استعرض رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في كلمته أمام قمة المؤسسة الدولية للتنمية لتعبئة الموارد لإفريقيا، المنعقدة الاثنين بنيروبي، التجربة الجزائرية في مجال التنمية، مبرزا طابعها المتوازن والرامي إلى التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية وتكريس الطابع الاجتماعي للدولة، من خلال وضع المواطن في صلب السياسات التنموية. جاء ذلك في كلمة ألقاها باسمه الوزير الأول، نذير العرباوي، حيث استعرض الرئيس الإصلاحات الاقتصادية العميقة التي باشرتها الجزائر لبناء نموذج اقتصادي جديد قائم على تنويع الاقتصاد وخلق الثروات وتحرير روح المبادرة، لاسيما في المجالات الاستثمارية والمالية. كما أبرز الطابع الاجتماعي للدولة ومساعيها لتحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين المواطن من الوصول إلى خدمات نوعية في جميع المجالات، وهي المقاربة التي سمحت للجزائر باحتلال أرقى المصاف في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة في القارة. ..ويؤكد التزام الجزائر بالمرافعة عن قضية التنمية في إفريقيا أكد رئيس الجمهورية، التزام الجزائر الثابت بالمرافعة عن قضية التنمية في إفريقيا، مذكرا بجهود الجزائر الحثيثة من أجل العمل على تمكين البلدان الإفريقية من الحصول على التمويلات الضرورية لتحقيق أهدافها الإنمائية وتشجيع كل المبادرات الرامية إلى تحقيق التعافي الاقتصادي والنمو المستدام في القارة الأفريقية. ونوه أن ما تبذله الجزائر من جهود نابعة من انتمائها الإفريقي والتزامها التاريخي بروح التضامن والوحدة في أفريقيا. كما يأتي ذلك من منطلق قناعتها الراسخة بترابطية الأمن والتنمية، بهدف تعزيز التعاون وتنسيق السياسات الوطنية وتطوير قدرات البلدان الإفريقية الشقيقة في رفع تحدي التنمية، لاسيما عبر تجسيد مشاريع تنموية بعدة دول من الجوار المباشر، من خلال الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، التي رصدت لها الحكومة الجزائرية مبلغ مليار دولار. وجدد رئيس الجمهورية بالمناسبة دعم الجزائر لجهود مختلف الأطراف المشاركة في هذا الاجتماع من أجل إعطاء الزخم المرجوللعملية ال21 لتعبئة الموارد للمؤسسة المالية الدولية، بما يسمح بتوفير الإمكانيات المالية الضرورية وإدماج مجمل الأولويات الوطنية الإفريقية ضمن خطة عمل المؤسسة الدولية للتنمية والمضي قدما نحومستقبل أكثر إنصافا واستدامة. …ضرورة مراعاة الأولويات التنموية للبلدان الإفريقية لفت رئيس الجمهورية، ضرورة مراعاة الاحتياجات التنموية والأولويات الوطنية للدول الإفريقية في إطار العملية الواحدة والعشرين لتعبئة موارد المؤسسة. وفي هذا الإطار، جدد رئيس الجمهورية دعم الجزائر لكل المبادرات والآليات التي من شأنها سد فجوة التمويل وزيادة حجم المساعدات الإنمائية وتحسين كفاءتها، وكذا تفعيل أدوات مناسبة للتخفيف من وطأة الديون بما يشمل إلغاء وإعادة هيكلة الديون وتعليق خدمات الدين، لاسيما لصالح البلدان الأقل نموا. ودعا الرئيس تبون أيضا إلى تحرير السياسات المتعلقة بالأمن الغذائي والصحي من المقاربات الاقتصادية البحتة، وبالأخص فيما يتعلق بالوصول إلى المواد الغذائية والأدوية، فضلا عن أهمية رصد الموارد الكفيلة بدعم جهود هذه الدول في المجالات ذات الأولوية. من جهة أخرى، أشار رئيس الجمهورية إلى ضرورة تسريع وتيرة إنجاز المشاريع ذات البعد الاندماجي القاري وتنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 ، مذكرا بالجهود التي تبذلها الجزائر في هذا الإطار، لا سيما من خلال تصور اندماجي لمشاريعها الوطنية وفي جوارها المباشر. ..دور هام للمؤسسة الدولية للتنمية في تلبية الاحتياجات التمويلية للبلدان الافريقية شدد رئيس الجمهورية، على الدور "المحوري" الذي تضطلع به المؤسسة الدولية للتنمية في تلبية الاحتياجات التمويلية المتزايدة للبلدان الافريقية منخفضة الدخل، من خلال آلية الاقراض الميسر والمنح والمساعدات لتخفيف أعباء الديون. أكد رئيس الجمهورية بالمناسبة على ضرورة دعم البلدان الأكثر هشاشة في مساعيها لتحفيز النموالاقتصادي ومواجهة التحديات التي يفرضها السياق الدولي الراهن لاسيما ارتفاع مستويات الديون وأسعار الفائدة وشح التمويل. وفي هذا الصدد، أبرز رئيس الجمهورية الحاجة الملحة لتجند المجموعة الدولية من أجل المساهمة في الاستجابة لهذه التحديات المعقدة ومعالجة الأسباب الجذرية التي تغذي النزاعات وعدم الاستقرار، لاسيما استفحال الفقر والتهميش وعدم المساواة، مذكرا بأنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال المراهنة على تعزيز الأمن والسلام دون تحقيق النماء الاقتصادي والاجتماعي المستدام.