❊ الجزائر تكسب ثقة المستوردين بدبلوماسيتها الداعية للسلم ❊ المنتدى مطالب بآليات تجعل التسعيرة تتأقلم مع التحولات العالمية ❊ دور وموقع الجزائر في إفريقيا يجعلها تحتل مكانة هامة كبلد منتج أكد الخبير في الفكر السياسي والعلاقات الدولية الاقتصادية، رائد المصري، أهمية الدور الذي تضطلع به الجزائر في إفريقيا، وقوة دبلوماسيتها الداعية للسلم والاستقرار والرافضة للنزاعات أعطاها مكانة هامة في سوق الغاز، معتبرا أن القمة السابعة لمنتدى الغاز التي ستحتضنها الجزائر نهاية الشهر الجاري، ستشكل لبنة لبداية كسر هيمنة التكتلات الاقتصادية العالمية الكبرى لتحقيق استقلالية وسيادة الدول المصدّرة للغاز. أوضح المصري، خلال ندوة نظمتها الإذاعة الجزائرية، أمس، بأن الجزائر تحظى بمكانة عالمية محترمة كبلد منتج ومصدّر للغاز، بفضل احترام التزاماتها وسياستها الخارجية الرافضة للتدخل في النزاعات وفي الشؤون الداخلية للدول، حيث لم يسبق للجزائر أن تسبّبت في خلق أي صراع مع أي بلد، بل على عكس ذلك تسعى دائما لحل النزاعات في العالم. وأفاد المختص في العلاقات الدولية الاقتصادية، أن الدبلوماسية الجزائرية اتخذت كل احتياطاتها وراجعت حساباتها جيدا في مجال الطاقة، باستخلاص الدروس من الأزمات وما يمكن أن يتولّد من أطماع أجنبية، وهو ما أدى إلى تعزيز أمنها الطاقوي من خلال عدم السماح بأي تدخل ولا الرضوخ لضغوطات التكتلات الكبرى والشركات متعددة الجنسيات. وأضاف أن الجزائر عرفت جيدا كيف تتحكّم في زمام الأمور من خلال استثماراتها للحفاظ على الأمن القومي، ولم تنبهر في سياقات العولمة الاستثمارية التي تريد أن تبحث عن ملاذات آمنة في الاستثمارات بإقامة "جنّات ضريبية" تجلب الاستثمارات كما تقوم به بعض البلدان. واعتبر أن القمة السابعة لمنتدى الدول المصدّرة للغاز لها أهمية كبيرة في تجسيد التكامل والتوازن بين الدول الأعضاء، كونها تملك المعادلات الطاقوية للتحكّم في هذه المادة الحيوية. وأشار المصري، إلى أن القمّة جاءت في وقت بدأت تظهر فيه بوادر تشكّل نظام عالمي في الطاقة، الأمر الذي يتطلب تشكيل تلاحم بين الدول الأعضاء لتكون طاقة قوية قادرة على كسر الهيمنة الأمريكية، وتجعلها مجبرة على السير في السياق الذي يحدده التكتل، مؤكدا أنه في حال تجسيد هذا التوقع فسيكون المنتدى كتكتل قوي قادر على التفاوض من مركز قوة لتحديد الأسعار. ويرى بأن قمّة الجزائر ستشكّل المفصل الأساسي الذي ستبدأ بموجبه دول المنتدى التي تسيطر على نسبة 70 بالمائة من الاحتياط العالمي للغاز، تتخذ قراراتها الاقتصادية بطريقة مستقلّة بدون هيمنة التكتلات الاقتصادية العالمية. وأكد المصري، أن موقع الجزائر الجغرافي في المنطقة الإفريقية وعلى الساحل المتوسط وقربها من الاتحاد الأوروبي، أعطاها مميزات هائلة في سوق الغاز على عكس العديد من الدول الأعضاء التي تملك إمكانيات لكن موقعها الجغرافي بعيد، مشيرا إلى أنه إذا كانت نظرة الجزائر متكاملة مع تكتل منتجي الغاز فهذا سيمكّن من التحكم في 45 بالمائة من مصادر الغاز حول العالم، موضحا أن هذا التكامل لا يعني بالضرورة تطابق في الرؤى، بل توافق لحماية مصالح المنتجين من التدخلات حتى لا تكون هذه الثروة محل اغتصاب من الدول الكبرى. كما يرى الخبير، أنه في حال انضمام فاعلين آخرين من منظمة (أوبك) إلى منتدى الغاز، فهذا يعني أن هذا التكتل سيتمكن من تفضيل وحدة سعرية على مستوى العالم. من جهته أكد مدير البحث بالمعهد الجزائري للبترول، محمد خوجة، أهمية الغاز كطاقة نظيفة لا يزال استهلاكها متواصلا إلى غاية 2050، الأمر الذي يستدعي الخروج بإعلان قوي من خلال قمّة الجزائر من شأنه تقوية صف الدول المنتجة للغاز لمواجهة ضغوطات الدول المستهلكة وتحديد مستقبل الغاز. كما توقع خوجة، أن تناقش قمّة منتدى الغاز مسألة التسعيرة بإيجاد آليات جديدة ستجعل سعر الغاز يتأقلم مع التحولات الأمنية والجيواستراتيجية.