❊ الإسهام في الجهد الجماعي للحفاظ على السلام والأمن الدوليين ❊ مأساة الفلسطينيين تؤكد الضرورة الملحة لتسوية القضية بحلّالدولتين ❊ الجزائر ستدعو بقوة إلى معالجة الأسباب العميقة للصراعات والأزمات ❊ اقتراح نموذج جديد لعمليات السلام يكون مكيّفا أكثر مع السياق الحالي أبرز وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، بالمملكة المتحدة، الأولويات التي ستعكف الجزائر على التركيز عليها خلال عهدتها المقبلة بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وبالخصوص القضايا المتعلقة بالعالم العربي والقارة الإفريقية. شارك عطاف، مساء أول أمس الثلاثاء، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى المملكة المتحدة، في لقاء تشاوري حول مجلس الأمن نظم بمؤسسة "ويلتون بارك"، حيث ألقى كلمة تقدّم في بدايتها بشكره لوزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية، اللورد أحمد طارق، على تنظيم هذا النقاش المهم مع الأعضاء الأفارقة الحاليين المنتهية عهدتهم والذين سيلتحقون بمجلس الأمن ابتداء من الفاتح جانفي المقبل. وتطرق بعدها وزير الخارجية إلى السياق الدولي الذي يأتي فيه انضمام الجزائر لعضوية مجلس الأمن وكذا الأولويات التي ستعكف على التركيز عليها خلال عهدتها المقبلة، حيث قال أمام المشاركين في اللقاء إن "الانضمام إلى مجلس الأمن مدعاة للسرور، لكنه أيضا يتطلب الكثير، ونطمح بإخلاص في تقديم آفاق جديدة انطلاقا من كوننا واعين حق الوعي بالسياق الصعب الذي ستجري فيه عهدتنا"، مذكرا بأن الجزائر حظيت ثلاث مرات بصفة عضو غير دائم في مجلس الأمن، حيث تعود آخر عهدة إلى 2004-2005. وبعد أن أشار إلى أن "التحديات التي تنتظرنا متنوعة وأصبح رفعها أكثر صعوبة وأضحت وعود نظام الأممالمتحدة أكثر صعوبة في الوفاء بها"، قال عطاف "لقد أصبح من الواضح أن الاختلافات والانقسامات الجيوسياسية المتنامية بين الأعضاء الدائمين طغت على كل مداولات مجلس الأمن وكبحت قدرة عمله"، وأضاف أن "هذا الوضع أحيى مطالبات دولية بإصلاح شامل قصد مساعدة مجلس الأمن في تجاوز صعوباته الداخلية وتقديم رد مناسب للتحديات الحالية". وعليه، يقول الوزير، "نحن نعتقد أيضا أنه ليس لدينا بديل عن مجلس الأمن وأنه علينا جعله يشتغل ويكون على مستوى التطلعات والآمال التي وضعتها فيه شعوبنا جماعيا". كما أكد عطاف أنه "في هذا السياق، تتأهب الجزائر للانضمام إلى مجلس الأمن وكلها عزم على تقديم إسهامها في الجهد الجماعي للحفاظ على السلام والأمن الدوليين". الجزائر سترافع بقوة من أجل تجاوز نهج الوضع الراهن عددالوزيرأولوياتالجزائرفيهذاالصددوالتي"تكمن قبل كل شيء في العمل على إحياء اهتمام والتزام مجلس الأمن بحل النزاعات والأزمات المشتعلة في المنطقتين الإفريقية والعربية بالتنسيق الوثيق مع الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية". كما أردف عطاف قائلا "في إفريقيا، أصبحت منطقة الساحل موطنا لأكبر تمركز في العالم لبؤر الصراعات المسلحة الساخنة والأزمات متعددة الأبعاد التي تمتد على شكل "قوس النار" من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي ومن السودان إلى الصحراء الغربية. كما ذكر بأنه "في ظرف سنوات قليلة فقط، أصبحت هذه المنطقة مركزا عالميا للإرهاب وللجريمة المنظمة العابرة للأوطان في سياق يتميز بعدم الاستقرار السياسي المتزايد الناجم عن عودة التغييرات غير الدستورية للحكومات مؤخرا". وقال عطاف لدى تطرقه إلى المنطقة العربية، أن "المأساة الجارية رحاها في الأراضي الفلسطينية المحتلة خصوصا في قطاع غزة المحاصر هي بمثابة تذكير مروع بالضرورة الملحة إلى تسوية سلمية للقضية الفلسطينية وفقا لحل الدولتين، الذي وافق عليه المجتمع الدولي منذ عقود خلت". ومتابعة لهذه الأولويات، يضيف الوزير، "ستدعو الجزائر بقوة إلى ضرورة تجاوز نهج الوضع الراهن ومعالجة الأسباب العميقة للصراعات والأزمات وإيلاء المزيد من الاهتمام لدور النساء في مسار السلام ولمصير الأطفال في الصراعات المسلحة وكذا إلى اقتراح نموذج جديد لعمليات السلام يكون مكيفا أكثر مع السياق الحالي، فضلا عن العمل جنبا إلى جنب مع المنظمات الإقليمية، لاسيما الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية". أكد جهودها في التعاون الإقليمي لمواجهة التهديدات العابرة للحدود.. عطاف: الجزائر تضطلع بالوساطة ودعم مشاريع التنمية بدول الجوار ألقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أمس الأربعاء، بمعهد "شاثام هاوس" بلندن، في إطار زيارة العمل التي يقوم بها إلى المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية، محاضرة حول الأوضاع في منطقة الساحل، ، حسبما أورده بيان للوزارة. وأبرز السيد عطاف في هذا الإطار، الخصائص الأساسية التي تميز هذه المنطقة والتحديات التي تواجهها من النواحي السياسية والاقتصادية والأمنية. كما أطلع الوزير المشاركين، على الدور الذي تضطلع به الجزائر في هذا الفضاء المجاور لها، "لا سيما فيما يتعلق بالوساطة لإنهاء الأزمات والنزاعات وقيادة جهود التعاون الإقليمي في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، فضلا عن تمويل وتنفيذ مشاريع تنموية في دول الجوار عبر الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية". وشهد الاجتماع مشاركة دبلوماسية رفيعة المستوى، إلى جانب خبراء ومسؤولين دوليين في مجالات السلم والأمن في إفريقيا.