على خلفية الأحداث الأخيرة التي هزت جنوب قطاع غزة، أول أمس، نتيجة المواجهات المسلحة التي دارت بين جماعة متشددة والمنظوية تحت اسم "جند أنصار الله" وبين جهاز الأمن التابع لحركة حماس، فقد ارتفع عدد القتلى الذين سقطوا في هذه الاشتباكات القوية إلى أكثر من 22 قتيلا، من بينهم مسؤول الجماعة المتشددة عبد اللطيف موسى ومساعده، فضلا عن عدد الجرحى الذي تجاوز المائة. وتعود حيثيات القضية، عقب إعلان عبد اللطيف موسى الذي يتزعم "جند أنصار الله" خلال خطبة الجمعة في مسجد ابن تيمية برفح، عن انطلاق ما أسماها "إمارة إسلامية في بيت المقدس" بدء من مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ودعوة أنصاره إلى التصدي لعناصر شرطة غزة بالسلاح، الأمر الذي أدى إلى حدوث اشتباكات عنيفة بين هذا التيار وحركة حماس، وبالتالي انفلات الوضع الأمني جنوبغزة الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من بينهم زعيم "جند أنصار الله". مقتل عبد اللطيف موسى زعيم الجماعة التي تتبنى فكر "السلفية الجهادية" بفلسطين وتطلق على نفسها اسم "أنصار جند الله"، يرى فيه المحللون السياسيون أنه انتصار للحكومة الفلسطينية المقالة بغزة والتابعة لحركة حماس، باعتبارها أنها قطعت الطريق أمام هذا التنظيم لكي يتسع ويتمدد،وهو التنظيم الذي جيء به للقضاء على حماس في غزة، بعد أن فشلت المحاولات السابقة للقضاء عليها، حيث استخدمت حماس قوتها التي ألحقت خسارة كبيرة في صفوف تنظيم "جند أنصار الله"، وذلك من أجل إيصال رسالة شديدة اللهجة إلى من سمحوا بإعادة الفوضى تحت مظلة هذا التنظيم. كما لا يستبعد الخبراء والمراقبون أن يكون هذا التنظيم، قد تلقى دعما خارجيا لضرب حركة حماس وزعزعة سيطرتها المحكمة على قطاع غزة منذ عامين، وهو الأمر الذي يفسر تصدي أجهزة الحركة بكل قوة لعناصر هذا التنظيم. ويرى المحللون السياسيون أن هذه الجماعة، عبارة عن مجموعات مخترقة ومندسة أمنيا تحمل منهجا تكفيريا، تعمل باسم الدين، إذ أنها وجدت من أجل إفساد حالة الأمن والأمان بغزة، التي وفرتها حركة حماس منذ سيطرتها على القطاع قبل عامين. وهي الجماعة التي تقف وراءها مخابرات إقليمية ودولية، تخطط وتدعم مثل هذه الجماعات وتزودها بالخطط والمال والسلاح، لأجل فرض أجنداتها في المنطقة، وتحديدا الأجهزة الأمنية التابعة لسلطة رام الله التي ينحدر منها عبد اللطيف موسى، زعيم التنظيم، وذلك من خلال اتفاقية دايتون التي تعمل على تدريب عناصر أمنية من حركة فتح في كل من السعودية، مصر وحتى في إسرائيل، لأجل القضاء على حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين ومنع وصول الأسلحة إليها.