عرفت تظاهرة "الكسكسي الجزائري"، الذي شهدتها ولاية البليدة، على مدار يومين، مشاركة 15 ولاية من الوطن، حسبما أكده المنظمون. واستنادا لما ذكره رئيس الاتحاد الوطني للمجتمع المدني لترقية المواطنة، محمد بلمختار، فإن هذه التظاهرة، التي بادرت إلى تنظيمها منظمته، بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي للبليدة ومديرتي الشباب والرياضة والثقافة والفنون، عرفت مشاركة واسعة للحرفيين والمرأة الماكثة في البيت من 15 ولاية، على غرار العاصمة وبومرداس والبويرة وتبسة وقسنطينة وسطيف ومستغانم وسيدي بلعباس وعين الدفلى. أضاف أن هذه التظاهرة في طبعتها الأولى، وحملت شعار "كسكس الربيع البليدي"، أريد بها الحفاظ وتثمين القيمة التراثية وتعزيز وإبراز ما تزخر به بلادنا من مختلف الأكلات التقليدية والشعبية. أبدى العديد من المشاركين من الجنسين، فرحتهم بالمشاركة في هذه المسابقة، من بينهم السيدة حسنة معمري من ولاية تبسة، التي أوضحت أن هذه المسابقة منحتها الفرصة لإظهار مهارتها في تحضير الكسكسي، الذي تعرف به منطقتها، والتعريف به في أوساط المشاركين والحضور. أوضحت أنها شاركت في هذه المسابقة بنوعين من الكسكسي، هما كسكس العراسي المحضر بالزبيب والحمص وكسكس دياري (منزلي) المحضر بالخضر، خاصة اللفت واليقطين. من جهته، ذكر الشاب أسامة عبد الحق، طباخ من ولاية البليدة، أنه يحرص في كل مرة على المشاركة في مثل هذه التظاهرات، لما لها من أثر إيجابي على مساره المهني، الذي يسعى إلى إثرائه من خلال الاحتكاك المباشر مع زملائه في المهنة من مختلف ولايات الوطن. وقد عكست التظاهرة، التي جرت تحت أنظار لجنة تحكيم مشكلة من طباخين منحدرين من مختلف ولايات الوطن، شتى أطباق الكسكس الجزائري الذي تعرف به كل منطقة من الوطن، منها الكسكسي بالمرق الأبيض والدجاج وآخر بالمرق الأحمر والخضر، إلى جانب كسكسي البلوط وآخر بالمكسرات وكسكسي "السفة" المعروف في الغرب الجزائري، وكسكسي الأعشاب الطبية "الحمامة"، الذي تشتهر به مدينة البليدة. شكل المعرض المنظم بمركز التسلية العلمية "عمر خديوي" بحي جيلالي بونعامة"، سانحة للحضور من أجل التعرف على مختلف عادات وتقاليد الأسر الجزائرية، والمناسبات التي يحضر فيها كل طبق، وفرصة لتبادل الخبرات والمهارات بين المشاركين. واختتمت التظاهرة بحفل تم خلاله تكريم المتوجين بالمراتب الثلاثة الأولى، وهم من ولايتي تيبازة والجزائر العاصمة، إلى جانب تكريم كافة المتنافسين، لتحفيزهم على المشاركة في مسابقة السنة المقبلة في طبعتها الثانية، وفق ما ذكره المنظمون.