تواصلت ردود أفعال الأحزاب السياسية والجمعيات الوطنية وكذا الهيئات الدولية المستنكرة للائحة البرلمان الأوروبي بخصوص حرية التعبير في الجزائر، معتبرة ما جاء في مضمونها انزلاقا وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للجزائر. في هذا الإطار، أعرب حزب جبهة التحرير الوطني عن استيائه الشديد لما تضمنته لائحة البرلمان الأوروبي، من تضليل ومغالطات بعيدة كل البعد عن حقيقة المسار السياسي في الجزائر، وما يشهده مجال الحريات والنشاط الجمعوي والنقابي والمشهد الإعلامي والحقوقي من انفتاح وحرية واحترام لحقوق الإنسان. واعتبر الحزب، أن هذه اللائحة "وقاحة" وتدخل سافر في الشؤون الداخلية للجزائر من طرف جهة أجنبية نصبت نفسها وصية على دولة حرّة مستقلّة وسيّدة ترفض كل إملاءات خارجية من أي طرف مهما كان. مضيفا بأن الشعب الجزائري الذي دفع ملايين الشهداء ضد من انتهكوا حريته وكرامته وحقه في الحياة له وحده الحق في الحكم على سياسات بلده، والإقرار بشأن حاضره ومستقبله، وهو يرفض بالمطلق أن يمنح البرلمان الأوروبي أو غيره حرية الحكم على ما يجري في الجزائر من خلال لائحة استفزازية انتقائية وغير موضوعية. وأشار حزب جبهة التحرير الوطني، إلى أن اللائحة تتغاضى عمدا ولأهداف مغرضة مسيئة وتشويهية عما تشهده الجزائر بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، من حرص أكيد على إقامة مجتمع الحريات سواء تعلق الأمر بالنشاط السياسي والجمعوي والنقابي أو بحرية التعبير والصحافة. من جانبها أدانت جبهة المستقبل، ما جاء في بيان البرلمان الأوروبي، معتبرة إياه تدخلا في الشأن الداخلي لدولة مستقلّة كاملة السيادة. وأضاف الحزب، أنه كان من الأجدر بهذا البرلمان أن يبدأ بمشاكل دوله الأعضاء أو الدول والشعوب التي لازالت تحت وطأة الاستعمار كالشعبين الشقيقين الفلسطيني والصحراوي. الأرندي: تجنّي فظيع من مؤسسة مطعون في نزاهتها من جهته عبّر التجمع الوطني الديمقراطي، "باستغراب واستهجان شديدين، على تجنّي لائحة البرلمان الأوروبي بشكل فظيع على الجزائر والمزايدة عليها في مسألة الحريات. وذلك بما يشكل تدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي لدولة سيّدة، باشرت منذ سنوات إصلاحات سياسيّة عميقة وأرست مؤسسات دستورية حقيقية ومعبّرة عن الإرادة الشعبية الصادقة". وأدان الحزب في بيانه، "هذا السلوك العدائي لمؤسسة أوروبية مطعون في حيادها وموضوعيتها ونزاهتها"، معربا عن شجبه "صمت نفس الأطراف التي تصاب بالعمى حين يتعلق الأمر بجرائم وانتهاكات يومية بحق الشعبين الفلسطيني والصحراوي. وهما يواجهان منذ عقود آلة الاحتلال الغاشم". ودعا "الأرندي" الطبقة السياسية والجزائريين كافة إلى توحيد الجهود لتمتين الجبهة الداخلية ومواجهة التحديات". جبهة الجزائر الجديدة: موقف مخز لمن اعتاد الكيل بمكيالين بدوره اعتبر رئيس حزب جبهة الجزائر الجديدة، أحمد بن عبد السلام، لائحة البرلمان الأوروبي بخصوص حرية التعبير في الجزائر "موقفا مخزيا لهذه الجمعية القارية، وأوضح في تجمع شعبي بدار الشباب محمدي يوسف بقالمة، بأن هذه اللائحة هي "عار" على البرلمان الأوروبي الذي يحاول الظهور بأنه "يتباكى على حقوق الإنسان في الجزائر، لكنه تناساها في فرنسا وكيف تم التعامل مع المتظاهرين ضد قانون التقاعد، ونسيها أيضا في فلسطين التي يقوم فيها العدو الصهيوني بقتل الأطفال والنساء ويستبيح المقدسات". وأضاف المسؤول الحزبي، بأن البرلمان الأوروبي "لم يكتف بإغماض عينيه أيضا على حقوق الإنسان في الصحراء الغربية التي يعيش شعبها تحت القهر والاضطهاد الممارس عليه من الاحتلال المغربي بل أكثر من ذلك، يواصل الدوس على الأحكام القضائية التي أصدرها هو بنفسه ويسمح بنهب ثروات الشعب الصحراوي بالتواطؤ مع الاحتلال المغربي". وأشاد بن عبد السلام، بالمواقف الصارمة لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في تعامله مع ملف الذاكرة، معتبرا بأن "أي تسوية لعلاقات ثنائية طبيعية مع فرنسا لا بد أن تمر عبر تسوية ملف الذاكرة". ودعا المسؤول الحزبي، إلى "التعبئة الشعبية من الأحزاب والجمعيات ومختلف الفئات الاجتماعية لدعم المسار الإيجابي الذي تعيشه الجزائر". حمزاوي: نوايا مغرضة لتشويه صورة الجزائر دعا القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية، عبد الرحمان حمزاوي، إلى حماية الشباب من الحملات التي تستهدفه عن طريق المخدرات، مبرزا أن هذه الشريحة تعد صمام الأمان لتنمية الوطن واستقراره. وقال حمزاوي، خلال أشغال مؤتمر ولاية الجزائر أمس، تحضيرا للمؤتمر الوطني ال13 للكشافة السلامية الجزائرية، إن استقرار الوطن ونموه لا يكون إلا بالحفاظ على الشباب وحمايته من أعداء الوطن الذين يستهدفون هذه الشريحة الاجتماعية من خلال الترويج لهذه السموم الخطيرة. وأشار في هذا الصدد إلى أن المنظمة الكشفية واعية بهذه المخاطر، وتعمل على غرس قيم حب الوطن لدى الناشئة من خلال المناهج التربوية التي تقدمها وكذا الحملات التحسيسية. وبخصوص لائحة البرلمان الأوربي حول الجزائر، اعتبر حمزاوي، أنها تحمل نوايا مغرضة لتشويه صورة الجزائر، غير أن بلادنا تبقى دوما عصيّة على أعدائها مهما حاولوا استفزازها ومهما بلغ حجم هذه المؤامرات. مذكّرا بما قاله رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بأن "وحدة الجزائريين تبقى هي صمام الأمان وأحسن رد على هؤلاء".