أحيت ولاية الجزائر، أمس، الذكرى الواحدة والستين لعيد الاستقلال والشباب، باستعراض شعبي كبير شمل عروضا تاريخية وثقافية تبرز مقاومة الجزائريين للاستعمار الفرنسي طيلة تواجده بالجزائر والتضحيات الكبيرة التي جاءت بالاستقلال. وحضر الاحتفالية جمع من الوزراء وممثلي رئاسة الجمهورية وأعضاء السلك الدبلوماسي بالجزائر، استمتعوا بعروض شيقة تبرز جسدته ملحمة اختصرت تاريخ الجزائر وعراقتها وثرائها وتنوعها الثقافي وطينة شعبها الذي التواق إلى الحرية والرفاهية. انطلقت مراسم الاحتفال، ظهيرة أمس، من دار السلطان بأعالي القصبة، حيث تحركت "قافلة ذاكرة المحروسة" التي جابت شوارع العاصمة نحو المنصة الشرفية أمام مقر الولاية، وضمت قرابة ألف كشاف يمثلون كل أفواج بلديات العاصمة. وتم تقسيم القافلة إلى 6 مسارات تحمل أسماء قادة الثورة، حيث جابت وفي أجواء بهيجة مواقع ومعالم تاريخية كالمتاحف والمقاهي التاريخية والمدارس بحي القصبة العريق، للحفاظ على الذاكرة الوطنية وتناقلها عبر الأجيال. "ملحمة ثمن الحرية" تشد الأنظار وتختصر تاريخا مرصعا بالأمجاد بعد أن افتتحت الفرقة النحاسية لولاية الجزائر برنامج العروض الفنية باستعراض مميز تفاعل معه الحضور من العائلات، تبعه عرض فني بعنوان "ملحمة ثمن الحرية" تطرق إلى مختلف مراحل الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي انطلاقا من المقاومة الشعبية ومجازر 8 ماي 1945 وغيرها من المحطات التاريخية وصولا إلى الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954 ثم الاستقلال. وتتابعت مواكب ومربعات من الفرق الفنية وأشبال وشباب الكشافة الإسلامية الجزائرية من ساحة الشهداء وإلى البريد المركزي مرورا بالمنصة الشرفية بشارع زيغود يوسف، جسدت لوحات فنية فسيفسائية جميلة تبزر مقاومة الجزائريين للاستعمار الفرنسي طيلة تواجده بالجزائر، وكذا مختلف الجوانب الثقافية والتاريخية للجزائر. وأبدع أفراد الكشافة الإسلامية والشباب من مختلف الجمعيات والنوادي في عروضهم وهم يحملون الراية الوطنية ويمتطون مركبات من الطراز القديم، كما أبزت فتيات الجزائر اللباس التقليدي والحايك الأبيض، في مشاهد تفاعل معها الحضور بالزغاريد. لوحات كوريغرافية تبزر التنوع الثقافي للجزائر وتضمنت الاحتفالية لوحات وعروض فنية كوريغرافية بينت التنوع الثقافي الكبير للجزائر، بما فيه المصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، من مواقع تراثية ثقافية وطبيعية وتراث غير مادي، كقلعة بني حماد وموقع تيمقاد ووادي ميزاب وقصبة الجزائر وحظيرة طاسيلي ناجر وتراث أهليل قورارة والزي التلمساني (الشدة) وركب سيدي الشيخ والإمزاد والسبيبة وكذا فن الراي والخط العربي والنقش على المعادن وغيرها. كما تم تخصيص لوحات خاصة بتقاليد وفنون وأزياء الدول العربية، وذلك بمناسبة احتضان الجزائر لفعاليات الألعاب الرياضية العربية ال 15 التي تفتتح فعالياتها رسميا اليوم. للإشارة، تميزت الاحتفالية، التي بثها التلفزيون الجزائري على المباشر، بالتنظيم الجيد، ضبط خلالها مصالح الأمن بمختلف تشكيلاتها سير حركة المرور، والتنسيق بين الجهات الأمنية والإدارية.