تتصاعد المخاوف بشدة وتتوالى التحذيرات الدولية والأممية من مغبة اجتياح قوات الاحتلال الصهيونية لمدينة رفح التي يتكدس بها حاليا ما لا يقل عن مليون و400 ألف فلسطيني انعدمت بهم كل سبل الحياة في ظل الحصار الصهيوني الخانق والقصف المتواصل. أكدت كندا، أمس، أن الهجوم البري المحتمل للاحتلال الصهيوني على مدينة رفح "سيكون مدمرا بالنسبة للفلسطينيين"، مشدّدة على أنه لا مكان لهؤلاء بإمكانهم الذهاب إليه، وقالت وزيرة خارجيتها، ميلاني جولي، إنها "قلقة للغاية إزاء ما يحدث في غزة وخصوصا رفح.. العملية ستكون مدمرة.. وهي مدمرة للفلسطينيين وكل من يسعون إلى الاحتماء"، مضيفة أن طلب المسؤولين الصهاينة للفلسطينيين بالمغادرة مرة أخرى "غير مقبول.. لأنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه ولهذا السبب نحتاج إلى وقف إطلاق النار بشكل دائم". وتلتحق كندا بمجموعة من الدول الغربية التي سبقت أن استنكرت قرار الكيان الصهيوني بشنّ هجوم عسكري بري على مدينة رفح ومنها الولاياتالمتحدةالأمريكيةوبريطانيا وألمانيا وفرنسا.من جهته أدان رئيس كوبا، ميغيل دياز كانيل، عدوان الاحتلال الصهيوني على رفح، واصفا إياه ب"الفظيع". وقال عبر صفحته على منصة "اكس" إن الاحتلال الصهيوني "ارتكب إبادة جماعية وهاجم المكان الذي لجأ إليه أكثر من مليون فلسطيني بوحشية"، مدينا بأشد العبارات ما يحدث في غزة.أما الصين، فقد دعت الكيان الصهيوني إلى وقف عدوانه على قطاع غزة في أقرب وقت ممكن وبذل كل ما في وسعه لتجنب سقوط ضحايا بين المدنيين الأبرياء ومنع وقوع كارثة إنسانية أكثر تدميرا في رفح بجنوب قطاع غزة، مؤكدة معارضتها وإدانتها للأعمال التي ترتكب ضد المدنيين والقانون الدولي. كما حذّر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال مؤتمر الشرق الأوسط الثالث عشر لنادي "فالداي" الدولي للحوار، من اعتزام الكيان الصهيوني تنفيذ عدوان بري على رفح، قائلا إن "روسيا لا ترى آفاقا لتحقيق الاستقرار" في ضوء ذلك. وشدّد على أن القضية الفلسطينية التي طال أمدها ولم تتم تسويتها هي العامل الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط، مضيفا أن "الولاياتالمتحدة تعمل في الوقت الحالي على فرض وصفاتها المنفصلة عن الواقع وفرض حلول أحادية الجانب لا تأخذ في الاعتبار الوضع الخاص للبلدان والمنطقة". وأدانت فنزويلا بشدة العدوان الصهيوني، حيث حذر بيان لوزارة خارجيته من أن "هذه الأفعال الوحشية واللاإنسانية تساهم في تفاقم عواقب وظروف التدهور التي يعيشها السكان في قطاع غزة وتمنع وصول المساعدات الإنسانية الأساسية من أجل البقاء على قيد الحياة". ودعت الأممالمتحدة والمجتمع الدولي إلى "اتخاذ قرارات عاجلة" لمنع الاحتلال من مواصلة عمليات الابادة بحق الفلسطينيين. كما أعربت عن استعدادها "لمواصلة دعم المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف نهائي لإطلاق النار والاعتراف الدولي بفلسطين كدولة حرة وذات سيادة". وجاء موقف رئيس وزراء اسكتلندا، حمزة يوسف، منتقدا للحكومة والمعارضة في بريطانيا لرفضهما الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة. وطالبهما في منشور له عبر منصة "إكس" بأن "يطأطئوا رأسهم خزيا، ونحن نشهد مجزرة يقتل فيها آلاف النساء والأطفال في غزة"، مرفقا المنشور باقتباسات من رسالة بعث بها زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي، ستيفن فلين، إلى رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، وزعيم حزب العمل المعارض، كير ستارمر، يحثهما فيها على دعم دعوات الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة. ويواصل مفوض الأممالمتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، دق ناقوس الخطر من أن أي توغل عسكري الصهيوني لرفح "سيكون مرعبا" نظرا لإمكانية تعرض عدد كبير للغاية من المدنيين ومعظمهم من الأطفال والنساء للقتل والإصابة. وحذّرت منظمة العفو الدولية من "خطر إبادة جماعية حقيقي ووشيك" بمدينة رفح، لافتة إلى أنه لا يوجد مكان للمدنيين يذهبون إليه هربا من قصف الاحتلال الصهيوني المتواصل على القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر. ونفس موقف التحذير، عبرت عنه منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية التي شددت على أن إجبار الاحتلال الصهيوني 1.4 مليون نازح فلسطيني بمدينة رفح على الإخلاء مجددا "غير قانوني وستكون له عواقب كارثية".