كشفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، أول أمس، على هامش إشرافها على افتتاح العروض السينمائية الخاصة بالذكرى 60 لاسترجاع السيادة الوطنية، بديوان رياض الفتح في الجزائر العاصمة، عن أنها أمرت المركز الجزائري لتطوير السينما، بالسهر على عرض كل الأفلام الجديدة والمنتجة خلال الخمس سنوات الأخيرة، والخروج من عروض المناسبات، والسماح للجمهور باكتشاف جديد السينما الجزائرية على مدار العام. لمحت مولوجي إلى أنه من غير المعقول أن تكون هذه العروض مناسبتية فقط، وقالت إن هذه الأفلام لم تنتج لتعرض خلال هذه الفترة، أو بمجرد تسليمها يقام لها عرض أول، ثم ينتهي الأمر، وأوضحت أنه بالعكس، العروض ستتواصل وستكون عروضا لأفلام أخرى، أنتجت في السنوات الأخيرة، وطلبت من المؤسسات تحت الوصاية، بعرض الأفلام المنتجة في الخمس سنوات الأخيرة، منها من عرض مرة أو اثنتين، ومنها التي لم تعرض البتة. صرحت الوزيرة بخصوص أفلام الستينية "تلقينا الأفلام في أجالها المحددة، ما سمح ببرمجة عروض على مستوى كل الوطن، في القاعات التابعة لقطاع الثقافة والفنون، تتواصل إلى نهاية شهر أوت الداخل، مصحوبة بنقاشات". أشرفت وزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، رفقة وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، في قاعة "ابن زيدون" بديوان رياض الفتح، على انطلاق العروض السنيمائية المنتجة، في إطار احتفالات ستينية استرجاع السيادة الوطنية، التي افتتحت بالعرض الأول لفيلم "زئير الظلام" للمخرج أحمد رياض. عن الفيلم الروائي القصير أو المتوسط (43 دقيقة)، يروي "زئير الظلام" قصة تراجيديا عن أخوين، موسى (محمد فريمهدي)، وخوجة (حمودي حمزة)، ضمن ما يعرف بالتراجيديا الإغريقية، كانطلاقة لفكرة العمل، وبلورها المخرج أحمد رياض في سياق مختلف، في حكاية جرت وقائعها إبان الاحتلال الفرنسي. يعيش "موسى" الكفيف حياته وسط أبناء قريته، محاولا نصرة المظلومين والمقهورين، مجابها أخاه "خوجة"، العميل الأول للجيش الفرنسي، والسيف القاطع لكل محاولات التمرد والنضال ضد نظام المحتل، تتصاعد الأحداث بينهما، ليقرر خوجة قتل أخيه، لكنه سرعان ما يجد نفسه مقتولا بحيلة من موسى، ثم يقتل الأخير من لدن المحتل، ضمن مشهد ملحمي أقرب للمسرح منه للسينما. وظهر على العمل ضعف على مستوى السيناريو الذي كتبه حمزة حمودي، أو يبدو أن النص الأول المكتوب تعرض للبتر، واختزال للأحداث، إذ شهد العمل في الكثير من فتراته، غياب ربط درامي منطقي، أو قد يكون بسبب صعوبة إنجاز فيلم قصير بحكاية كبيرة، الأرجح أن يذهب العمل إلى فيلم روائي طويل. من الناحية التقنية، اتكأ الفيلم على تصوير عالي الجودة، ضمن لوحات ومشاهد حملت جماليات مدهشة، ومنها ما حملت رموزا ودلالات عميقة. يندرج فيلم "زئير الظلام" ضمن مجموعة من الأفلام القصيرة والوثائقية، التي استفادت من الدعم، في إطار برنامج استثنائي خاص باحتفالات ستينية استرجاع السيادة الوطنية، والبالغ عددها 11 فيلما وثائقيا و6 أفلام قصيرة، حيث برمجت وزارة الثقافة والفنون عبر المركز الجزائري لتطوير السينما، عرضها للجمهور بمختلف قاعات السينما، في جميع ولايات الوطن، بحضور مخرجي الأفلام وطواقمها الفنية. إلى جانب فيلم "زئير الظلام"، سيكون الجمهور من عشاق الفن السابع، على موعد لمشاهدة مجموعة من الأفلام عبر مختلف القاعات السينمائية، إلى غاية 31 أوت 2023، على غرار فيلم "إعدام" للمخرج يوسف محساس، فيلم "في أوذبان كان موعد مع الشهادة" للمخرج عبد الحميد أكتوف، فيلم "الساقية" للمخرج مهدي تاسبست، فيلم "التحدي الكبير" للمخرج وليد بوشباح، فيلم "جزائر اسمك مكتوب بدمي" إخراج رزيقة مقراني، وفيلم "همسات الفجر" للمخرج كمال رويني.