لم تفقد الأغنية السوفية عرشها ولم يستطع أي طابع آخر أن ينال من حضورها، معروفة هي بتمسكها بأصالتها ورفضها لأية تحسينات عصرية، تجاوزت هذه الأغنية الحدود وكثر مدمنوها.عرفت الأغنية السوفية بثالوثها المجسد في الفنانين عبد الله مناعي، محمد محبوب وأحمد التومي هذا الأخير الذي لم ينل حظه كاملا من الحضور الإعلامي التقته "المساء" وكان هذا الحوار. - تغني السوفي الأصيل فلماذا تحرص على هذا النوع بالذات؟ * بالفعل أنا أحرص وعن قناعة على أداء النوع السوفي الأصيل الذي هو جزء من هويتنا الوطنية، ومن واجبنا كفنانين المحافظة عليه كما هو دون المساس به، إضافة إلى ضرورة إيصال هذا التراث كما هو للأجيال القادمة، الأغنية السوفية غنية بالمقامات العربية وهي مطلوبة ليس فقط في جهة معينة، بل في كل أرجاء الوطن، والحمد لله فقد كونت فرقة تعمل معي بها 6 أعضاء تبحث دوما على تقديم الأحسن. - تعرف منطقة وادي سوف بفنانيها المناعي ومحبوب لكنك لم تحظ بنفس ظهورهما فلماذا؟ * إعلاميا ربما لكني أعمل معهما لدرجة أننا نعرف "بثلاثي وادي سوف"، ولقد انطلقت تقريبا معهما ولدينا نفس الحضور مع الجمهور استطعت والحمد لله أن أنتج 30 شريطا وكلها ناجحة ولم أتوقف عن الغناء طوال مشواري الفني. - ذكرت أنك متمسك بأصالة الأغنية السوفية فما هي دوافعك؟ * قلت إني لا أميل إلى عصرنة هذا الطابع كي أحافظ على هويته، إضافة إلى حبي لكل ماهو أصل وتقليدي وغير مصنع ذلك مثلا فأنا لا أغني في أي مكان دون أن أرتدي اللباس التقليدي وأحافظ على لهجتي المحلية بل وأحرص على أن يكون كل الفنانين الشباب السوفيين مثلي. - ماذا عن رواج هذه الأغنية هل هي حاضرة خارج حدود منطقتها الجغرافية؟ * الأغنية السوفية حاضرة في كل مكان ومطلوبة في كل أرجاء الجزائر يتذوقها ويرددها بطلاقة وذلك لبساطة كلماتها ولخفة ايقاعاتها وهي محفوظة جماهيريا فمن لا يحفظ أغاني سوفية ولو لمطرب سوفي واحد. كما تعدت الأغنية السوفية حدود الوطن خاصة بتونس علما أنها تراث مشترك بين البلدين لكن يبقى مؤدوها الجزائريون يطلبون بالاسم هناك، كذلك هي مطلوبة في فرنسا من طرف الجالية المغاربية ولا تكف الدعوات لنا لحضور وتنشيط حفلات هناك، إضافة إلى دخول هذه الأغنية مؤخرا إلى ليبيا وإلى الخليج العربي (خاصة بدبي) التي التفت جمهورها إلينا كما أصبح التراث السوفي مادة فنية استغلها بعض فناني الخليج. - من من الشباب تراه قادرا على رفع مشعل الأغنية السوفية؟ * لقد ساعدت وشجعت بعض الأسماء الصاعدة عكس آخرين ممن أداروا ظهورهم لهؤلاء، وأرى الموهبة والمستوى العالي في الأداء حاليا في حشيفة لخضر وادريس التومي والجماعي وغيرهم. - أغلب أغانيك تراثية فكيف تحصل عليها ومن يلحن لك أغانيك الأخرى؟ * أبحث دائما عن التراث أين ما كان ولا أكل ولا أتعب ربما أكثر من بحثي عن الملحن أو كاتب الكلمات، وغالبا ما أجد ضالتي عند كبار السن الذين يحفظون الكثير منه والذين أيضا يحافظون عليه كما ورثوه عن أجدادهم، أقوم أحيانا بتعديلات خفيفة على بعض الأغاني، كما أقوم بتلحين بعض أغنياتي، وأشير أنني أؤدي كل الطبوع الجزائرية بما فيها العاصمي والجمهور شهد لي بالتمكن. - ماهو جديدك لهذا الصيف؟ * نزل لي شريط خلال هذا الصيف يتضمن 6 أغان من إنتاج شركة "طبنة" بباتنة، كما أحييت عدة حفلات عبر الوطن كسكيكدة والعاصمة مثلا، وأحييت حفلات بتونس. - كيف ترى مستقبل وحضور الأغنية السوفية؟ * أراه زاهرا مادام تراثا جميلا وإبداعا أجمل وأنصح بتقديم الجديد والالتزام بالخصوصية وعدم دمجها في التراث الليبي أو التونسي باسم التجديد، كما أدين فوضى بيع الكاسيت خاصة بالوادي أين تعاد أغاني الفنانين منهم أحمد التومي وتباع كأشرطة أعراس دون أية رقابة أو استئذان من الفنان.