❊ العلاقات الجزائرية–الروسية قائمة على الاحترام المتبادل للمصالح ❊ ارتفاع التبادل التجاري ب73 ٪ والتعاون الطاقوي يحظى بطابع جدي ❊ شاكرون للجزائر والرئيس تبون الاستعداد لتقديم جهود الوساطة حول الأزمة في أوكرانيا ❊ انتخاب الجزائر في مجلس الأمن الدولي سانحة لتنشيط التعاون وتكثيف الاتصالات أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أول أمس بموسكو، أن الجزائر تحتل الريادة بين شركاء روسيا في القارة الإفريقية، مبرزا أن زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى روسيا "ناجحة" على كافة الأصعدة بما يساهم، حسبه، في تطوير التعاون الثنائي. قال الرئيس بوتين، في تصريحه عقب مراسم التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين البلدين، "أود أن أشير إلى أن هذه الزيارة ناجحة من كافة الأصعدة، ولا شك أن ذلك يساهم في التطوير المتعدد الأوجه للتعاون الروسي الجزائري بما يخدم مصلحة الشعبين والبلدين"، موضحا أن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس تبون "جرت في جو عملي وناجح" والدليل على ذلك، "الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والهادفة إلى المزيد من تعزيز التعاون في مختلف الاصعدة"، مبرزا أهمية إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة "والذي يعد وثيقة ثنائية مهمة تحدد الاولويات الواضحة للتعاون البعيد المدى". وأكد بوتين أن العلاقات الجزائرية - الروسية، قائمة على الاحترام المتبادل للمصالح وتمتاز بتبادل المنافع وتشهد تقدما وتطورا في جو من الصداقة والاحترام المتبادل، مشيرا إلى الاحتفال السنة الماضية بالذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وحول محادثاته مع الرئيس عبد المجيد تبون الذي وصفه ب"الشريك المفتاح في العالم العربي وفي إفريقيا"، أوضح بوتين أنه تمت مناقشة "وبصورة معمقة" سلسلة واسعة من المواضيع بما فيها التعاون السياسي والاقتصادي والانساني والاجندة الحالية للعلاقات الاقليمية والدولية. وكشف أن حجم التبادل التجاري الثنائي ارتفع السنة الماضية بما يقارب 73 بالمائة مع زيادة في واردات المنتجات الزراعية. وعلى صعيد التعاون الطاقوي، أبرز الرئيس بوتين أن هذا التعاون يحظى بطابع جدي، كون كل من روسياوالجزائر من بين الدول الكبيرة المصدرة للغاز، مشيرا إلى تواجد عدة شركات روسية تنشط في مجال الطاقة في الجزائر منذ وقت طويل على غرار شركة "غازبروم" التي تتعاون مع "سوناطراك" في تطوير حقل بالصحراء الجزائرية الى جانب وجود مشاريع واعدة لشركتي "ترانسنفط" و"ترانسغاز". وأكد بوتين تطلع الطرفين إلى تفعيل التعاون فيما يخص "الأجندة الحالية للتعاون الأممي والتنسيق لاستقرار أسواق المحروقات، بما في ذلك في إطار "أوبك+" ومنتدى الدول المصدرة للغاز"، مبرزا أهمية التعاون الثنائي في مجال الطاقة النووية، لا سيما في المجال الطبي والزراعي مع وجود "آفاق واعدة للتعاون في قطاع الأعمال، بما في ذلك تركيب السيارات وبناء الميكانيكيات للزراعة والنقل ولاكتشاف الفضاء المفتوح والمواصلات والاتصال"، والتعليم العالي، حيث تستقبل روسيا عدد من الطلبة الجزائريين. في هذا الجانب، أعلن الرئيس الروسي أن اللجنة المختلطة الجزائرية - الروسية التي تجتمع دوريا، من المزمع أن تعقد دورتها ال11 في النصف الثاني من هذه السنة في موسكو وستدرس "تعزيز الاتصالات العملية والاستثمار وتوسيع المشاريع على النطاق الواسع". وبخصوص المحادثات حول الأوضاع الإقليمية والدولية، عبر السيد بوتين عن توافق وتطابق وجهات النظر بين البلدين، حيث "تسعى كل من روسياوالجزائر لتنسيق المواقف في إطار المنظمات متعددة الأطراف"، مشيرا إلى مناقشة الأوضاع في ليبيا والسودان والصحراء الغربية والقضية الفلسطينية، خلال محادثاته مع الرئيس تبون، مشيدا بالمناسبة، بكون الجزائر عضوا في فريق الاتصال للجامعة العربية حول أوكرانيا. وقال في السياق، "لقد شرحت للرئيس تبون الرؤية الروسية للأسباب الأولية لهذا النزاع وكل الملابسات ونحن شاكرون للجزائر والرئيس الجزائري استعدادهم لتقديم جهود الوساطة". وكشف الرئيس الروسي عن استقباله، اليوم السبت، رؤساء وفود من القارة الإفريقية لمناقشة مبادرة الجزائر حول تسوية الأزمة الأوكرانية، موجها في الأخير دعوة لرئيس الجمهورية لحضور قمة روسيا - إفريقيا في سان بطرسبورغ، قائلا، "اني أعول على حضوركم الشخصي في هذه القمة". حديقةا لأمير عبد القادر وسط موسكو دليل على متانةعلاقاتنا وخلال محادثاته مع رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون بقصر الكرملين بموسكو، أكد الرئيس الروسي، متانة العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين، مبرزا أن الجزائر تحتل أعلى المراتب من بين الشركاء التجاريين لروسيا. واعتبر بوتين، افتتاح حديقة الأمير عبد القادر وسط مدينة موسكو، دلالة على متانة العلاقات الثنائية بين روسياوالجزائر. مشيدا بالتعاون القائم بين البلدين لاسيما في إطار منظمة "أوبك+" ومنتدى دول المصدرة للغاز، وهو ما من شأنه تحقيق الاستقرار في سوق المحروقات، على حد تأكيده.