دافع الناخب الوطني، جمال بلماضي، عن قائد "الخضر"، رياض محرز، بعد الانتقادات القوية التي طالته عقب افتتاحية أنغولا، مشيرا إلى أن الأخير لن يتأثر بذلك ونفس الشيء بالنسبة له، لأنّه "غير منشغل بما يقوله الصحفيون والمحللون"، واصفا مباراة بوركينافاسو بالقوية، لكنها غير حاسمة في حسابات التأهل، مؤكدا بأن المنتخب الوطني جاهز للعب في أي توقيت، رغم اعترافه بوجود أفضلية ل«الخيول". ويواجه زوال اليوم، المنتخب الوطني نظيره البوركينابي على ملعب السلام في بواكي، لحساب الجولة الثانية من مرحلة المجموعات لكأس إفريقيا، بحثا عن تسجيل أول فوز له في المسابقة، بعد التعثر في الجولة الأولى أمام أنغولا (11)، في وقت فاز فيه أشبال فيلود على موريتانيا بهدف دون رد، وحتى يضع زملاء بن ناصر أنفسهم على طريق التأهل إلى الدور المقبل. قال بلماضي أمس، خلال الندوة الصحفية التي عقدها بملعب السلام ببواكي، ردا على سؤال متعلق بالانتقادات التي تعرض لها القائد محرز، ومدى تأثيرها عليه من الناحيتين الذهنية والنفسية قبل لقاء بوركينافاسو: "الانتقادات بحق رياض محرز ليست وليدة اليوم، وهي موجودة منذ عام 2019، ومتواصلة إلى غاية يومنا هذا"، وأضاف: "بالنسبة لي لست منشغلا بما يقوله الصحفيون والمحللون، أفضل التركيز على عملي مع المنتخب واللاعبين"، قبل أن يؤكد بأنّه ذات الانطباع والشعور الموجودان لدى نجم مانشستر سيتي السابق، قائلا: "رياض محرز هو بطل أوروبا (دوري أبطال أوروبا مع السيتي)، ولا يهتم بكل ما يقال من حوله، نحن نركز على عملنا وعلى مباراة بوركينافاسو فقط". هدفنا الفوز على بوركينافاسو وهذا ما ينقصنا إلى ذلك، وصف جمال بلماضي مواجهة بوركينافاسو بالقوية والمهمة، مشيرا إلى أن أهداف "الخضر" ثابتة وتتعلق بالفوز فقط، وصرح بهذا الخصوص: "قبل مواجهة أنغولا كنا نبحث عن الفوز، لكننا فشلنا في تحقيق ذلك، الآن نحن ملزمون بالتدارك أمام بوركينافاسو"، مضيفا: "منتخب بوركينافاسو قوي وأظهر ذلك في مباراته الأولى أمام موريتانيا، وحتى نتائجه في كأّس أمم إفريقيا الماضية تثبت ذلك (احتل المركز الرابع).."، رافضا بالمناسبة وصف مواجهة اليوم بالحاسمة والمصيرية، وقال بهذا الخصوص: "مباراة بوركينافاسو مهمة، لكنها ليست مصيرية ولن تكون حاسمة في حسابات التأهل، لأنه ستتبقى لنا مباراة ثالثة أمام موريتانيا". واعترف مدرب "الخضر" بمعاناة تشكيلته من نقص الفعالية وافتقادها للمسة الأخيرة، التي كانت سببا مباشرا، على حد تعبيره، في تضييع الفوز خلال المواجهة الأولى، وقال بهذا الشأن: "لقد صنعنا العديد من الفرص في المباراة الأولى أمام أنغولا، لكننا ضيعناها ولم نستغل فرصة مرحلتنا القوية خلال المباراة"، وأوضح: "تنقصنا اللمسة الأخيرة والفعالية، علينا العمل كثيرا من هذه الناحية ومحاولة