سيكون الملعب الأولمبي 5 جويلية، عشية اليوم (الأربعاء)، شاهدا على عودة الألعاب الرياضية العربية في يوم موعود تزامنا مع الذكرى الواحدة والستين لاستعادة الجزائر حريتها، من خلال استضافته فعاليات الحفل الافتتاحي للطبعة ال15، الذي سيجسد الثقافة الجزائرية في لوحة فنية ذات بعد عربي مرفوقة بعمل موسيقي خاص بالحدث. وستكون دورة الجزائر 2023، محطة للشباب الرياضي العرب، للالتقاء والتنافس في حوالي عشرين اختصاصا رياضيا، بما فيهم فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، في مسابقات ستقام عبر خمس مدن (الجزائر، وهران، عنابة، قسنطينة، تيبازة)، وذلك من خلال السعي لإحراز أكبر عدد من الميداليات وأهم من ذلك كتابة جزء آخر من قصة الألعاب العربية، التي بدأت فكرة إقامتها عام1947، عندما تقدم عبد الرحمان حسان عزام الأمين العام لجامعة الدول العربية في ذلك الحين، بمذكرة إلى الهيئة العربية يطلب فيها الموافقة على إقامة دورة رياضية عربية ، تشترك فيها الدول الأعضاء بالجامعة العربية وغيرها من الأقطار العربية، لكن هذا الطلب لم يتحقق ونامت الفكرة في كواليس الجامعة العربية. وفي عام 1953 بعثت الفكرة من جديد، وتبناها المهندس أحمد الدمرداش طوني (عضو اللجنة الأولمبية الدولية آنذاك)، وأجرى اتصالات مع مختلف الأقطار العربية ولقيت الفكرة كل ترحيب من الدول الأعضاء ،وعرضت على مجلس الجامعة العربية في 9 أفريل من عام 1953، فوافق عليها وعهد إلى مصر بتنظيم أول دورة رياضية عربية. واعتمدت الجامعة العربية، مبلغ 25 ألف جنيه (نصف تكاليف الدورة) كمساعدة لمصر على تنظيمها، لتصبح هذه التظاهرة أكبر الملتقيات الرياضية للبلدان العربية، وتقام كل أربع سنوات تحت إشراف اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية. أول دورة بالاسكندرية وجرت أول دورة في 1953 بالإسكندرية (مصر)، من 26 جويلية إلى 10 أوت 1953 بمشاركة ثماني دول عربية، وحلت أندونيسيا ضيفة على الدعوة، بينما اعتذرت إيران عن المشاركة لأسباب فنية، كون نظام الدورات العربية خلال انطلاقها في الخمسينات، كان يسمح باستضافة بلدان غير عربية على أن تكون نتائجها خارج الدورة، وتضمنت الدورة عشرة ألعاب مختلفة، لتتوج مصر بالمرتبة الأولى بحصولها على 142 ميدالية منها 77 فضية. وفي عام 1957، جرت الدورة الثانية في بيروت (لبنان)، بمشاركة 10 بلدان من بينها الجزائر بصفة رمزية، وفي غياب مصر، حيث تضمنت الدورة 15 لعبة رياضة. وكانت لبنان، البلد المنظم الوحيد المشارك في رياضتي التجديف والفروسية، دون الأخذ بعين الاعتبار النتائج المسجلة في جدول الميداليات، رغم ذلك احتلت لبنان المركز الأول في الترتيب العام بمجموع 89 ميدالية من بينها 33 من المعدن النفيس. واحتضنت مدينة الدار البيضاء (المغرب) النسخة الثالثة للألعاب العربية عام 1961، بمشاركة 12 بلدا عربيا من بينها الجزائر بصفة رمزية لأنها لم تكن حصلت على استقلالها بعد، و تنافس الرياضيون العرب في 12 نوعا رياضيا، وعادت المرتبة الأولى للجمهورية العربية المتحدة التي كانت تضم آنذاك (مصر وسوريا)، بمجموع 109 ميدالية من بينها 52 ذهبية. وعادت التظاهرة العربية مجددا لمصر عام 1965، في النسخة الرابعة بمشاركة 15 دولة عربية، من بينها الجزائر التي شاركت بصفة رسمية بعد استعادتها لحريتها، حيث نظمت 15 رياضة. وكما كان متوقعا، فرض رياضيو مصر سيطرة مطلقة على مجريات الدورة بحصدهم ل140 ميدالية من بينهم 69 ذهبية. بالمقابل، كللت المشاركة الجزائرية الرسمية الأولى بخمس ميداليات (3 فضيات و برونزيتان. اضطرابات سياسية وصعوبات مالية جعلت الألعاب غير مستقرة وانتظرت الألعاب العربية 11 عامان لتعود من جديد للمنافسة، عام 1976 بسوريا التي احتضنت النسخة الخامسة بحضور 11 دولة شاركت في 17 لعبة (رقم قياسي)، بينما جرت رياضة الفروسية خارج برنامج الدورة دون اعتبار نتائجها في لوحة الميداليات.