أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس، أن العجز الدولي والغطاء الأمريكي لجريمة التجويع التي يستخدمها الاحتلال كسلاح لتحقيق أهداف سياسية في قطاع غزة ما هو إلا "وصمة عار على جبين الإنسانية لن يمحوها التاريخ". حذّرت "حماس" في بيان لها من تواصل فصول المجاعة التي يتخبط فيها أبناء الشعب الفلسطيني في شمال قطاع غزة بفعل الحصار وحرب التجويع التي يشنّها الاحتلال وجيشه النازي على مسمع ومرأى من العالم في تحد للمجتمع الدولي وكافة القوانين التي وضعها بهدف حماية المدنيين وضمان تأمين احتياجاتهم من غداء وماء ودواء خلال النزاعات والحروب. وقالت إنه وبعد مرور شهر على قرارات محكمة العدل الدولية التي أمرت فيها بإجراءات لوقف أي أعمال تفضي إلى الإبادة في قطاع غزة، يقف العالم اليوم شاهدا على تصاعد جرائم الاحتلال وانتهاكاته وحربه لتجويع الشعب الفلسطيني في شمال القطاع بهدف إخضاعه وكسر إرادته وعقابه على مقاومته لمشاريع التهجير القسري. وهو ما يتطلب، حسب حماس، موقفا واضحا من محكمة لاهاي ومن المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان الفاشي ومحاسبة قادة الاحتلال المجرمين، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن تستر الإدارة الأمريكية خلف تصريحات مضللة حول الوضع الإنساني في غزة، لن يعفيها من مسؤوليتها ومشاركتها في جرائم الحرب التي ترتكب بحق المدنيين العزل. ويعتمد الاحتلال الصهيوني سياسة التجويع كوسيلة حرب ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة بالتزامن مع تواصل عدوانه الهمجي غير المسبوق على هذا الأخير للشهر الخامس على التوالي والذي خلف قرابة 30 ألف شهيد وأكثر من 70 ألف مصاب. ويتعمد منع وصول المساعدات الإنسانية والغداء والماء والوقود، إضافة إلى إتلاف المحاصيل الزراعية لمنع الفلسطينيين من التزوّد بشكل تام بالمواد الحيوية في شكل من أشكال الإبادة الجماعية والقضاء على الوجود الفلسطيني. كما قطع الكهرباء ومنع دخول الوقود وهو ما تسبب في توقف كامل عمل محطات استخراج المياه ومحطات تحليتها ومعالجتها، إضافة إلى توقف عمل أغلب المستشفيات والمرافق الطبية في مسعى يهدف للقضاء التام على كل الموارد الاساسية في القطاع، الذي هو في الأصل محاصر منذ أكثر من 16 عاما. وتزامنا مع قصف قوات الاحتلال لقوافل المساعدات وإطلاق النار عليها واستهدافها، تفتك مجاعة حقيقة بسكان غزة، خاصة في شمال القطاع، حيث تتوالى التحذيرات الاممية والدولية من كارثة إنسانية عالمية وشيكة. وبينما أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال ارتكب 375 مجزرة أسفرت عن ارتقاء 3525 شهيد منذ أن أمرته العدل الدولية قبل شهر بالعمل على وقف الإبادة بغزة، يواصل الاحتلال انتهاج سياسته دون أدنى اكتراث بالمواثيق والقوانين الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية التي طالبته بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية والغداء إلى السكان الذين هم في أشد الحاجة إليها داخل القطاع. وفي هذا السياق، أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش" أمس، أن إسرائيل لم تلتزم بأمر محكمة العدل الدولية المتعلق بتقديم المساعدات في غزة، مستدلة بانخفاض المتوسط اليومي لعدد الشاحنات التي تدخل القطاع في الأسابيع التي تلت القرار بنسبة 30%.