تشهد العمارات القديمة بأكبر شوارع مدينة وهران، هذه الأيام، أشغال ترميم و صيانة لإعادة الاعتبار لها بعد سنوات من الاهمال و توقف برنامج الترميم الذي كان قد انطلق منذ سنوات و ذلك بالتزامن إطلاق عملية دقيقة لهدم المباني المهددة بالانهيار منها الشاغرة و الآهلة بالسكان و التي استفاد قاطنوها من إعادة إسكان و ترحيل نحو القطب العمراني الجديد واد تليلات، فيما خصصت الولاية غلافا ماليا هاما لإنجاح العملية. خصصت ولاية وهران، ضمن مشروع القضاء على البنايات المهددة بالانهيار، والمباني المسجلة في الخانة الحمراء، مبلغ 200 مليار سنتيم للسنة الجارية، ضمن خطة سطرتها بعد الخرجة التي كانت قادت والي وهران، سعيد سعيود، لعدة أحياء قديمة، يتقدمها حي سيدي الهواري والدرب، إثر حوادث انهيار المباني التي عجلت بتنفيذ هذه العملية. وقد شرعت مصالح الولاية، بالتنسيق مع دائرة و بلدية وهران، في عمليات هدم منظمة واستعجالية، انطلقت مباشرة بعد حادث انهيار بناية قديمة بحي سيدي البشير -البلاطو سابقا- التي شردت عدة عائلات، دون أن تخلف ضحايا، تليها عمليات ترحيل بحي الدرب، والتي مست نحو 40 عائلة تقطن مباني مهددة بالانهيار. ورخص الوالي ضمن صلاحياته لرئيس بلدية وهران، أمين علوش، بإمضاء قرارات الهدم في خطوة غير مسبوقة، للإسراع في هدم المباني التي تهدد حياة المواطنين. كانت سلطات وهران، قد أعلنت عن برنامج لهدم المباني القديمة الآيلة للسقوط، بالتنسيق مع المجتمع المدني والمصالح التقنية المختصة. في المقابل، أعلن عن انطلاق برنامج جديد للترميم لصالح المباني القديمة. وانطلقت العملية رسميا في مرحلتها الثانية بواجهة البحر في بلدية وهران، والتي خصصت لها أغلفة مالية هامة، بالنظر إلى المتطلبات المالية للعملية، إلى جانب طلاء الواجهات ضمن عمليات تزيين المدينة. وأكد الوالي على أن وهران تسعى إلى الحفاظ على واجهتها العمرانية، دون الماس بالموروث المادي، غير أنه وتبعا للخبرة التقنية والخطر الذي قد تشكله بعض المباني على حياة المواطنين، يتم التدخل.