كشفت مباراة الجزائروالصومال الكثير من العيوب في مردود زملاء رياض محرز، وأثارت العديد من الشكوك بخصوص جاهزيتهم لخوض غمار كأس أمم إفريقيا 2023 في الفترة من 13 جانفي إلى 11 فيفري من العام المقبل، ومدى قدرتهم على تدارك إخفاقهم في النسخة الماضية عندما خرجوا من الدور الأول، خاصة بعد تكرر العديد من المشاكل الفنية المسجة على أداء منتخب "محاربي الصحراء" في الفترة الماضية. ويؤكد الكثير من المحللين والمتابعين على أن بلماضي مطالب بإيجاد الحلول للعديد من المشاكل الفنية قبل موعد كأس أمم إفريقيا المقبلة، إن أراد فعلا الثأر لنفسه ولاعبيه من خيبة الكاميرون 2022، على اعتبار أن مواجهة منتخبات بوركينافاسو وموريتانيا وأنغولا لن تشبه على الإطلاق مواجهة الصومال. خط الدفاع الهشّ وغياب البدائل المقنعة أثبتت مباراة الصومال هشّاشة دفاع المنتخب الوطني وغياب البدائل المقنعة، على اعتبار أن الثنائي توغاي وماندي لم يكن في المستوى ولم يقنع المتابعين، حيث لم يكن مردوده مشابها لذلك الذي اعتاد على تقديمه الثنائي الأساسي، بن سبعيني وماندي، ما يثير القلق حول قدرته على التألق في "كان 2023"، في وقت أن توبة أيضا لم يكن مقنعا في المباريات الماضية، ويبقى رامي بن سبعيني الاستثناء الوحيد في هذا الخط. ولا يتوقف الشك عن وسط الدفاع بل يتعداه إلى الظهيرين أيضا، على اعتبار أن اللاعبين البديلين، ياسر لعروسي على الجهة ليسرى، وكيفين قيطون على الجهة اليمنى، لم يقدم الضمانات المطلوبة منها مقارنة بما يقدمه اللاعبان الأساسيان يوسف عطال، وريان آيت نوري، ما يثير المخاوف بخصوص الحلول خلال "كان" كوت ديفوار. وسط الميدان المتفكك وغياب الحلول لم يتمكن جمال بلماضي من إيجاد الحلول لمشكلة خط وسط الميدان منذ توّهج الثلاثي السابق، عدلان قديورة وإسماعيل بن ناصر وسفيان فيغولي، رغم تجريبه العديد من الأسماء في خط الوسط في ظل غياب بن ناصر، على غرار زروقي وبوداوي وعوار وشايبي وزرقان وقادري وغيرهم، حيث لم يستقر بلماضي على الثلاثي المثالي وخطة اللعب المناسبة في هذا الخط. واعترف مدرب "الخضر" في تصريحاته بأنّ هناك عيبا واضحا في أداء لاعبي خط الوسط، مرتبط بالتنشيط الهجومي ونقل الكرة من خط الدفاع إلى الهجوم، الأمر الذي يستوجب، حسبه، إيجاد الحل قبل موعد كأس أمم إفريقيا المقبلة. مشكلة الجناح الأيسر والتجارب المتكررة لم يجد مدرب "الخضر" البديل المناسب والمثالي ليوسف بلايلي على الجهة اليسرى من خط الهجوم لحد الآن، فبعد تجريبه في عدة مناسبات لسعيد بن رحمة دون نتيجة مقنعة، وتخليه عن الخيارات الأخرى في صورة ياسين براهيمي المتألق بشكل لافت مؤخرا، وبدرجة أقل يوسف بلايلي، الذي دفع ثمن مشاكله المتكررة في مسيرته الاحترافية، اصطدم بلماضي بعدم تأقلم أمين غويري مع المنتخب الوطني، حيث لم يقدم هذا الأخير أداء مقنعا لحد الآن يوازي إمكاناته الفنية الكبيرة. وتظهر المعطيات الحالية أن محمد أمين عمورة هو اللاعب الوحيد المقنع في هذا المنصب تبعا للخيارات المتاحة، في وقت أن بديله غويري لم يصل إلى المستوى المطلوب، ما يطرح العديد من التساؤلات بخصوص أهمية تواجده في كأس إفريقيا المقبلة، وهو الذي يحتاج، حسب المحللين، إلى فترة تأقلم أطول مع "الخضر". رياض محرز الحاضر الغائب ظهر رياض محرز، نجم نادي الأهلي السعودي، مرة أخرى بمستوى متواضع في مواجهة الصومال، استمرارا لما قدمه في الفترة الماضية من أداء متواضع لا يمثل مكانته في "الخضر" كقائد فعلي وملهم على أرضية الملعب، حيث بات بمثابة اللاعب الحاضر الغائب ودون لمسة واضحة في أداء المنتخب الوطني، في وقت كان من المفروض فيه أن يتقمص دور المنقذ وصاحب الحلول في الأوقات الصعبة. ويرى الكثير من المحللين بأن بلماضي مطالب بمراجعة حساباته بخصوص محرز، والضغط عليه "فنيا" لحمله على تقديم أفضل أداء ولن يمر ذلك إلاّ عبر إجلاسه على دكة البدلاء لإشعاره بضرورة النهوض من جديد، مع منح الفرصة لأسماء أخرى في هذا المنصب، وفي مقدمتهم آدم وناس، الذي يكتفي حاليا بدور "البديل الذهبي". الكرات الثابتة نقطة ضعف مقلقة تلقى المنتخب الوطني هدفا أمام الصومال عن طريق كرة ثابتة، وهو ما يؤكد استمرار هذه المشكلة في خط دفاع وتحولها إلى نقطة ضعف مقلقة، خاصة ونحن على أبواب كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، وهي المنافسة التي قد تكون فيها الكرات الثابتة حلا أساسيا للفوز في المباريات، لا سيما أنّها سلاح مهم في المستوى العالي. وأظهرت الكرات الثابتة هشاشة المنظومة الدفاعية في المنتخب الوطني، التي يشترك فيها بهذه الحال كل اللاعبين، على اعتبار أن الدفاع في هذه المرحلة من اللعب لا يقتصر على المدافعين بل أيضا على باقي اللاعبين، ما يستدعي من بلماضي إيجاد الحلول في أقرب وقت ممكن. ت. عمارة أصداء..أصداء..أصداء فوضى عارمة بعد نهاية مباراة "الخضر" والصومال شهدت نهاية مباراة الجزائروالصومال فوضى تنظيمية عارمة، تسببت في إلغاء المنطقة المختلطة التي كان من المنتظر تنظيمها بين وسائل الإعلام واللاعبين، حيث تواجد العديد من المناصرين في المنطقة التي يخرج منها اللاعبون بطريقة تطرح الكثير من التساؤلات حول الإجراءات التنظيمية المعتمدة، وهو ما حرم وسائل الإعلام من القيام بدورها. سليماني يصنع الحدث ويستنسخ تجربة براهيمي صنع مهاجم المنتخب الوطني، إسلام سليماني، الحدث في مباراة الصومال، ليس بتسجيله للهدف الثالث وتحقيقه رقما تاريخيا جديدا، لكن من خلال طريقة احتفاله، حيث طلب علم فلسطين من المدرجات للاحتفال بهدف وإبداء تضامنه مع الشعب الفلسطيني وضحايا العدوان الصهيوني الغاشم في غزة، في استنساخ لتجربة ياسين براهيمي، الذي احتفل بأحد أهدافه في الدوري القطري بهذه الطريقة. "الخضر" غادروا نحو مابوتو ليلة الخميس انتقل وفد المنتخب الوطني إلى العاصمة الموزمبيقية مابوتو مباشرة بعد نهاية مباراة الصومال، سهرة الخميس، وعلى وجه التحديد في الساعة الحادية عشر ليلا، وخاض زملاء ماندي سفرية في حدود العشر ساعات كاملة، ليصلوا صباح أمس هناك، وهذا حتى يكون بمقدور أشبال بلماضي الاسترجاع لمواجهة زوال الأحد أمام "الأفاعي السوداء"، بالنظر للفارق الزمني القصير بين المواجهتين. "الفاف" سخرت كل الوسائل لدعم بلماضي لم يتردد رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وليد صادي، في تسخير كل ظروف الراحة لبلماضي ولاعبيه في سفرية الموزمبيق، وظهر ذلك من خلال الطائرة التي تم تسخيرها للرحلة، حيث استقر على تخصيص طائرة كبيرة خاصة بالمسافات الطويلة، والتي لا تحتاج لفترة توقف خلال الرحلة، كما كان يتم في فترة سابقة عندما كانت الطائرة المقلة ل"الخضر" (طائرة مسافات متوسطة)، تضطر للهبوط في مطار جانت للتزود بالوقود، وهذا من أجل ربح الوقت وإراحة زملاء زروقي. منتخب موزمبيق وصل إلى مابوتو قبل "الخضر" وصل منتخب موزمبيق إلى عاصمة بلاده قبل المنتخب الوطني، فبعد الفوز الذي سجله في بوتسوانا، أول أمس، بثلاثة أهداف لهدفين، عاد مباشرة إلى بلاده ووصل هناك ليلة الخميس، مستفيدا من قرب المسافة بينه بوتسواناوالموزمبيق، حيث لا تتجاوز مدة الرحلة الجويّة الثلاث ساعات ونصف. تجنّد شعبي في الموزمبيق لتجاوز المنتخب الجزائري يستعد منتخب موزمبيق لمواجهة "الخضر"، غدا الأحد، في أجواء رائعة ومعنويات عالية، فضلا عن شغف شعبي وجماهيري منقطع النظير، لا سيما بعد عودته بالفوز في الجولة الأولى من بوتسوانا، ويتوقع أن يكون الحضور الجماهيري قياسيا في ملعب زيمبيتو الوطني، وسط آمال قوية لدى الموزمبيقيين على قدرة منتخبهم على مفاجأة زملاء ماندريا. جمعها: ت. عمارة