قضت محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو مؤخرا ببراءة المتهمة (ز.ن) البالغة من العمر 25 سنة من تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، التي راحت ضحيتها المدعوة (ص.و) البالغة من العمر 17 سنة. وقائع القضية حسب ما ورد في قرار الإحالة تعود إلى تاريخ 18 سبتمبر 2008، حيث كانت الساعة تشير إلى الواحدة زوالا، حيث تلقت مصالح أمن بلدية فريحة معلومات مفادها وجود فتاة ملقاة على الرصيف بحي 100 مسكن ببلدية فريحة وهي تنزف دما من الأنف، والفم، وعلى إثر هذه المعلومات انتقلت مصالح الامن إلى المكان، وبعد نقل الضحية إلى مستشفى عزازقة باشرت تحرياتها، حيث تبيّن أن الضحية المدعوة إلهام تنحدر من ولاية بجاية، وتقيم منذ 6 أشهر بحي 100 مسكن، سقطت من مسكن واقع بالطابق الثالث، من عمارة رقم 3 من شقة المتهمة (ز.ن). وبناء على هذه المعلومات تم استدعاء المدعوة (ز.ن)، وخلال التحقيق معها صرحت بأن الضحية كانت في حالة نفسية سيئة بعدما طردت من العمل، وأنها طلبت البقاء عندها تلك الليلة، لكنها رفضت وبعدما توجهت المتهمة إلى المطبخ لتحضير فنجان قهوة سمعت صراخا، ولما نظرت من النافذة شاهدت الضحية ممدودة على الأرض، وواصلت مصالح الأمن تحرياتها وتوصلت إلى إيجاد شاهد (ب.ا) قاصر، وعند سماعه صرح، بأنه يوم الوقائع كان بشقة المتهمة وأنه شاهد كل ما حدث، حيث أكد أن الضحية لم تنتحر، بل حاولت الإفلات من المتهمة التي قامت بالاعتداء عليها بواسطة قضيب حديدي، وبعد أن طعنتها بالسكين على مستوى البطن، هددتها بحرقها بالماء الساخن كالدجاج، حيث أضاف القاصر، أن المتهمة شرعت بعد حجزها بالشقة في تسخين الماء بالمطبخ، لتقوم الضحية بإلقاء نفسها من شرفة غرفة الاستقبال. كما تم سماع الشاهدتين (ق.و) (س.ش) اللتين صرحتا بأنه خلال زيارة الضحية بالمستشفى، أكدت لهما أنها لم تلق بنفسها من الشرفة، بل إنها تعرضت للاعتداء من (ز.ن) بعد أن هددتها بحرقها بالماء الساخن وجرّتها إلى شرفة غرفة الاستقبال ودفعتها بيدها، ما أدى إلى سقوطها.خلال جلسة المحاكمة، أكدت المتهمة أنها بريئة من التهمة المنسوبة إليها، حيث صرحت أنها بتاريخ الوقائع حضرت إليها الضحية التي تعمل بملهى ليلي واقع بواقنون وأخبرتها بأنها طردت من العمل، وبعد أن توجهت إلى المطبخ لإعداد القهوة سمعت صراخا، ولما أطلت من النافذة وجدت الضحية ملقاة على الأرض وهي تنزف دما. ممثل الحق العام وبناء على وقائع القضية وشهادة الشهود، أكد أن تصريحات المتهمة خلال الجلسة ليست إلا محاولة منها للإفلات من العقاب، وبالرجوع إلى وقائع القضية، التمس تسليط عقوبة 20 سنة سجنا نافذا ضد المتهمة.وبعد المداولة قانونا، نطقت المحكمة حضوريا وعلنيا ببراءة المتهمة من تهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد.