أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أول أمس السبت، في الجزائر العاصمة، على إعطاء إشارة بدء تصوير فيلمين سينمائيين؛ الأول روائي قصير عنوانه "الطيارة الصفرا" للمخرجة هاجر سباطة، والثاني وثائقي روائي عنوانه "المواطن بيار شولي". كما تفقّدت الوزيرة جانبا من عملية ما بعد الإنتاج للفيلم الوثائقي "ثورة البراح" للمخرج حكيم محمدي. كشفت الوزيرة عن أن زيارتها التي رافقها فيها أحمد راشدي مستشار رئيس الجمهورية مكلف بالثقافة والسمعي البصري، والعيد ربيقة وزير المجاهدين وذوي الحقوق، والتي قادتها إلى المؤسسة الوطنية للسكة الحديدية، حيث موقع تصوير أول مشاهد فيلم "الطيارة الصفرا"، ثم توجها نحو المركز الجزائري لتطوير السينما، ووقوفها على انطلاق تصوير فيلم "المواطن بيار شولي"، ومتابعة مرحلة ما بعد الإنتاج للوثائقي "ثورة البراح"، تندرج ضمن دعم وزارة الثقافة والفنون، وفي إطار البرنامج الاستثنائي لستينية استرجاع السيادة الوطنية. وقالت مولوجي إن الشق المتعلق بالسينما يتضمن إنتاج 11 فيلما سينمائيا، متنوّعة بين الروائي الطويل والروائي القصير، إضافة إلى 6 أفلام وثائقية. كما نُظّمت ورشات تكوينية في مهن السينما في العديد من الولايات، ضمن قوافل سينمائية. وأفادت بأنّ كل الأعمال السينمائية المتعلقة بستينية استرجاع السيادة الوطنية، ستسلَّم في الخامس جويلية المقبل، وأن 80 ٪ من هذه الأعمال جاهزة. ومن جهته، قال العيد ربيقة وزير المجاهدين وذوي الحقوق، إن مشاركته إلى جانب وزيرة الثقافة والفنون في إعطاء إشارة انطلاق تصوير الفيلمين، تأتي تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية، الذي يرتكز عليه أيضا برنامج العمل الحكومي في الجانب المتعلق بالحفاظ على الذاكرة الوطنية، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون في مجال الصناعة السينماتوغرافية، خاصة في ما يتعلق بالثورة التحريرية، والهادف إلى رد الاعتبار للأحداث والشخصيات، من خلال أفلام هادفة، تعتمد، في الأساس، على طاقات جزائرية شابة. ويسجل فيلم "الطيارة الصفراء" (30 دقيقة) للمخرجة هاجر سباطة وسيناريو كريم خديم، مشاركة عدد من الأسماء الفنية الجزائرية، على رأسها سيد أحمد أقومي، وسهيلة معلم، ونوارة براح، ونصر الدين جودي. وبخصوص فيلم "المواطن بيار شولي"، كشف سعيد مهداوي كاتب السيناريو والمخرج، عن أن العمل يزاوج بين الوثائقي والخيالي. ويمكن اعتباره شهادة للتاريخ، تقدم في حوالي 70 دقيقة، قصة ونضال "المواطن بيار شولي" بصفته شخصية ساندت الثورة التحريرية، وناصر القضية الوطنية، كما ظل ملتزما بالعمل في الجزائر المستقلة. وكانت له مساهمات كبيرة في مجال الصحة والكتابة والصحافة. وتابع مهداوي تصريحه: "إن قصة شولي قصة فريدة، ومن الشخصيات المؤسسة للدولة الجزائرية المستقلة". ومن جهة ثانية، يشهد الفيلم الوثائقي "ثورة البراح" مرحلة ما بعد الإنتاج، ومن المنتظر أن يكون هذا العمل الذي يخرجه، جاهزا للعرض قبل يوم 5 جويلية 2023. فيلم "ثورة البرّاح" (52 دقيقة) وسيناريو الكاتب سعيد خطيبي، يأتي من بين المشاريع التي تدعمها وزارة الثقافة والفنون عبر المركز الجزائري لتطوير السينما بصفته المنتج، وذلك ضمن احتفالية الذكرى الستين للاستقلال. ويتناول الفيلم عوالم شخصية "البراح" الحاضرة على الدوام ضمن الثقافة الشعبية، خلال المناسبات الدينية والعائلية وفي مواسم الأفراح واللقاءات الجماعية، إلى جانب تأثيره في تراث الشعر الملحون، وكذلك مسرح الحلقة. ولا يقتصر دور البرّاح على الفرجة فحسب، فهو أيضا - كما يصوّره الفيلم - مؤرخ شفوي، لعب دورا مهما في حفظ وأرشفة مآثر تاريخ الجزائر، وفي سرد القصص والحكايات حول المعارك في زمن الثورات الشعبية. الفيلم يقدّم شخصية "البراح" كجزء من الذاكرة الوطنية، فهو وسيط في توثيق تاريخ المقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، عبر أشعاره الممسرحة، في قصائد موزونة وأخرى سردية؛ كي تستمر صلة الأجيال الجديدة مع مناقب السابقين.