نصّب ياسين بن زية نفسه كأفضل لاعب في مقابلتي المنتخب الوطني عن جدارة واستحقاق، بعد تألقه اللافت خلال مواجهتي بوليفياوجنوب إفريقيا الوديتين، حيث نجح في منح الإضافة التي كان يحتاجها المنتخب بعد قيام المدرب الجديد بتغيير طريقة اللعب، والتي ناسبت إلى حد كبير إمكانيات خريج مدرسة ليون الفرنسية . صنع بن زية الحدث خلال مواجهتي بوليفيا وخاصة أمام جنوب إفريقيا، بعد أن نجح في تسجيل ثنائية وصناعة هدف آخر للقائد ياسين براهيمي، وهو ما يؤكد أن اللاعب وجد ضالته مع المنتخب، والمدرب بيتكوفيتش هو الآخر وجد اللاعب الذي يبحث عنه في مركز وسط ميدان هجومي . تألق بن زية مع المنتخب هو استمرارية لتألقه مع فريقه كاراباخ الأذربيجاني، حيث يعد بن زية أبرز عناصره بدليل الأهداف العديدة التي سجلها في المنافسة الأوروبية، وكانت بصمته واضحة مع فريقه الجديد الذي نجح في إعادة البريق إلى مشواره الذي كان على مشارف النهاية سنة 2020، بعد حادث المرور الأليم الذي تعرض له وكاد يودي بحياته . من الناحية الفنية كان بن زية اللاعب الذي يبحث عنه بيتكوفيتش، حيث كان هذا الأخير يريد إيجاد طريقة لصنع الخطر من العمق وتفادي اللجوء الى الطرق التقليدية، وهي الاعتماد على لاعبي الأجنحة، والتي كانت نقطة قوة المنتخب في السنوات الماضية مع تواجد محرز وبلايلي . الطريقة الجديدة التي ينتهجها المنتخب تحت قيادة بيتكوفيتش تعتمد على استعمال طرق مختلفة لصناعة الفرص، والتي يبقى أهمها الدخول من العمق وهو الأمر الذي يجيده بن زية جيدا، حيث كان في كل كرة يصنع الفارق بفضل حسن تمركزه داخل منطقة الجزاء كمهاجم ثاني . تألق بن زية في المباراة الأولى أمام بوليفيا جعله يتحرر من الناحية النفسية أمام جنوب إفريقيا، حيث كان رجل المباراة من خلال تسجيل هدفين وصناعة آخر، ولكن الهدف الثاني الذي سجله سيبقى عالقا في ذهنه خاصة أنه من بين أجمل الأهداف التي سجلت في تاريخ المنتخب الوطني، وسيبقى راسخا في ذهن كل من تابعه بحكم أنه ناتج عن مجهود شخصي للاعب الذي أكد من خلاله أنه جاهز لتقديم الإضافة للمنتخب . عودة بن زية هذا الموسم بقوة سواء مع فريقه كاراباخ الأذربيجاني أو تواجده مع المنتخب الوطني، يعكس الطموح والرغبة التي يتمتع بها اللاعب الذي كان على مشارف فقدان حياته، بعد حادث المرور الأليم الذي تعرض له في ماي 2020 عندما كان لاعبا لفريق ديجون الفرنسي . تعرض بن زية لإصابة خطيرة على مستوى يده تطلبت إجراء 10 عمليات جراحية، تسببت إحداها في بتر إبهامه. مسيرة بن زية الرياضية تأثرت كثيرا بهذا الحادث ورغم أنه لاعب مميز وله الكثير من الإمكانيات، ولكن لم يجد أفضل من عرض نادي كاراباخ الأذربيجاني من أجل قبوله، وما ساعده على البروز أن ناديه مداوم على المشاركة في كل موسم في المسابقات الأوروبية سواء رابطة الأبطال أو الدوري الأوروبي . تألق بن زية مع فريقه وأيضا مع المنتخب سيفتح أمامه أبواب العودة من جديد إلى الواجهة من خلال الانتقال إلى فريق تنافسي أكثر، وفي بطولة أقوى من بطولة أذربيجان وهو الأمر الذي سينعكس إيجابا على إمكانياته الفنية، وأيضا سيساعده على مواصلة التألق مع المنتخب الوطني .