❊ الموازنة بين تنمية الاقتصاد والطابع الاجتماعي والمواطن في صلب السياسات ❊ بناء نموذج اقتصادي جديد قائم على تنويع الاقتصاد وإرساء نظام جديد عادل ❊ الجزائر ملتزمة بالمرافعة عن تنمية إفريقيا.. ودعم مبادرات سد فجوة التمويل استعرض رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون أمس، بنيروبي، التجربة الجزائرية في مجال التنمية، مبرزا طابعها المتوازن الرامي إلى التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية والطابع الاجتماعي للدولة، من خلال وضع المواطن في صلب السياسات التنموية، مجددا التزام الجزائر الثابت بقضية التنمية في إفريقيا. في كلمة ألقاها نيابة عنه الوزير الأول نذير العرباوي أمام قمة المؤسسة الدولية للتنمية من أجل تعبئة الموارد لإفريقيا، أبرز الرئيس تبون الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي باشرتها الجزائر لبناء نموذج اقتصادي جديد قائم على تنويع الاقتصاد وخلق الثروات وتحرير روح المبادرة، لاسيما في المجالات الاستثمارية والمالية. وأشار رئيس الجمهورية إلى إصدار منظومة قانونية وتنظيمية جديدة للاستثمار "تتضمن عديد المزايا والتحفيزات وتكرّس الاستقرار القانوني والشفافية والمساواة بين المستثمر الوطني والاجنبي"، علاوة على نظام جديد لمنح العقار الاقتصادي الموجه للاستثمار وفق مقاربة "اقتصادية شفافة"، ومراجعة شاملة للقانون النقدي والمصرفي وتنويع العروض التمويلية وفتح وكالات للبنوك الجزائرية في الخارج لاسيما في القارة الافريقية. كما تطرّق الرئيس إلى الطابع الاجتماعي للدولة ومساعيها لتحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين المواطن من الوصول إلى خدمات نوعية في جميع المجالات، لافتا إلى أن هذه المقاربة سمحت للجزائر باحتلال أرقى المصاف في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة في القارة. وأكد الرئيس تبون الدور الريادي للجزائر في إرساء نظام اقتصادي جديد عادل وشامل، داعيا إلى حشد الإمكانيات المالية اللازمة لتحقيق أولويات التنمية في إفريقيا. وأبرز الحاجة الملحّة لتجند المجموعة الدولية من أجل المساهمة في الاستجابة للتحديات المعقدة التي تواجه البلدان الفقيرة ومعالجة الأسباب الجذرية التي تغذي النزاعات وعدم الاستقرار، وركز على استفحال الفقر والتهميش وعدم المساواة، معتبرا أنه "لا يمكن بأي شكل من الأشكال المراهنة على تعزيز الأمن والسلام دون تحقيق النماء الاقتصادي والاجتماعي المستدام". وأشار الرئيس إلى الدور التمويلي "المحوري" الذي تضطلع به المؤسسة الدولية للتنمية والتي خصّصت أكثر من 70% من التزاماتها لإفريقيا، خلال العملية 20 لتأسيس مواردها، "في الوقت الذي تتطلع فيه الجزائر لانتهاج مقاربة طموحة ونوعية في عملية إعادة تأسيس الموارد، تساهم في رفع سقف الموارد المسيرة، مع مراعاة احتياجات البلدان المؤهلة للاقتراض من المؤسسة لاسيما في إفريقيا وكذا الأولويات والاحتياجات الخاصة لهذه البلدان، على غرار دعم التنمية البشرية وتعزيز الأمن الغذائي وتطوير مشاريع البنية التحتية والطاقة والرقمنة بالإضافة إلى تشجيع المقاولاتية والابتكار وتعزيز القدرة على الصمود والتكيف مع تغير المناخ". وإذ أبرز دور الجزائر في تفعيل التنمية في القارة، ذكر الرئيس تبون أن ما تبذله الجزائر من جهود نابعة من انتمائها الإفريقي والتزامها التاريخي بروح التضامن والوحدة في إفريقيا، من خلال تشجيع كل المبادرات الرامية إلى تحقيق التعافي الاقتصادي والنمو المستدام في القارة، موضحا بأن "ذلك يأتي من منطلق قناعتها الراسخة بترابطية الأمن والتنمية، بهدف تعزيز التعاون وتنسيق السياسات الوطنية وتطوير قدرات البلدان الإفريقية الشقيقة في رفع تحدي التنمية، لاسيما عبر تجسيد مشاريع تنموية بعدة دول من الجوار المباشر، من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، التي رصدت لها الحكومة الجزائرية مبلغ مليار دولار". كما جدّد رئيس الجمهورية دعم الجزائر لجهود الأطراف المشاركة في الاجتماع، من أجل إعطاء الزخم المرجو للعملية 21 لتعبئة الموارد للمؤسسة المالية الدولية، بما يسمح بتوفير الإمكانيات المالية الضرورية وإدماج الأولويات الوطنية الإفريقية ضمن خطة عمل المؤسسة الدولية للتنمية، ودعم الجزائر لك المبادرات والآليات التي من شأنها سد فجوة التمويل وزيادة حجم المساعدات الإنمائية وتحسين كفاءتها، وتفعيل أدوات مناسبة للتخفيف من وطأة الديون بما يشمل إلغاء وإعادة هيكلة الديون وتعليق خدمات الدين، لاسيما لصالح البلدان الأقل نموا. ودعا الرئيس إلى تحرير السياسات المتعلقة بالأمن الغذائي والصحي من المقاربات الاقتصادية البحتة، وبالأخص فيما يتعلق بالوصول إلى المواد الغذائية والأدوية، فضلا عن رصد الموارد الكفيلة بدعم جهود هذه الدول في المجالات ذات الأولوية.وأبرز السيد الرئيس ضرورة تسريع وتيرة إنجاز المشاريع ذات البعد الاندماجي القاري وتنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، مذكرا بجهود الجزائر في هذا الإطار، خاصة من خلال تصوّر اندماجي لمشاريعها الوطنية وفي جوارها المباشر.