❊ إرادة قوية لتكريس نموذج اقتصادي متحرر من الذهنيات السابقة ❊ الجزائر الجديدة حريصة على بناء اقتصاد متنوع أساسه التصدير ❊ انطلقنا في مسيرة البناء وحافظنا على السيادة بفضل الرجال الشرفاء أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أول أمس، وجود إرادة قوية لتكريس أسس نموذج اقتصادي متحرر من الذهنيات والممارسات السابقة، التي أدت إلى تعطيل البلاد، مؤكدا أن سنة 2024 ستكون اقتصادية، مشددا على ضرورة السعي إلى بناء اقتصاد منتج ومتنوع قائم على التصدير بدعم من قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة مع تقليص الاستيراد، لما لها من قدرات في الابتكار ومساهمتها الكبرى في التشغيل، ورفع معدلات النمو. قال الرئيس تبون، في كلمته خلال إشرافه على لقاء مع رواد الأعمال الاقتصاديين، في ختام أيام "مقاولاتية الأعمال في قلب التجديد الاقتصادي الجزائري" المنظمة من طرف مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري، بالمركز الدولي للمؤتمرات "عبد اللطيف رحال"، أن سنة 2024 ستكون سنة اقتصادية على غرار السنة الجارية، مضيفا أن العام المقبل سيشهد المواصلة في تعزيز الاقتصادي الوطني، في سياق الإجراءات والترتيبات التي اتخذت خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وأوضح الرئيس انه سبق له منذ 6 سنوات، أن نادى بأخلقة الحياة الاقتصادية والسياسية، وعدم الخلط بينهما، مشيرا إلى أن الجزائر عاشت مرحلة كانت توجه فيها أموالها إلى مساعدة دول أخرى، حيث كان الاستيراد هو الأساس إلى ان جاء الحراك المبارك الذي انقذ الجزائر من انهيار كلي. كما أكد رئيس الجمهورية، أنه في نهاية 2019 كانت الجزائر على شفا حفرة من الانهيار والتوجه إلى المديونية الخارجية، مع تآكل خطير في احتياطي الصرف، حيث لم يتبقى سوى 40 مليار دولار، في حين فاقت واردات الجزائر 60 مليار دولار، إلا أنه بفضل الرجال الشرفاء تمكنت الجزائر من الحفاظ على سيادتها وانطلقت مسيرة البناء والتغيير وإحداث القطيعة الكاملة مع الممارسات السابقة، لتحقيق الإنعاش الاقتصادي في جزائر جديدة تحتضن الكفاءة وتشجع المبادرة وتحتفي بنجاح ابنائها في الداخل والخارج. الجزائر تتطلع لتكون رائدة في المؤسسات الناشئة ومن أجل تحقيق هذا المسعى، أكد الرئيس تبون على ضرورة مرافقة المؤسسات الناشئة، حيث أمر بتوفير الحماية للشباب المبدعين، مشيدا بالقدرات التي يتحلى بها الشباب الجزائري، لاسيما حاملو المشاريع المبتكرة وأصحاب المؤسسات الناشئة التي تتطلع بهم الجزائر لتكون رائدة قاريا في الميدان، مؤكدا أنهم يشكلون قاطرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. وأضاف رئيس الجمهورية أن مبادرات الشباب الخلاقة في مجال المقاولاتية، تبعث على الاطمئنان على مستقبل الجزائر، داعيا السلطات العمومية ورجال الاعمال ومجلس التجديد الاقتصادي الجزائري إلى المرافقة والتكفل بالمقاولين الشباب. وحيا الرئيس الإنجازات التي وصلت إليها المؤسسات الناشئة الجزائرية وروح الابداع والابتكار التي تميزها، مشيرا إلى أن الجزائر في 2019 كانت في نقطة الصفر في مجال المؤسسات الناشئة، إلا أنه بعد التكفل بالشباب من خلال خلق جو العمل وتوفير الامكانيات لهم، اصبحت الجزائر في موقع متوسط، وهو ما يدل على أن قطاع اقتصاد المعرفة يعكس صورة الجزائر المبتكرة والخلاقة للثروة والتي تفرض الاحترام بشكل أكبر. وأكد الرئيس تبون أنه بفضل العديد من الإجراءات التي اتخذت خلال الثلاث سنوات الأخيرة في المجال ذاته لتحسين مناخ المقاولاتية والابتكار، حسّنت الجزائر بشكل كبير من ترتيبها على الصعيد القاري في مجال المؤسسات الناشئة. وتابع بالقول"بهذا التحسن الذي يعكس التطور الاقتصادي الذي تعرفه الجزائر، تتطلع البلاد إلى أن تكون من الرواد دوليا في نشاط المؤسسات الناشئة والمبتكرة، لما له من دور في خلق الثروة والدفع بتنمية الاقتصاد الوطني الى الأمام"، مثمنا مبادرة مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري بتنظيم أيام المقاولاتية. وأكد الرئيس، أن ميدان المؤسسات المصغرة في الجزائر لطالما كان يكتسي طابعا اجتماعيا فقط بالنسبة للدولة، غير انه أضحى اليوم بمثابة قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، مشيرا إلى انه قبل 4 سنوات، كان الشباب الجامعي يأخذ الشهادات الجامعية لتقوية صفوف البطالين، إلا أنهم اليوم تحولوا إلى مشاريع خالقة للثروة من خلال مؤسساتهم الناشئة وخلق مناصب الشغل.