تصحيح الوضع. يجب أن نتحلى بالرزانة والثقة في اللمسة الأخيرة". نسينا خيبة الكاميرون ولا نبكي على الأطلال من جهة أخرى، شدد بلماضي على أنه ولاعبيه تجاوزوا نهائيا خيبة كأس إفريقيا بالكاميرون، بعد خروجهم من الدور الأول، ولن يتأثروا لا بهذه الذكرى السيئة ولن يبقوا مختفين في نفس الوقت وراء إنجاز 2019 بمصر، ورد على سؤال متكرر بهذا الشأن، قائلا: "لقد نسينا خيبة الكاميرون ودخلنا مرحلة جديدة، لا نبكي على الأطلال ولا ماضينا رغم أن تلك التجربة كانت قاسية جدا، كما أننا لا نريد الاختفاء وراء إنجاز 2019"، وتابع: "نحن نستلهم من تجاربنا السابقة سواء كانت جيّدة أو سيئة، لقد استخلصنا الدرس وسنسعى لتقديم الأفضل"، وختم: "هناك فترات صعود وهبوط، وبعد أن تسقط عليك النهوض من جديد". بوركينافاسو متعود على توقيت المباراة لكننا جاهزون أما بخصوص توقيت المباراة، الساعة الثانية زوالا بتوقيت كوت ديفوار، الثالثة مساء بتوقيت الجزائر، والذي يعرف وصول درجات الحرارة هنا ببواكي إلى أعلى مستوياتها، فبدا بلماضي غير قلق من الأمر، رغم اعترافه بأفضلية "الخيول" من هذه الناحية، وصرح: "منتخب بوركينافاسو سيلعب مباراته الثانية في هذا التوقيت، لديهم الأفضلية بخصوص هذه الجزئية"، قبل أن يتابع: "لكننا أخذنا هذا العامل بعين الاعتبار وحضرنا له جيدا، لقد خضنا ودية بورندي في نفس الظروف"، وزاد: "لكن هذا العامل لا يشغل بالنا حاليا، وجاهزون للعب في أي توقيت"، وشدد بلماضي في سياق آخر، على تأكيد تذليل الفوارق بين المنتخبات الإفريقية، وعدم وجودة منتخبات قوية وأخرى ضعيفة، تبعا لنتائج المباريات الأولى في "الكان"، وصرح: "النتائج المسجلة لحد الآن، أثبتت بأنّه لا وجود لمنتخبات قوية وأخرى ضعيفة في إفريقيا"، قبل أن يرفض مدرب "المحاربين" الإجابة عن سؤال بخصوص التغييرات، التي سيجريها في مباراة بوركينافاسو، قبل أن يبدي إعجابه بالمنتخب الموريتاني، الذي أكد بأنه لم يفاجئه بحكم تواجده في كأس إفريقيا للمرة الثالثة على التوالي، مع تحقيقه لتقدم وتطور كبيرين في مستواه. لم يكن هناك اختلال توازن فني في مواجهة أنغولا وفي سياق آخر، برر جمال بلماضي اختلال التوازن الفني في اللقاء الأول أمام أنغولا، واللعب أكثر على الجهة اليسرى مقارنة بالجهة اليمنى، التي كان يشغلها محرز وعطال، ب«ظروف ومعطيات اللقاء"، وأوضح بهذا الخصوص: "لا أظن بأن هناك خللا بهذا الخصوص، بل الأمر مرتبط بالمنافس وظروف المواجهة أكثر من أي شيء آخر"، وتابع: "صحيح أن الجهة اليسرى كانت فعالة بوجود آيت نوري وبن ناصر وبلايلي، صنعنا العديد من الفرص وكنا قادرين على تسجيل أهداف كثيرة، لكننا فشلنا في ذلك"، مضيفا: "مثل هذه الأمور الفنية تحدث وعلينا التعامل مع معطيات كل لقاء بالطريقة المناسبة وتحقيق التوازن المطلوب".