❊ إطار مؤسّساتي لتثمين المؤهلات الوطنية وانتزاع الريادة في المجال كشف الأمين العام لوزارة الطاقة والمناجم، عبد الكريم عويسي، أمس، بالعاصمة، عن التحضير لوضع إطار مؤسساتي يأخذ بعين الاعتبار المباحثات الجارية مع شركاء أوروبيين لإنتاج وتسويق الهيدروجين الأخضر، يتيح استغلال المزايا العديدة التي تؤهل الجزائر للريادة في هذا المجال. وأوضح عويسي بصفته ممثلا لوزير الطاقة والمناجم، محمد عرقاب، لدى افتتاح أشغال "ورشة الخبراء حول تطوير فرع الهيدروجين الأخضر" المنظمة بقصر المؤتمرات عبد اللطيف رحال، أن التحوّل الطاقوي يعد "هدفا استراتيجيا" للحكومة وأن الجزائر تطمح لتصبح "فاعلا هاما في إنتاج وتسويق الهيدروجين". وانعكس هذا الطموح في مصادقة الحكومة على الاستراتيجية الوطنية لتطوير هذا الفرع تحت إشراف وزارة الطاقة والمناجم، التي تعكف على إعداد الإطار المؤسّساتي، لتطوير هذا النوع من الطاقة، لاسيما "تحضير الموارد البشرية"، "تحويل التكنولوجيا"، "التمويل" وبالخصوص "خلق سوق شفافة وتنافسية". وأشار المتحدث إلى إطلاق مشاريع نموذجية لاختبار عدة تكنولوجيات ومقاربات لإنتاج الهيدروجين وتخزينه وتوزيعه، ستكون "قاعدة" لانتشار استخدام هذه الطاقة على مستوى أوسع في الصناعات الوطنية، خاصة تلك المصنفة في خانة المستهلكين الكبار للطاقة، ضاربا المثل بمشروع إنتاج الأسمدة بأرزيو بطاقة 50 ميغاواط، في انتظار إطلاق مشاريع أخرى في صناعات الحديد والصلب والاسمنت. وأبرز المتحدث جهود الجزائر في الديناميكية العالمية لمكافحة آثار التغيرات المناخية، لافتا إلى أهمية توفير مرافقة مالية وتحويل للتكنولوجيا لتنفيذ مخططات التكيف الطاقوي الهادفة إلى إقامة اقتصاد بأقل انبعاثات كربونية، وهو ما يتطلب وفقا لممثل وزير الطاقة، "تحوّل طاقوي تدريجي يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات كل بلد ومنها البلدان المموّنة للطاقة والتي تمثل مواردها الطبيعية ولاسيما الغاز الطبيعي طاقة تحوّل بامتياز". وأعرب في هذا السياق، عن اقتناعه بأن الحوار مع الاتحاد الأوروبي سيسمح بتحقيق الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون الثنائي في مشاريع استثمارية ملموسة ومرافقة تقنية مربحة للطرفين تؤسس لاقتصاد شبه خال من الكربون. وأظهر عرض المدير العام للاستشراف في وزارة الطاقة والمناجم ميلود مجلد، حول الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين، أهمية إنجاز برنامج تطوير الطاقات المتجدّدة الهادف إلى إنتاج 15 ألف ميغاواط في آفاق 2030، لتجسيد مشاريع الهيدروجين الأخضر. وحدّدت خارطة الطريق ثلاث مراحل لتجسيد الإستراتيجية، أولها تمتد إلى سنة 2030 وتخص تطوير مشاريع نموذجية للهيدروجين الأخضر والهيدروجين الأزرق، والثانية من 2030 إلى 2040 وستسمح بإقامة مشاريع صناعية للهيدروجين، وستكون المرحلة الأخيرة بين 2040 و2050 وتستهدف استخدام الهيدروجين في المشاريع التي يصعب استعمال الكهرباء فيها.