قال امحمد خداد عضو الوفد الصحراوي المشارك في جلسة المفاوضات غير الرسمية مع المغرب بالعاصمة النمساوية أمس أن جلسة المفاوضات التي تمت تحت رعاية مباشرة من طرف الموفد الأممي الجديد تم خلالها معرفة مواقف طرفي النزاع في كيفية تطبيق مضمون لائحة مجلس الأمن الدولي 1871 والتي أشارت إلى أن حل النزاع في الصحراء الغربية يجب ان يضمن حل تقرير المصير للشعب الصحراوي. وأكد خداد في حديث ل"المساء" مباشرة بعد عودته من فيينا أن المغرب تمسك بمواقفه المتعنتة معيدا بذلك الترويج لبضاعة قديمة ضمن طبعة جديدة مرفوضة في إشارة إلى فكرة الحكم الذاتي التي تريد الرباط فرضها على الصحراويين. وقال إنه على نقيض ذلك جدد الوفد الصحراوي رفضه لأي حل أحادي الجانب في نفس الوقت الذي أبدى فيه تفتحه على كل الخيارات المطروحة. وقال عضو الوفد الصحراوي أن رفض فكرة حل أحادي الجانب ليست وجهة نظر جبهة البوليزاريو وحدها وإنما هي موقف كل المجموعة الدولية التي أكدت ذلك من خلال كل اللوائح التي أصدرها مجلس الأمن الدولي. وحول سير النقاش خلال الجلسة غير الرسمية بين طرفي النزاع أكد محمد خداد أنه كان معمقا وصريحا دافع خلاله كل طرف على موقفه. وأكد المسؤول الصحراوي في سياق تصريحه حول تصريحات وزير الخارجية المغربي طيب فاسي الفهري مباشرة بعد انتهاء المفاوضات أنها تصريحات تتناقض مع ما التزم به خلال جلسة النقاش حيث أكد مرارا على أن الحل لن يكون إلا مع جبهة البوليزاريو وعلى استعداد بلاده الاستمرار في جلسات التفاوض بنفس درجة الاستعداد التي أبداها الطرف الصحراوي ولكن مع رفض أي حل أحادي الجانب. وكان طيب فاسي الفهري أكد في تصريحات أدلى بها مباشرة بعد اجتماع العاصمة النمساوية أن فكرة الحكم الذاتي هي الحل الوحيد لنزاع الصحراء الغربية وأن الصحراء الغربية ستبقى مغربية. واعتبر المفاوض الصحراوي أن ذلك لم يكن سوى طريقة منه لإرضاء الرأي العام المغربي بدليل أنه في الجلسة المغلقة أكد على الاستمرار في المفاوضات رغم رفضنا فكرة الحل الأحادي الجانب. وحول جلسة الحوار القادمة والغموض الذي اكتنف تصريح روس بخصوصها قال امحمد خداد أن تحديد طبيعتها وتاريخها تركا للموفد الأممي روس الذي سيحدد ذلك بناء على خلاصة تقييمه لما دار في جلستي مفاوضات الإثنين والثلاثاء وما إذا كانت ستكون جلسة مصغرة غير رسمية أم جولة رسمية خامسة. ولم يبد خداد اعتراضا على أي من نوعي المفاوضات وقال إن جبهة البوليزاريو لا تعترض على مواصلة المفاوضات في جلسات مصغرة لأن المهم هو تحقيق تقدم. ورغم الموقف المغربي فقد اعتبر المفاوض الصحراوي أن الجلسة سادها حوار حقيقي وتمت في أجواء من الاحترام المتبادل وصراحة لم يسبق أن عرفتها جولات الحوار السابقة. وأكد أن وزن روس ومعرفته للمنطقة وإتقانه للغتين العربية والفرنسية ورصيده الدبلوماسي الكبير ساعد في سيادة هذه الأجواء. وحول درجة التفاؤل لدى الوفد الصحراوي قال خداد أنه تفاؤل غير مفرط والمهم أن الجلسة كانت فرصة لطرح إشكالية النزاع لم نعهدها في مفاوضات مانهاست ولندن وهيوستن. وحول الإصرار المغربي وتشبثه بفكرة الحكم الذاتي قال خداد أنها فكرة غير مقبولة لأن المغرب لم يستطع حسم الوضع عسكريا من قبل ولن يتمكن من كسب قلوب الصحراويين لاحقا ولن يتمكن من فرض فكرته الجديدة ولذلك فإن تصريحات الفهري لم تكن إلا للاستهلاك الداخلي في المغرب. وقال إننا نتحدى المغرب في أن ينظم انتخابات وتمكين الصحراويين من عملية تصويت حرة ولا يهم نتيجة ذلك التصويت والمؤكد أننا سنعمل على المحافظة على المصالح المغربية في الصحراء الغربية بعد استقلالها. وأضاف أن فكرة الحكم الذاتي متناقضة مع حقيقة القضية الصحراوية وقد ألححنا على إسبانيا أن تلعب دورها كقوة استعمارية سابقة لها مسؤولية مباشرة في ما يعانيه الشعب الصحراوي. كما ألححنا على فرنسا التي تدعم المغرب في هذا الطرح أن تلعب دورها بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن وأن تكف عن سياسة الشقاق التي انتهجتها في المنطقة والتي حالت طيلة هذه السنوات دون تسوية النزاع في الصحراء الغربية. وحول الموقف الأمريكي وما إذا كان يحمل جديدا مع إدارة الرئيس اوباما قال محمد خداد إن الإدارة الأمريكيةالجديدة ومنذ وصولها إلى الحكم في واشنطن وهي تؤيد مساعي روس وهذا تغير جذري في الموقف الأمريكي مغاير تماما لذلك الذي انتهجته إدارة الرئيس جورج بوش فعلى الأقل انها تحفظت بخصوص الوضع القائم وأكدت على ضرورة الأخذ بكل الخيارات على عكس فرنساوإسبانيا اللتان تعرقلان جهود تحقيق السلام في المنطقة.