اعترف الدولي الجزائري ياسين بن زية، أنّه لم يفقد الأمل أبدا في العودة إلى المنتخب الوطني بعد غياب طويل استمر حوالي 5 سنوات، تسبّب فيه التهميش، وحادث السير الخطير الذي تعرّض له، مشيرا إلى أنّه سعيد حاليا بعودته الموفّقة وتألّقه الملفت خلال مباراتي بوليفياوجنوب إفريقيا، حيث سجّل هدفا عالميا يرشّحه الكثير للفوز بجائزة "بوشكاش" لأحسن هدف، حيث وصفه بالهدف "المجنون". كان بن زية، النجم الأوّل في تربّص "الخضر" الأخير، بعد أن نجح في تسجيل ثلاثة أهداف كاملة وتقديم كرة حاسمة، لينجح في البصم على عودة استثنائية ل"الخضر"، وقال بهذا الخصوص في تصريح للقناة الرسمية ل"الفاف" على منصة "يوتيوب": "فخور بالعودة من جديد، فقد مرّت 5 سنوات منذ آخر مرة تم استدعائي فيها، لقد بذلت جهدًا كبيرًا ومررت بتحديات عديدة، لكنني لم أفقد الأمل أبدا"، وزاد " كان هدفي الرئيس هو العودة إلى المنتخب الوطني، تسجيل الأهداف مع المنتخب فور عودتي، جعلني أشعر بسعادة بالغة"، وعن الأجواء التي وجدها داخل التربص، أكّد "كانت لحظات مليئة بالحنين بسبب طول الغياب، لكن سرعان ما شعرت بالانخراط، بسبب معرفتي بالمكان وبعض الأشخاص الذين يعملون منذ فترة بمركز سيدي موسى وحتى بعض اللاعبين، على غرار ماندي وبراهيمي"، وتابع "هذه العودة أثلجت صدري وأشعرتني بالراحة"، قبل أن يعترف بتعرّضه للتهميش خلال فترة المدرب السابق جمال بلماضي، وصرح "لقد كانت عودتي تحديًا شخصيًا، البعض تجاهلني لكنّني كنت أعمل بجدّ وأتدرّب يوميًا، ورؤية نتائج عملي تحفّزني لأبذل جهدًا أكبر". كما تحدّث نجم نادي "كاراباخ" الأذربيجاني، عن اندماجه السريع في المنتخب، رغم ابتعاده الطويل عنه، وصرح بهذا الشأن "قد أكون متحفّظًا بطبعي، لكنّني أتفاهم مع الجميع وغالبًا ما تجدني مبتسمًا، حاليا أنا أمرّ بفترة انتقالية، فقبل سنوات كنت أعتبر نفسي من الشباب في المنتخب الوطني، أما الآن فأجد نفسي في مكان بين الجيل الصغير والجيل الكبير"، وأوضح "أعتقد أنّني في المرحلة المثالية لاكتساب الخبرة الكافية، لقد خضت العديد من المباريات، وعندما تبلغ سن 29 عاما ستفهم نفسك أكثر، وأنا أشعر بأنّني أكثر نضجا الآن"، وأردف "سأحرص على نقل هذه الخبرة إلى المجموعة بأفضل طريقة ممكنة". وعن قصة كفاحه والنهوض من جديد بعد حادث السير الذي تعرّض له قبل سنوات، وفقدانه لأصبعين في يده اليسرى، كشف بن زية "لقد كانت أوقاتا صعبة وحزينة للغاية، لكنّنا مؤمنون ونعلم أنّها أقدار الله، نحن نرتكب أخطاء في الحياة، لكنّنا نحاول دائما أن نتداركها، الحمد لله، أنّني كنت محاطا بالعائلة وأصدقائي المقربين ووكيل أعمالي، كلّهم ساهموا في دعمي، هذا ساعدني كثيرا في تجاوز المحنة"، وأضاف "اللعب بواق في يدي لا يعيقني ولا يؤثر عليّ، لقد اعتدت على الأمر". أعرف بأنّني سجّلت هدفا مجنونا وعاد بن زية إلى الهدف البهلواني الرائع، الذي سجّله في مرمى جنوب إفريقيا، وقال في تصريح لصحيفة "ليكيب" الفرنسية "شاهدت بكرار يدخل منطقة العمليات ويستعد لتمرير الكرة إليّ، لقد درست الموقف واللقطة مسبقًا في ذهني وقلت عليك أن تضرب"، وأوضح "وصلتني التمريرة وظهري إلى المرمى، بصراحة تمرّ الفكرة بسرعة كبيرة وهي دائمًا نفسها، يجب أن أضرب"، وأردف "بلمسة واحدة رفعت الكرة بقدمي اليمنى وأتبعتها بمقصية بقدمي اليسرى، الجميع ذهل بهدفي، كنت أضحك لأنّني أعلم أنّني سجلت هدفًا مجنونًا"، وزاد "أعلم أنّ الأمر قد يبدو جنونيًا، لكنني لم أتفاجأ، فهذه الأمور هي بداخلي، إنّها تمثّل كرة القدم الخاصة بي"، وختم "عندما كنت صغيرًا في ليون، كنت ألعب كرقم 9، كان لديّ دائمًا موهبة وكان لديّ دائمًا تموقع في منطقة الجزاء، أتخيّل بسرعة الهدف وموقع المنافس وحارس المرمى".