درست اللجنة الوطنية لاستراتيجية التحول إلى الكل رقمي أمس في ثاني اجتماع لها بالجزائر السبل والوسائل الكفيلة بإنشاء التلفزيون الرقمي الأرضي حسبما أكده بيان للجنة. وتم التذكير في هذا الخصوص بأن لجنة استراتيجية الكل رقمي قد أنشأها الوزير الأول السيد أحمد أويحيى تحت إشراف كاتب الدولة المكلف بالاتصال السيد عز الدين ميهوبي وتتكون من مجموع قطاعات النشاط المعنية بمسار الرقمنة. وقد تم إنشاء اللجنة بالنظر إلى الرهانات التقنية للرقمنة في العالم وبمقتضى توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة التي أعطاها خاصة في رسالته التي وجهها بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة إلى أسرة الصحافة والتي أكد فيها أن "الجزائر ليست بمعزل عن التحولات التي يشهدها العالم اليوم". وتابع رئيس الجمهورية يقول "إنها مطالبة بأن تكون على تواصل دائم مع التكنولوجيات الحديثة والرقمنة التي لم تعد خيارا بل حتمية تفرض على بلادنا العمل ضمن رؤية منسجمة بين كل القطاعات والانتقال من النظم التقليدية إلى العصرنة والتحول إلى الكل رقمي وتجاوز الفجوة الرقمية في هذا المجال". كما أشار إلى "أنها عوامل عدة أضحت عنوانا للحداثة والانخراط في فضاء مجتمعات المعرفة". في هذا الصدد عكفت لجنة الاستراتيجية الرقمية على دراسة المسائل البارزة والعاجلة التي تهمها. في هذا الإطار عكفت على إنشاء 5 لجان، ويتعلق الأمر باللجنة التقنية (المقاييس والمعايير في مجال البث الإذاعي الرقمي) ولجنة المضمون ولجنة العلاقات مع الصناعة والتجارة والمالية ولجنة الحصة الرقمية واللجنة القانونية. وأضاف البيان أن هذه اللجان مطالبة بعقد جلسات عملها "في أقرب الآجال" حسب الأولويات المسطرة. ومن هنا فقد "أدركت اللجنة مدى أهمية المواعيد العاجلة التي تنتظرها في إطار البرنامج الذي سطرته".فقد وضعت اللجنة رزنامة لتجسيد التلفزيون الرقمي الأرضي في المواعيد التي سطرتها ندوة جنيف 06 التي وضعت مخططا للموجات الرقمية والآجال المخصصة للمتعاملين. في هذا الصدد تمت مطالبة وتحسيس قطاع الصناعة بضرورة أن يعد من الآن مخطط الأعباء المتعلق بالأطراف المعنية حتى يوفر للمستهلك (المواطن) تجهيزات الاستقبال الخاصة بالتلفزيون الرقمي الأرضي (الهوائيات العادية ومفكك الشفرات الخاص بالتلفزيون الرقمي الأرضي) مع العلم أن نجاح التغطية بالتلفزيون الرقمي الأرضي يتوقف أساسا على توفير التجهيزات التي تسمح بالاستقبال الرقمي. كما أشارت اللجنة إلى أن نجاح التلفزيون الرقمي الأرضي في الجزائر مرهون بشكل أساسي بتوفير برامج رقمية تنافسية وذات نوعية وجذابة مع الأخذ في الحسبان البث عبر الأقمار الصناعية الموجه للجمهور بشكل عام. ومن أجل تجسيد هذه الرزنامة دعت اللجنة إلى تعبئة جميع قطاعات النشاط المعنية صناعة وتربية وبحث علمي وجامعات ومالية وتكنولوجيات الإعلام والاتصال إلخ. كما يرتقب تنظيم أيام دراسية وملتقيات وطنية ودولية في إطار العمل التحسيسي والحملة الإعلامية المقرر تنظيمها. وفي الأخير اتفق أعضاء اللجنة على الالتقاء بعد ثلاثة أشهر من أجل دراسة نتائج أشغال اللجان التي تم وضعها والتي ينبغي أن تعمل بالتوازي وأن تصادق على مخططات أعبائها قبل الاجتماع المقبل للجنة الوطنية للاستراتيجية الرقمية.