، وغابت الجزائر ومصر عن هذا الموعد. بينما توج البلد المنظم سوريا بالمركز الأول ب 137 ميدالية منها 73 ذهبية. وجرت الطبعة السادسة عام 1985، أي بعد 9 سنوات بالرباط وهذه المرة بمشاركة 21 بلدا، وهي الطبعة التي سجلت المشاركة النسوية الأولى في تاريخ الألعاب. وتجدر الإشارة، أن الاضطراب السياسي، والصعوبات المالية جعلت الألعاب غير مستقرة في جدولتها المقررة كل أربع سنوات، وفي غياب العملاق المصري عن الدورة، حصل البلد المنظم، على المركز الأول ب127 ميدالية (57 ذهبية)، بينما احتلت الجزائر المركز الرابع في الترتيب العام برصيد 97 ميدالية (15 ذ – 40 ف – 42 ب). وكان من المقرر أن تنظم مصر الدورة السابعة في مصر، لكن في شهر جويلية 1991، قرر المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العرب للشباب والرياضة ، في اجتماع بالقاهرة تعيين سوريا كبلد منظم للدورة السابعة للألعاب العربية، غير أنه ولمرة أخرى، لم تنظم الألعاب في وقتها المحدد، حيث انتظرت سبع سنوات ليأتي موعد الطبعة السابعة عام 1992 التي حطت الرحال مجددا بالعاصمة السورية دمشق. وكانت 19 دولة حاضرة في الموعد السوري للتنافس في 14 نوعا رياضيا، وكانت مشاركة ليبيا في هذه الألعاب رمزية، بسبب الحظر الجوي المفروض عليها دوليا، بينما غابت العراق عن المشاركة. وتوجت الرياضة السورية باللقب بحصدها 115 ميدالية منها 48 ذهبية، متقدمة مصر التي حلت ثانية ب (99 ميدالية)، بينما تقدمت الجزائر للمركز الثالث ب 72 ميدالية (27 ذ- 21 ف – 24 ب)، وبعد مرور 5 سنوات (1997)، عادت الألعاب بوتيرة منتظمة حيث احتضنت لبنان الدورة الثامنة (12-27 يوليو)، ومع ذلك، لم يتم احترام فاصل أربع سنوات عن كل دورة من قبل المسئولين العرب بسبب عدة عوامل طارئة. وأُسندت ألعاب الدورة التاسعة للأردن من 15 إلى 31 أوت 1999، بمشاركة 21 بلدا في 26 رياضة و كانت المرتبة الأولى من نصيب مصر ب 267 ميدالية (106 ذهبية)، بينما جاءت الجزائر رابعة ب 96 ميدالية (33 ذ – 32 ف – 31 ب). وتجدر الإشارة إلى حصول فلسطين على المركز الرابع عشر بمجموع 11 ميدالية منها (فضية و10 برونزيات). الجزائر تتصدّر جدول الميداليات في 2004 وأجلت الدورة ال10 للألعاب العربية إلى سنة 2004، التي كان من المقرر تنظيمها بالجزائر في سبتمبر 2003، حيث طلبت الجزائر رسميا تأجيلها بسبب الزلزال العنيف، الذي ضرب الجزائر ذلك العام وبالتالي أجلت للفترة الممتدة ما بين 24 سبتمبر و8 أكتوبر 2004، بمشاركة 3100 رياضي يمثلون 22 بلدا تنافسوا في 26 نوعا رياضيا. وتصدرت الجزائر جدول الميداليات، بنيلها 267 ميدالية منها 91 ذهبية، متقدمة على مصر ب182 ميدالية منها 81 ذهبية. وجرت الدورة الموالية للألعاب عام 2007 (11 – 25 نوفمبر)، أي بعد ثلاث سنوات والتي احتضنتها العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة 1700 رياضي من 22 بلدا في 56 منافسة رياضية بالإضافة لرياضة المعاقين، وبطبيعة الحال، احتل البلد المنظم، الصف الأول بمجموع 337 ميدالية من بينها 148 ذهبية، فيما جاءت الجزائر ثالثة برصيد 124 ميدالية (30 ذ – 43 ف – 51 ب). وحطت الألعاب العربية هذه المرة الرحال ولأول مرة بالخليج العربي، وبالضبط في الدوحةالقطرية (9 – 23 ديسمبر 2011) بمشاركة 21 بلدا في غياب سوريا، وفي قطر، واصلت مصر هيمنتها الرياضية باحتلالها المرتبة الأولى بمجموع 231 ميدالية منها ذهبية، فيما تراجعت الجزائر للمركز الخامس ب 88 ميدالية (16 ذ – 31 ف – 41 ب)، وراء البلد المنظم قطر (106 ميدالية (من بينها 27 ذهبية). وبعد 12 عاما من الركود، تعود الألعاب الرياضة العربية من جديد من بوابة الجزائر، حيث تتواصل حتى 15 جويلية بخمس مدن وهي: الجزائر العاصمة، وهران، قسنطينة، عنابة و تيبازة، حيث ينتظر مشاركة 21 بلدا عربيا. وفي حصيلة إجمالية للميداليات منذ نسختها الأولى، تحتل مصر المركز الأول بمجموع 1422 ميدالية (621 ذ – 426 ف – 375 ب)، متقدمة تونس (801 ميدالية)، بينما جاءت الجزائر في الصف الرابع ب881 ميدالية (255 ذ – 305 ف – 321 ب) رغم بداية مشاركاتها الرسمية عام 1965.