما يتيح مزيدا من الفرص لتحقيق شراكة واعدة ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، مثمنا بهذا الخصوص استضافة المملكة لقمة "اكسبو 2030 "، حيث اعتبر أنها ستلبي الكثير من التطلعات على مستوى التعاون العربي . على صعيد آخر، حث رئيس المجلس على ضرورة العمل والتنسيق بين الجزائر والسعودية مع مختلف الهيئات الإقليمية والدولية من أجل حل القضايا المطروحة على الساحة حاليا، على غرار القضية الفلسطينية والأزمة في السودان وليبيا، فيما أكد رئيس مجلس الشورى للمملكة العربية السعودية على أهمية تبادل الخبرات لتحقيق المصالح التي تخدم العمل البرلماني والوصول إلى التكامل بين البلدين اللذين يسيران على نفس النهج من أجل التخلص من التبعية للمحروقات وتوسيع مجالات الاستثمار ومصادر الدخل. وقدم الشيخ عبد الله بن محمد بن ابراهيم آل الشيخ في ختام اللقاء دعوة لرئيس المجلس الشعبي الوطني لزيارة المملكة العربية السعودية.