نجح الفريق الطبي بقيادة البروفيسور محمد نوار، خلال الأسبوع الفارط في تجربة أول عملية جراحية لاستئصال ورم عظمي على مستوى عظمة الحوض باستخدام أجهزة السكانير، حسبما صرّح به البروفيسور نوار، أمس ·هذه العملية التي استغرقت مدة ساعتين ونصف تعد حسب البروفيسور نوار الأولى من نوعها على المستوى الوطني من حيث التقنية المستعملة.. مؤكدا أن الشاب الذي أجريت له العملية قد غادر المستشفى بعد يومين من الجراحة وهو الآن في حالة صحية جيدة· وأشار البروفيسور نوار أن هذا الشاب من ولاية بجاية ويبلغ من العمر 17 سنة كان يعاني من ورم عظمي عظماني على مستوى عظمة الحوض سببت له آلاما حادة ومتواصلة كانت تزداد بالتدريج وتسوء ليلا ويتحسن هذا الألم باستخدام الاسبرين، وقد منعته هذه الوضعية من مزاولة دراسته في ظروف عادية وألزمته الفراش طيلة السداسي الأول من السنة الدراسية الجارية· ونظرا لتعقد العملية التي لم يكن أمام الفريق الطبي المتشكل من البروفيسور نوار رفقة مختص في الأشعة السيد بوزيدة والمخدر إلاّ القيام بها من ناحية الظهر نظرا لتمركز الورم الذي لا يتعدى حجمه 3 سنتيمترات في منطقة جد حساسة إضافة إلى تجنيب المريض مخاطر القيام بها من ناحية البطن التي تتطلب جراحة عميقة وقد لا تؤدي إلى نتائج ايجابية· وعن الجوانب الإيجابية في هذه التقنية الجديدة التي غالبا ما تكون نسبة نجاحها 95 بالمائة فإنها لا تستغرق وقتا طويلا، كما هو الحال في العمليات الكلاسيكية التي قد تتعدى ست ساعات، كما أنها تجنب المستشفى مصاريف اضافية للتكفل بالمريض إذ بدلا من بقائه 10 أيام في المستشفى يمكنه مغادرته بعد يومين على أكثر تقدير، ناهيك أن المريض يمكنه النهوض ومتابعة حياته العادية بكل بساطة· غير أنه من النقاط السلبية لهذه التقنية هو عدم توفر المستشفى إلاّ على جهاز واحد للسكاينر الأمر الذي "لا يسمح لنا باستخدامه في كل الأوقات وبكل حرية"، يقول البروفيسور نوار· ودعا نفس الأخصائي إلى ضرورة "تكثيف مثل هذه العمليات في المستقبل وتطويرها" سيما وأن هذه التقنية تستعمل في الدول المتطورة منذ أكثر من 10 سنوات إلى جانب العمل على تعميمها على بعض الإصابات التي تمس العمود الفقري خاصة وأن المستشفيات الجزائرية "تتوفر اليوم على الكفاءات البشرية والشروط المادية الضرورية لإجراء مثل هذه العمليات"· وأبرز البروفيسور نوار أن الورم العظمي العظماني يعد من الأورام الحميدة النادرة في الجزائر والتي لا تمثل الإصابة بها سوى 10 المائة من الإصابات بالأورام الحميدة لدى الإنسان، كما أن الإصابة بمثل هذه الأورام على مستوى عظم الحوض تعد "جد نادرة"، كما تكثر هذه الأورام لدى الذكور وفي أي عظم والعلاج يكون باستئصالها إذا كان عرضيا وفي بعض الأحيان يزول عفويا بعد نضج الهيكل العظمي· (وأج)