❊ التدخلات الأجنبية من أسباب استمرار الأزمة الليبية لأكثر من 13 سنة ❊ لا يجوز الاستهانة بقوة الجزائر والثورة التحريرية حرّرت نصف إفريقيا ❊ بوغرارة: ثقل الجزائر الدبلوماسي جنّب منطقة الساحل حربا مدمّرة في النيجر أكد اللواء المتقاعد عبد العزيز مجاهد المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، بأن الجزائر سترافع من أجل تسوية النزاعات داخل القارة الإفريقية عبر الطرق السلمية والحوار بعيدا عن التدخلات الخارجية الأجنبية، مشدّدا على أن هذه الرؤية دأبت الجزائر الدفاع عنها في كل المحافل الدولية منذ عقود وتجلى ذلك مع قمة دول الاتحاد الإفريقي عام 1966 بحضور الآباء المؤسّسين للاتحاد، قبل أن تنتقل إلى المطالبة بنظام عالمي أكثر عدلا خلال 50 سنة الماضية . أوضح مجاهد خلال مشاركته، أمس، في برنامج "فوروم الأولى" للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، أن مشاركة الجزائر بدءا من اليوم في اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا بالعاصمة الكونغولية برازافيل، بوفد يقوده الوزير الأول نذير العرباوي، يأتي لتأكيد هذا المسعى الراسخ للدبلوماسية الجزائرية في تشجيع الحوار ونبذ الخلافات ما بين الليبيين والمضي قدما في بناء مؤسسات دستورية منتخبة بعيدا عن الإملاءات الخارجية. وأضاف قائلا إن "العالم اليوم يدار عبر الأزمات لإضعاف الدول العربية والإفريقية وتكريس الهيمنة الأجنبية، ويجب العمل على وقف هذه التدخلات في شؤون القارة وهي من الأسباب الرئيسية في استمرار الأزمة الليبية منذ أكثر من 13 سنة" . وبرأي المتحدث "يجب أن تكون هناك مقاربة موضوعية وحذرة للنزاعات والقضايا الشائكة في القارة الإفريقية من خلال تنوير الرأي العام أولا بأولئك الذين يقومون بأدوار إيجابية، وثانيا العمل على كشف الأدوار السلبية لبعض الأطراف والتي تعمل على إعاقة بناء مؤسسات سيادية قوية". واسترسل مجاهد قائلا إن "القارة الإفريقية اليوم محل اهتمام كبير من القوى الرئيسية في العالم لما تزخر به من إمكانيات وثروات وموقع استراتيجي، يتعين علينا حسن استخدامها وتوظيفها من أجل الدفاع الجيد عن مصالح القارة، وتجلى مثل هذا الاهتمام خلال الجولة الأخيرة لكاتب الدولة الأمريكي للخارجية للدول الأربع المطلة على المحيط الأطلسي في أعقاب نجاح القارة في طرد المستعمر القديم وسعيها لتشكيل جبهة جديدة وتمتين العلاقات معها ". في هذا السياق، قال مجاهد إنه يتعين علينا اعتماد مقاربة براغماتية جديدة في التعاطي مع القوى العظمى لا ترتكز على التعاون فقط، إنما تقوم على فكرة تبادل المنافع، مشيرا إلى أنه "لا يجوز الاستهانة بقوة الجزائر والتركيز فقط على السلبيات لأنها موجودة في كل مكان.. ولكن يجب التأكيد على أن الثورة الجزائرية ساهمت في تحرير نصف القارة الإفريقية". وذكر بشهادة الراحل نلسون مانديلا الذي صرح قائلا، "الجزائر جعلت مني إنسانا." من جهته، تحدث حكيم بوغرارة، أستاذ الإعلام بجامعة المدية، بأن الجزائر ظلت تعمل منذ استقلالها على تقوية الصوت الإفريقي في المحافل الدولية وفقا لخارطة طريق تقوم على عديد المبادئ ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول القارة واستعادة سيادة القرار الإفريقي، غير أن هذا المسعى اصطدم بقوى أجنبية تعمل باستمرار على إحداث اختراقات من أجل تقوية نفوذها ومصالحها. وأوضح أن الجزائر عملت في الأشهر الأخيرة على تجنيب منطقة الساحل ويلات حرب مدمّرة في النيجر، عندما استخدمت ثقلها السياسي في منع حدوث صدام عسكري بالمنطقة يضر بأمن الجزائر والأمن الإفريقي وتكون له انعكاسات دراماتيكية على شعوب منطقة الساحل.