نسرين بن محمد محي الدين هي أصغر مشاركة في أكبر فعالية ثقافية قارية احتضنتها الجزائر، ويتعلّق الأمر بالمهرجان الثقافي الإفريقي الثاني المبعوث بعد أربعين سنة من دورته الأولى سنة 1969. شاركت الممثلة المسرحية الصغيرة التي تقترب من دخول ربيعها الثالث عشر، في مسرحية "ايسكوريال" عن مسرح الجنوب بتمنراست، ضمن المهرجان الدولي للمسرح، وكانت خشبة "الحاج عمر" بالمسرح الوطني التي احتضنت الموهبة الواعدة، فضاءً لتُطلق نسرين من خلاله العنان لموهبتها الفذّة التي برزت أمام الممثلين الآخرين من غير عمرها.. وكان لنسرين التي لعبت دور "الملكة" فضل كبير في مشاهدة العرض المسرحي عن طريق تمثيلها الصادق والنابع من براءة طفلة .. وأكّد المتتبعون أنّها الوحيدة التي شفعت ل"ايسكوريال" وسط عرض هزيل ومُبهم. ولجت نسرين عالم الفن الرابع وهي في العاشرة من العمر، وكان أوّل عمل لها سنة 2007 في "ضحية الزمان" ثم في 2008 "سارق الحكايات"، وتلتها مجموعة من الأعمال المسرحية الأخرى مثل "هجروا لمكان"، "القرن الأسود" وآخرها "ايسكوريال" سنة 2009، فضلا عن مجموعة من المسرحيات. وبتواضع الكبار تردّ نسرين على مجاملات الناس وتشكرهم على مساندتها، لتشير أنّها ليست الوحيدة التي تحاول إخراج طاقاتها الإبداعية، رغم حداثة عهد مسرح الجنوب بولاية تمنراست إلاّ أنّ عددا كبيرا من الأطفال وحتى الكبار يمارسون المسرح، عن حبّ وولع بسحر أب الفنون. واختارت الممثلة الواعدة دور "الشيطانة" في مسرحية "القرن الأسود" كأحسن دور أدّته خلال مسيرتها القصيرة، وتقول أنّ سبب الاختيار يعود إلى تمكّنها من تجسيد الدور بكلّ سهولة، وهذا السياق أعطاها الحرية التي تريدها لكي تعبّر عن نفسها وتكشف موهبتها التي قالت عنها أنّها "موهبة إلهية". يذكر أنّ نسرين بن محمد فضلا عن موهبتها الفنية، أبلت بلاء حسنا في موسمها الدراسي الحالي وقد انتقلت إلى السنة الثانية متوسط بتقدير جيد جدا.. مثل هذه المواهب الفتية تحتاج فعلا إلى متابعة عن كثب، ولعلّ خلق حصص تعليمية لفائدة التلاميذ وإدراجها في المقرّرات الدراسية على غرار حصص التربية البدنية والموسيقى وكذا الرسم، يجعل من رهان مستقبل المسرح في الجزائر أقلّ حدّة، في ظلّ واقع لا يعترف بالمواهب الشابة.